استهدفت اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2018 رؤية تقليل الاعتماد على النفط كطاقة غير متجددة في صناعة موارد ودخول الدولة وظهر ذلك في قرارات متعددة على مدار العام لضبط استراتيجيات جديدة لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن عوائد النفط وتصدرت تلك المبادرة المملكة السعودية التي اعتمدت خطة شاملة لتطوير الاقتصاد خلال العام الجاري بدأت بمحاربة فساد المسؤولين الحكوميين وتخللها ضخ الاستثمارات الأجنبية في مشروعات كبرى جديدة وتنشيط مجالات الترفيه بالتوازي مع تمكين المرأة في إطار رؤية اقتصادية شاملة عرفت باسم "رؤية 2030". شهدت الإمارات والسعودية في يناير تطبيق ضريبة القيمة المضافة، حيث كانت الدولتان أول دول مجلس التعاون الخليجي التي تطرح ضريبة القيمة المضافة على مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات في 1 يناير. وسعت دول الخليج للتخفيف من تأثير انخفاض أسعار النفط وتنويع اقتصاداتها. ومن المتوقع أن تقدم بقية دول مجلس التعاون الخليجي ضريبة القيمة المضافة خلال العامين القادمين. وفي 6 يناير وبعد أن أعرب المواطنون السعوديون عن مخاوفهم من الضرائب الجديدة، أمر الملك سلمان بدفع مكافآت وعلاوات لموظفي الخدمة المدنية والعسكريين. وفي الشهر نفسه، غيرت الرياض وضع شركة أرامكو السعودية لشركة مساهمة المقدر بنسبة 5 في المائة في إطار الاكتتاب العام الأولي. وفي فبراير، مُنح العراق 30 مليار دولار في قمة الكويت، حيث تلقت الحكومة العراقية تعهدات من المانحين الدوليين بمبلغ 30 مليار دولار للمساعدة في إعادة إعمار البلاد في أعقاب القضاء على الجماعات المتطرفة في البلاد. وتصدرت مشروعات البنية التحتية أولويات الكويت بإعلانها تخصيص 2.5 مليار دينار كويتي (8.3 مليار دولار) من ميزانيتها 2018-2019 لتطوير البنية التحتية وشبكات الطرق وبناء المطار الجديد وتوليد الطاقة. كما حصلت الرياض على 107 مليار دولار من حملة القضاء على الفساد في أوائل 2018، حيث أعلنت الرياض الحصول على ما يقدر بنحو 400 مليار ريال سعودي (107 مليار دولار) بعد أزمة القبض على مسؤولين بارزين متهمين بقضايا الفساد ومنهم المحتجزين في فندق ريتز كارلتون في الرياض. فندق نايل ريتز كارلتون السعودية فازت شركة تطوير المرافق المحلية أكوا باور بأول مشروع للطاقة الشمسية في المملكة السعودية، في أول عقد لتطوير أول مشروع رئيسي للطاقة المتجددة. وفي مارس، أجرت الحكومة السعودية مفاوضات مع حكومة المملكة المتحدة من أجل إبرام صفقة دفاع بقيمة 13.8 مليار دولار، حيث وقع ولي عهد المملكة السعودية ووزير الدفاع محمد بن سلمان، مذكرة نوايا لشراء 48 طائرة مقاتلة من طراز تايفون من شركة BAE سيستمز البريطانية. وشهدت المملكة السعودية في أبريل افتتاح دور العرض السينمائية السعودية لأول مرة منذ 40 عاما، حيث افتتح فيلم هوليوود بلاك بانثر الشهير التاريخ في 18 أبريل عندما أصبح أول الأفلام التي تم عرضها في دور السينما العامة في المملكة السعودية منذ عام 1983. كما سجلت معدلات النفط في الشهر نفسه، ارتفاعا كبيرا، بنسبة 2.6 في المائة لتصل إلى 73.93 دولار للبرميل الواحد في أسعار خام برنت بسبب مخاوف من أن العمل العسكري الأمريكي في سوريا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، أو حتى العالمي. وفي مايو من العام الجاري، عزمت الكويت على توجيه أولوياتها نحو مشاريع مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة وذلك بموافقة مجلس الوزراء الكويتي على التوصية بمنح العقود الخاصة بمشاريع مياه الصرف الصحي المزمع عقدها في "أم الهيمان" و"كبد" للنفايات الصلبة بين القطاعين العام والخاص. أصدرت الرياض في يونيو أول رخصة قيادة للسعوديات بعد رفع الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات في 24 يونيو. ووجدت دراسة أجرتها شركة أبحاث السوق العالمية Ipsos أن 70 في المائة من النساء في المملكة السعودية يرجح أن يختارن قيادة السيارات في الشوارع. ومنحت شركة "إم اس سي أي" لمؤشرات الأسهم ترقية للمملكة السعودية كأحد الأسواق الناشئة بعد تقييمه سابقا كسوق قائم بذاته في مراجعة تصنيفها السنوي للأسواق الدولية. كما أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة وحاكم دبي، عن خططه للسماح بملكية أجنبية للشركات بنسبة 100 في المائة ومنح تأشيرات لمدة 10 سنوات لبعض المهنيين والمستثمرين المؤهلين تأهيلاً عالياً. تعهدت المملكة السعودية والكويتوالإماراتالمتحدة بتقديم 2.5 مليار دولار من المساعدات المالية للأردن خلال السنوات الخمس المقبلة. وفي إطار تحقيق رؤية 2030 للمملكة السعودية، أصدرت حكومة الرياض مسودة قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث أصدر المركز الوطني للخصخصة بالمملكة مشروع قانون من 50 صفحة يوجز الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص. من المتوقع أن يخلق القانون من بيع الأصول الحكومية ما يقرب من 10 الاف إلى 12 الف وظيفة في القطاع الخاص. انسحبت شركة توتال الفرنسية من إيران بعد الفشل في الحصول على تنازل الولاياتالمتحدة عن عقوبتها، وذلك بعد فشل عملاق الطاقة "توتال" في التفاوض على صفقة تنازل مع الولاياتالمتحدة كانت ستعفيها من العقوبات الوشيكة وتسمح لها بمواصلة العمل مع طهران. شركة توتال الفرنسية للطاقة وعلى صعيد المشروعات النووية، تصدرت روسيا قائمة الدول التي ستشارك في تأسيس أول مشروع للطاقة النووية في المملكة العربية السعودية. وفي أغسطس، حصلت الإمارات على عروض لمشروع تنقيب بقيمة 1.5 مليار دولار، حيث قدمت عطاءات تجارية من خمسة مقاولين عقد مشروع تطوير حقل "بوحصا" النفطي. كما طرحت شركة أرامكو السعودية دراسة لبيع سندات لتمويل شراء شركة سابك في خطة لاستغلال سوق السندات الدولية بتمويل شراء شركة الصناعات الأساسية السعودية (سابك) العملاقة للبتروكيماويات كما أتمت شركة تنمية نفط عمان عملاً تقييمياً حول اكتشافات الغاز في البلاد الذي أعلنت عنه في مارس. وفي سبتمبر الماضي، استكملت السعودية إصدار صكوك بقيمة 1.1 مليار دولار، بموجب برنامج الصكوك السعودية بالريال السعودي. وتلقت شركة دبي لمشروعات هندسة الطيران (DAEP) وثائق التأهيل المسبق لعقد قيمته 10 مليارات درهم (2.7 مليار دولار) لبناء البنية التحتية لمباني مطار آل مكتوم الدولي. أعلن صندوق الاستثمار العام في المملكة السعودية عن إتمام إجراءات قرضاً بقيمة 11 مليار دولار بالتعاون مع مجموعة من أكبر البنوك العالمية، وهي الخطوة الأولى في برنامج المملكة الاستثماري للديون الإستراتيجية متوسطة الأجل. وفي اكتوبر 2018، اقترضت الكويت 52 مليار دولار لتمويل مشاريع نفطية جديدة، حيث أفادت التقارير أن مؤسسة البترول الكويتية (KPC) تتطلع إلى اقتراض 16 مليار دينار كويتي (52.7 مليار دولار) لتمويل برنامج إنفاقها الرأسمالي على مدى السنوات الخمس المقبلة. وتخطط مؤسسة البترول الكويتية لزيادة طاقة إنتاج النفط في الكويت إلى 4.75 مليون برميل في اليوم (برميل يوميا) بحلول عام 2040 ، مقارنة ب 3.2 مليون برميل في اليوم، وتوسيع نطاق صناعة التكرير. وأعلن صندوق النقد الدولي خلال أكتوبر الماضي، أن ينمو الاقتصاد السعودي في عام 2018، على الرغم من التخفيضات في التوقعات الإجمالية للشرق الأوسط وبقية العالم، بنسبة 2.2 في المائة في 2018 و 2.4 في المائة في عام 2019، مع تحسن "مدفوع بالانتقال في النشاط الاقتصادي غير النفطي وزيادة متوقعة في إنتاج النفط الخام تمشيا مع التعديل المنقح لاتفاق أوبك. وقدم فريق شركات أتكينز وجريمسو ومقرها المملكة المتحدة وشركة بارسونز الأمريكية وشركة إيجيس الفرنسية عرضا بتكاليف أقل لتوسعة الخطوط الخضراء والحمراء لمترو دبي. وأعلن صندوق الاستثمار العام بالرياض عن مشروع جديد للبحر الأحمر يشمل خطط لبناء وجهة سياحية راقية على الساحل الشمالي للبحر الأحمر باسم "أمالا". مشروع أمالا السعودي في نوفمبر الماضي، وقعت شركة السكك الحديدية السعودية مع شركة صينية مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع "لاندبريدج" السعودي في اليوم الأول من مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض. أعلنت شركة "سابورا إينرجي" الماليزية أن شركتيها "سابورا فابريكيشن" و"سابورا السعودية" قد تم اختيارهما من قبل شركة أرامكو السعودية لتصبح جزءًا من اتفاقياتها طويلة الأجل مع مقاولين خارجيين. وشهد ديسمبر الجاري توافق الأطراف المتحاربة على اتفاقية هدنة بوساطة الأممالمتحدة بين اطراف كل من التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين على وقف إطلاق النار في اليمن خلال محادثات الأممالمتحدة التي عقدت في السويد ويغطي وقف إطلاق النار مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، ويتضمن تدابير أخرى تهدف إلى إنهاء القتال في البلاد وتخفيف الأزمة الإنسانية.