شهدت سلطنة عمان تدشين مجموعة جديدة من المشروعات الاستراتيجية العملاقة، تزامنا مع الاحتفالات بالعيد الوطنى الثامن والأربعين. وعلى مدار سنوات نحو نصف قرن تنفذ السلطنة استراتيجية متكاملة للتنمية عبر خطط خمسية تركز على تعزيز التنويع الاقتصادى، وإذا كانت نتائج رجع صدى المنجزات العمانية فى كل ميدان تتحدث عن نفسها، وهى أبلغ من كل الكلمات، فإن التقدم المستمر فى التنمية البشرية تحديدا يشير بوضوح إلى الرؤية الشاملة والمتكاملة فى تخطيط وإنجاز التنمية المستدامة بمراحلها المتتابعة، وفى إطار ما يؤكد عليه السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان دائما وهو أن الإنسان هو أغلى ثروات الوطن، وأنه هو أيضاً مفتاح التقدم والتطور فى كل المجالات، باعتباره شريكا فى تحقيق المزيد للأجيال القادمة. شهدت السلطنة الاحتفال الرسمى بافتتاح مطار مسقط الدولى الجديد فى إطار تدشين مجموعة المشروعات المهمة، وهو يعد أحد أكبر وأجمل مطارات المنطقة والعالم، حيث تم تصميمه وتشييده وفق أعلى المواصفات ومستويات الخدمة فى مستوى المطارات المثالية حسب التصنيف المعتمد من قبل الاتحاد الدولى للنقل الجوى «آياتا». فى إطار المتابعة المستمرة ترأس السلطان قابوس اجتماعاً لمجلس الوزراء استعرض فيه الأوضاع والمستجدات المحلية والإقليمية والعالمية، على الصعيد الوطنى العمانى أبدى السلطان قابوس ارتياحه لما تبذله الحكومة وكافة قطاعات الدولة من جهود لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة. كما أشاد بإنجاز مشروع مطار مسقط الدولى الجديد وما سوف يتيحه من انفتاح على العالم إلى جانب المطارات الأخرى فى السلطنة، وأثنى على التطوير الذى شهدته الطرق والموانئ، مشيدا بدور الوزارات فى تطبيق الخطط والبرامج مما أدى إلى تحقيق المزيد من النمو الكبير فى مختلف القطاعات وفى مقدمتها: السياحة والثروة السمكية والتعدين والطاقة المتجددة، تعزيزا لتنويع مصادر الدخل، منوها بالدور الذى تقوم به وحدة دعم التنفيذ والمتابعة. من جانبهم أكد خبراء الطيران العالمى أن مطار مسقط يمثل رمزاً كبيراً للسلطنة، ولخدمة التنمية، فالمطارات وكذلك الموانئ والطرق التى تحظى باهتمام كبير، تصب كلها فى تطوير البنية الأساسية، وأيضاً تحفيز الاقتصاد والاستثمارات، وبالتالى لها أهداف كثيرة تنموية اجتماعية وثقافية واقتصادية، وتهتم السلطنة بها اهتماماً كبيراً، وهدف هذا كله هو الإنسان العمانى وكل ما يتم إنجازه الهدف الرئيسى منه هو المواطن ليحظى بكل رفاه وكل سعادة فى بلده. أكد الخبراء الدوليون أن مطار مسقط يعد إضافة نوعية لقطاع الطيران العالمى، ويصنف على أنه ضمن المطارات المثالية، حيث يساهم بدور جوهرى فى جذب الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية المباشرة. لذلك يعتبر إضافة نوعية فى السلطنة، مما سيعزز من منظومة القطاع على مستوى المنطقة وذلك لما يتمتع به من الإمكانيات والمستوى العالى من حيث الأنظمة والتجهيزات وقدرته على استيعاب النمو المتزايد لأعداد المسافرين القادمين والمغادرين. كما يمثل كياناً اقتصادياً وسياحياً واستثمارياً عملاقاً ويصنف حسب معايير الطيران المدنى الدولية على أنه ضمن المطارات الرئيسية ويستوعب 20 مليون مسافر سنوياً فى مرحلته الأولى وترتفع هذه الطاقة لتصل إلى 56 مليون مسافر فى مرحلته الأخيرة. تم تشغيل هذا الصرح الاقتصادى والسياحى النوعى الذى يجسد نموذجاً منفرداً من حيث الحجم والشكل والتنظيم والتجهيز بعد سنوات من التخطيط والتنفيذ المتواصل ليصبح معلماً بارزاً يضاف لتلك المشاريع الشامخة التى شهدتها السلطنة على مدى 48 عاماً. كما أشادت منظمة الطيران الدولية والمنظمة العربية للطيران المدنى وهيئات الطيران العالمية بمطار مسقط الدولى وما يتمتع به من إمكانيات ضخمة وتجهيزات تقنية كبيرة تجعله فى مصاف المطارات الحديثة. كما يعكس التصميم المعمارى له البيئة العمانية بتفاصيلها، فيما وصفه الخبراء بأنه أحد أجمل المطارات فى العالم. وهو ليس فقط أكبر مشاريع البنية الأساسية التى تشهدها السلطنة ولكنه منجز استراتيجى، يعول عليه الكثير فى دعم التنمية وخصوصاً جهود السلطنة فى تنويع مصادر الدخل ودعم القطاعات الاقتصادية الأخرى ومنها السياحة واللوجستيات، كركيزة لدعم التنمية الاقتصادية. منذ التشغيل التجارى لمطار مسقط فى مارس الماضى حدث نمو ملحوظ فى تطور حركة المسافرين والرحلات ليتجاوز عددهم بنهاية العام الحالى 15.5 مليون مقارنة ب 14 مليون مسافر فى العام الماضى، كما شهدت حركة الطيران نشاطاً مماثلاً، وحتى مارس كان المطار يشهد 340 رحلة يومياً وارتفعت حالياً إلى 375 رحلة تسيرها 35 شركة عالمية، وهناك حركة نمو فى عدد المسافرين المحولين بنسبة تتجاوز 15% حيث يتمتع المبنى الجديد بتسهيلات ومرافق للترانزيت تتواكب مع النمو ومتطلبات شركات الطيران. فضلاً عن ذلك فإن الإمكانيات الكبيرة التى يتمتع بها مطار مسقط الدولى مكنت الطيران العمانى من تدشين وجهات إضافية جديدة، وتضم مرافق المطار مبنى شحن جوى مزوداً بأنظمة مناولة آلية وباستطاعته التعامل مع جميع أنواع الطائرات بمختلف أحجامها. افتتاح المطار أدى إلى عديد من المنجزات منها ارتفاع تصنيفه من المرتبة 74 إلى المرتبة العشرين عالمياً خلال الربع الثالث من هذا العام، وفق الخطة الاستراتيجية التى وضعتها مطارات عمان وتحقق قبل موعده بفضل التجهيزات والإمكانيات الكبيرة للمطار، بالإضافة إلى الجهود التى تبذلها شركات المجموعة العمانية للطيران لتحسين جودة الخدمات التى تقدمها فى مطار مسقط، كما حاز المطار بعد تشغيله على جائزة أفضل مشروع تطوير سياحى على مستوى الشرق الأوسط وكذلك الدرجة 2 فى تصنيف المطارات صديقة البيئة.