تسعى مصر لمواجهة الزيادة السكانية، مع سوء التوزيع الذي تعاني منه، نتيجة تكدس السكان على جانبي نهر النيل فقط، تاركين الكثير من المناطق دون تعمير، ما كان دافعًا للرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومته، لتشييد عدد من المدن الجديدة، بمواصفات عالمية، وتقلل الكثافات السكانية في كثير من المناطق. ويعتبر عام 2018، هو عام مدن الجيل الرابع في مصر، ويمكن اختصار تعريف هذه المدن، بكونها تحتوي على كل الخدمات التي يحتاجها ساكنها، من مناطق مال وأعمال، ومناطق ترفيهية، ووحدات سكنية، ويطبق فيها معايير استدامة الطاقة وتدوير المخلفات لتصبح مدنًا خضراء، كما أنه يتوفر بها كل الخدمات الحكومية إلكترونيًا، فلا يحتاج من يسكن فيها للخروج منها لقضاء أي مهمة تتطلب جهة حكومية. ووفقًا للخطة الموضوعة، من قبل وزارة الإسكان، فإنه جاري العمل في 12 مدينة جديدة، تصنف جميعها ضمن مدن الجيل الرابع، يأتي على رأسهم العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، ثم شرق بورسعيد "سلام"، والمنصورة الجديدة والإسماعيلية الجديدة، بالإضافة إلى الجلالة بالعين السخنة، والشيخ زايد الجديدة وأكتوبر الجديدة، وغرب بني سويف "الفشن" وملوي الجديدة، وناصر"غرب أسيوط"، وغرب قنا، وتوشكى الجديدة. ولا يتم اختيار مناطق هذه المدن بشكل عشوائي، بينما لها أسس راسخة، لتحقق المرجو منها، إذ أن الهدف الأول من مدن الجيل الرابع، هو وضع مصر على خريطة الاستثمار العالمي، وإعادة توزيع السكان بعيداً عن الشريط الضيق لوادى النيل، إذ أنه من المخطط لها أن تستوعب 30 مليون نسمة، لذا لابد من توافر الموقع الجيد الذي يمكنها من تنفيذ هذه الأهداف، فضلًا عن صلتها بالمشروعات الكبرى التي تعمل الدولة على تنفيذها. وتتخطى تكلفة أعمال البنية التحتية والمرافق لمدن الجيل الرابع، ال57 مليار جنيهًا، وترصد بوابة الوفد، أهم مدن جيل الرابع الجاري العمل فيها، والمخطط الانتهاء منها حتى عام 2030... العاصمة الإدارية الجديدة وتصل مساحتها 170 ألف فدان، على أن تكون المرحلة الأولى منها بمساحة 40 ألف فدان، وعدد السكان المتوقع أن تستوعبه، هو 6.5 مليون نسمة. العلمين الجديدة تبلغ مساحة المدينة 48917 فدانًا، وعدد السكان المتوقع أن تستوعبه، هو 3 ملايين نسمة، وسوف تضم المدينة من 20 إلى 25 ألف غرفة فندقية على مساحة 7770 فدانًا بالمنطقة الساحلية، و14 حيًا سكنيًا متعدد المستويات، ومناطق صناعية بمساحة 5 آلاف فدان، ومناطق لوجستية بمساحة 3 آلاف فدان، ومراكز بحثية وجامعات بمساحة ألفي فدان، ومناطق تجارية وخدمية بمساحة 5 آلاف فدان. المنصورة الجديدة تبلغ مساحتها 5100 فدان، وتستوعب 680 ألف نسمة، من خلال إنشاء 185 ألف وحدة سكنية. مدينة شرق بورسعيد "سلام" وتمتد هذه المدينة على مساحة 16 ألف فدان، وتستوعب حوالي مليون نسمة، ويتوفر من خلالها 210 آلاف فرصة عمل، وتحتوي على شاطئ بطول11 كم، وطول الواجهات التي تطل على البحر والبحيرات والجزر 51 كم. وتضم المرحلة الأولى بها المنطقة السياحية بمساحة 1520 فدانًا، والإسكان المتميز بمساحة 1060 فدانًا، كما أنه جاري تنفيذ 4340 وحدة إسكان اجتماعي، ومحطة تحلية مياه البحر بطاقة 150 ألف م3/يوم. غرب أسيوط تصل مساحة "ناصر" بغرب أسيوط، إلى 6 آلاف فدان، لتستوعب 680 ألف نسمة، من خلال بناء 185 ألف وحدة سكنية، على أن تكون المرحلة الأولى بمساحة ألف فدان، لتنفيذ الحيين الأول والثاني وبهما 6680 وحدة إسكان اجتماعي، متمثلًة في 315 عمارة، و7160 وحدة إسكان متوسط، متمثلًة في350 عمارة، وتخصيص 175 فدانًا للخدمات التجارية، و98 فدانًا للخدمات الطبية، فضلًا عن إنشاء مركز تجاري، والكورنيش، وشبكة طرق ومرافق. غرب قنا أما غرب قنا، فتبلغ مساحتها 9 آلاف فدان، على أن تضم المرحلة الأولى بها 6680 وحدة إسكان اجتماعى، متمثلة في 315 عمارة، و7160 وحدة إسكان متوسط، متمثلة في 350 عمارة، فضلًا عن تخصيص 91 فدانًا للخدمات تجارية، و90 فدانًا للخدمات الحكومية والإدارية. أكتوبر الجديدة وظهرت هذه المدينة، بعد تقسيم مدينة 6 أكتوبر إلى 3 أقسا، هم أكتوبر القديمة وحدائق أكتوبر، وأكتوبر الجديدة، وتصل مساحتها إلى ما يقارب 78 ألف فدان، ومن المقرر أن تستوعب نحو 5 مليون نسمة. وتشهد هذه المدينة، وجود أول ميناء جاف يتم تنفيذه بمحافظتي القاهرة والجيزة، إذ تم تخصيص مساحة 400 فدان له.