"عيد عمال إيه بس، ده عمرنا خلص واحنا بنجري ورا التعيين في الحكومة وشكلنا أول ما هنتعين هنطلع معاش".. كانت هذه الشكوى الرئيسية لمعلمات الصعيد وتحديدا معلمات مدارس جهينة بمحافظة سوهاج. وتتابع"هدى محمد ": سنوات وأنا أعمل بأمانة في مجال التربية والتعليم، وبعد 15سنة لم يتم تثبيتي انا وزميلاتي في الوقت الذي يتم فيه تثبيت زملاء في مدن أخرى بعد بضع سنوات، والمشكلة الأكبر أننا مطالبون بتحمل الضغوط النفسية وكتم صوتنا، وبالطبع معاملة التلاميذ أحسن معاملة وتهيئة المناخ المناسب لمساعدتهم على الاستقرار النفسي الذي نفتقده نحن في الأساس. كلام الحكومة مدهون بزبدة "إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه" حتى الآن ونحن في القرن 21 لاتزال هذه المقولة تتردد على ألسنة الموظفين من الجنسين ومن كل الفئات العمرية، لعدة أسباب يأتي في مقدمتها حرية التصرف بعد إمضاء العقد والاحتفاظ بالتدرج الوظيفي حتى مع السفر وأخذ إجازة بدون مرتب. وتقول الأستاذة هاجر محسن، بعد ثورة 25يناير والوعود بأن تبدأ الرواتب من 400 جنيه، اعتقدنا أن الأمر سيتحقق بالفعل وأننا سنتخلص من الضائقة المادية التي نعاني منها من يوم 10 في الشهر، فقبل الثورة كنا نتقاضى 99جنيه – تسع وتسعون جنيه - واليوم 250 ج، ونحن مطالبون بتحمل كل مشاق الحياة بهذا المبلغ، علما بأنني مدرسة منذ 12 سنة. وتتابع: مطلب أساسي أتوجه به للمسؤلين، فأنا أرملة ومسؤلة عن ولد وبنت أريد وزير الإقتصاد يقسم لي الراتب بحيث لا أركض إلى أهلي يوم 10 في الشهر كي يساعدوني في المعيشة، وكنت قبل الثورة أذهب لهم من الأسبوع الأول في الشعر. وماذا سأفعل حينما يكبر أبنائي وتكبر مسئولياتهم وإلى متى سيكتفون بالفتات وبأقل القليل وبالإسم الابلة راحت الأبلة جت. خدني جنبك يا مستر "تعمل إيه لما تركب توك توك وتلميذك يقول لك خديني جنبك يا مس".. مشكلة تعاني منها كل يوم مريم ،مدرسة ابتدائي، فأسرع وأرخص وسيلة مواصلات بالنسبة لها هي التوك توك، ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لتلاميذها، ليبدأ مسلسل التخفي كل صباح. تقول: أستيقظ مبكرا وأذهب للمدرسة قبل ساعة من الموعد المحدد تفاديا لرؤية تلاميذي لي وأنا أستقل التوك توك، وحينما يراني تلميذ أركب نفس التوك توك للأسف أجده يتعامل بشيء من اللامبالاة – دى المس طلعت غلبانة زينا – وبالطبع فهذا السن الصغير لا يدرك الحالة الاقتصادية أو أي شيئ آخر. وتضيف: ليس غرورا أو تعاليا ولكن جرت العادة أن للمعلم هيبة يجب أن يحافظ عليها، كما لابد أن توجد مسافة بينه وبين التلاميذ. والمشكلة في نظر استاذة "مريم" أنها تسكن بعيدا عن المدرسة التي لم تثبت فيها حتى الآن، وال 250 جنيه بالكاد تكفي المواصلات ووجبة الفطور لها ولابنتها، وبالتالي فهي في خلاف مستمر مع زوجها، الذي يريدها أن تجلس في المنزل لكنها تعشق العمل ولديها أمل كبير في أن تتحسن الأحوال. تأمين صحي على الورق " بعد العمر ده أخيرا قالوا لنا أن نبدأ في إجراءات التأمين الصحي وحتى الآن لم تر الأوراق إلا أدراج المسئولين".. تقول أستاذه "همت" التأمين الصحي مطلب رئيسي وملح لجميع الموظفين سواء كانوا في عمل حكومي أو خاص، فما بالنا بموظفين غير مثبتين ومرتباتهم أضعف من أن يقال عنها مرتب!! وتتابع"همت": كنت في حاجة لعملية جراحية وحينما سألت عن التكلفة وجدت الفارق كبير جدا بين التأمين من عدمه، وبما أنني غير مثبتة حكوميا فقد بعت بعض ما أملكه من ذهب لإجراء العملية. ومنذ ذلك الحين وأنا في معاناة حقيقية أنا وزملائي خاصة الذين عايشوا معي فترة مرضي وحاجتي للمال في سبيل الحصول على حق التأمين الصحي خاصة مع ارتفاع أسعار الدواء، وخُلو بعض المستشفيات العامة في مركز"جهينه"من الأطباء، وعدم تقدير عيادات الأطباء الخاصة لمستوى المرضى الإقتصادي، لكن وحتى الآن ظللت المحاولات حبرا على ورق. معلموا الصعيد في ورطة توجهت بوابة الوفد الإلكترونية بمعاناة وشكاوى المعلمات في مركز جهينة للواء وضاح الحمزاوى ،محافظ سوهاج، لنسأل عن دور المحافظة تجاه حل مشكلات التعيين وما يرتبط به من مشكلات التأمين الصحي والمواصلات وضعف الرواتب التي لا تتناسب أبدا مع غلاء الأسعار. ليكشف المحافظ عن ارتفاع أعداد العجز في المدرسن بمحافظة سوهاج إلى 9802مدرس، وعلى مستوى الإداريين يوجد عجز 4 آلاف إداري، فضلا عن العجز المبالغ فيه في العمالة والذي وصل إلى أن مدرسة خمسة أدوار لا يوجد بها سوى عامل واحد!! ويلقي محافظ سوهاج بالمسئولية كاملة على وزارة التربية والتعليم التي لم تثبت مدرسين مضى عليهم 15 سنة في هذا المجال، في الوقت الذي تحتاج فيه الوزارة لزيادة أعداد المعلمين بدلا من الضغط على المتواجدين منهم، متسائلا عن أسباب عدم التزامها بالعقود المبرمة بينها وبين المحافظة بالإنتهاء من تجهيز وتشييد مدارس على الأراضي التي خصصتها المحافظة لهذا الهدف. شاهد الفيديو: ;feature=youtu.be