ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، أن قادة أوروبا والعالم يحتفلون اليوم الأحد بنهاية الحرب العالمية الأولى، مشيرة إلى أنه مع ازدياد معاداة النزعات القومية، فإن قادة أوروبا يريدون توجيه رسالة بأنه من المأمول ألا تتكرر فظائع الحربين العالميتين أبدا بفضل التحالف القوي عبر الأطلسي، والذي ساعد على تجنب الصراعات العسكرية في غرب أوروبا لأكثر من نصف قرن. وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - "إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علق على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اقترح بأن تقوم أوروبا ببناء جيش خاص من أجل حماية نفسها من الولاياتالمتحدة والصين وروسيا. ووصف ترامب، في تدوينة على موقع تويتر، تصريحات ماكرون ب"المهينة للغاية"، وقال "مع ذلك ربما ينبغي على أوروبا أولا أن تدفع نصيبها العادل من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والذي تدعمه الولاياتالمتحدة إلى حد كبير. وأضافت الصحيفة أن الأمر متروك للنقاش حول ما إذا كان إحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى هي اللحظة المناسبة لبدء مناقشة حول الأمور الدفاعية والمالية.. ولكن بصرف النظر عن ذلك، فإن تفسير ترامب لتصريحات ماكرون يعتبر مضللا في الواقع، فما قاله ماكرون كان يردده قادة الاتحاد الأوروبي على نطاق واسع منذ شهور، بل إنه في الحقيقة يعد تكرارا لنفس المطلب الذي اقترحه ترامب نفسه منذ فترة طويلة بقوله "على أوروبا أن تتوقف عن الاعتماد على الولاياتالمتحدة للدفاع عن نفسها". وأشارت الصحيفة إلى أن مطلب ماكرون لإنشاء جيش أوروبي قوبل بالشكوك في أنحاء أوروبا هذا الأسبوع، ولكن ليس للأسباب نفسها التي اعترض عليها ترامب. فعلى الرغم من أن بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي لديهم ألوية عسكرية متعددة الجنسيات، فإن الدساتير الوطنية الأوروبية تختلف اختلافا جذريا عن بعضها البعض وعن ظروف العمليات العسكرية. وأضافت الصحيفة أن دستور ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، على سبيل المثال، قيد العمليات العسكرية أكثر بكثير مما هو الحال في بريطانيا أو فرنسا المعاصرة، وهما دولتان شاركتا في الضربات الأمريكية ضد النظام السوري بعد هجوم شنه بالأسلحة الكيماوية هذا العام، ومع ذلك، لم تكن القوات الألمانية قادرة على التدخل لأسباب دستورية. وفي حين أنه من غير المحتمل أن يمضي مطلب إنشاء جيش أوروبي قدما في أي وقت قريب بسبب هذه التحديات، فإن نقطة ماكرون الأوسع نطاقا تتمحور، بحس الصحيفة، حول حاجة أوروبا إلى أن تصبح أقل اعتمادا على الولاياتالمتحدة وهو أمر ليس بجديد.. ففي الصيف الماضي، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "إن أوروبا يجب حقا أن تتحكم في مصيرها بأيديها"، على الرغم من أنها لم تكن تقصد مناقشة القضايا العسكرية. وعلى غرار ميركل، شدد ماكرون مرارا على استعداد أوروبا للتعاون مع الولاياتالمتحدة في ظل إدارة ترامب، حتى مع تعرض هذه العلاقات لضغوط متصاعدة.