بعد افتتاحه رسميا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب رضي الله عنها    426 مليون جنيه إجمالي مبيعات مبادرة "سند الخير" منذ انطلاقها    رئيس اتحاد الجاليات الفلسطينية: إسرائيل لن تلتزم بقرارات العدل الدولية    فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي على شاطئ غزة منفذا لتهجير الفلسطينيين    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    الخارجية الروسية: لا نخطط للتدخل في الانتخابات الأمريكية    كولر يعقد محاضرة فنية قبل مران اليوم استعدادا للترجي    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    إعدام 6 أطنان أسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    "القاهرة الإخبارية" تحتفي بعيد ميلاد عادل إمام: حارب الفكر المتطرف بالفن    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    وزيرة التخطيط تشارك بافتتاح النسخة الحادية عشر لقمة رايز أب    مصر تشارك بأكبر معرض في العالم متخصص بتكنولوجيا المياه والصرف الصحي بألمانيا "IFAT 2024" (صور)    تضامن الدقهلية تنظم ورشة عمل للتعريف بقانون حقوق كبار السن    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    سعر الدولار فى البنوك المصرية صباح الجمعة 17 مايو 2024    الجزار: انتهاء القرعة العلنية لحاجزي وحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    سيد عبد الحفيظ: مواجهة نهضة بركان ليست سهلة.. وأتمنى تتويج الزمالك بالكونفدرالية    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    17 مايو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    مصرع ربة منزل ونجليها في حادث دهس أسفل سيارة بعين شمس    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق بقطعة أرض فضاء في العمرانية    تجديد تكليف مي فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    الخشت يستعرض دور جامعة القاهرة في نشر فكر ريادة الأعمال    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بين سبورت.. موعد ومكان الجنازة    طارق الشناوي ل «معكم منى الشاذلي»: جدي شيخ الأزهر الأسبق    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    دعاء يوم الجمعة المستجاب.. «اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها» ردده الآن    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    طريقة عمل الهريسة، مذاقها مميز وأحلى من الجاهزة    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    خبير سياسات دولية: نتنياهو يتصرف بجنون لجر المنطقة لعدم استقرار    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 17 مايو 2024 والقنوات الناقلة    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبطال أكتوبر يفتحون كنوز يوم العبور العظيم
نشر في الوفد يوم 05 - 10 - 2018


حوار: محمد صلاح وسامية فاروق
تصوير محمود سالم
اللواء فؤاد فيود أحد أبطال حرب أكتوبر:
أعتبر يوم 30 يونيو عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى قضى على اليد الطولى للعدو الإسرائيلي
حرب أكتوبر والعملية الشاملة 2018 اتفقتا معاً على صد الخطر وقتال عدو غاشم يبغى تدمير مصر
«كانت حرب أكتوبر المجيدة اكتشافاً جديداً لقدرة المقاتل المصرى، الذى جعل أجهزة المخابرات العسكرية، وكافة الأكاديميات العسكرية فى العالم فى حيرة من فحص شخصية هذا المقاتل، الذى يستطيع أن يعبر قناة مائية وسط وابل من طلقات المدفعية على رأسه، وجنده يحمل أكثر من مائة كيلو من عتاد خفيف وسلاح، وربما مدفع على قارب عليه أن يحمله، ويصعد به ساتر ترابى طوله 22 متراً،، وبأقل الإمكانيات يستطيع أن يواجه دبابة حديثة، بواسطة سلاح آربى جى، مثل البطل المصرى محمد المصرى الذى أطلق عليه صائد الدبابات، بعدما استطاع بمفرده، تدمير الكثير من الدبابات، وكذلك أن يقف جندى صغير يحمل صاروخ إستريلا ثقيلاً على الكتف يستطيع به إسقاط 7 طائرات فانتوم وأطلق عليه صائد الفانتوم، وهو الجندى مقاتل محمد علوان ابن كفرالدوار، هكذا كان المقاتل المصرى الشجاع الذى أصاب الخبراء العسكريين بالحيرة، بسبب قوة عزيمته، وتغلبه على قلة الإمكانيات، بل وضعفها، وتحقيق النصر على العدو الإسرائيلى صاحب الإمكانيات الكبيرة من أسلحة، ومركبات، ودبابات، وطائرات وصواريخ حديثة».
رسالة للشباب.
كان المقاتل المصرى بحق هو الزلزال الذى قهر الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، هذا ما قاله اللواء أ. ح فؤاد فيود أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، والذى التقينا به للحديث عن ذكرياته فى حرب أكتوبر، وأكد لنا أنه يريد أولاً توجيه رسالة إلى الشباب المصرى وأجيالنا القادمة، بأن يستوعبوا دروس أكتوبر العظيمة، لتكون لهم حافزاً على النجاح والتقدم والولاء لوطنهم الغالى، والتضحية بالنفيس والغالى من أجل نهضته واستقراره، فما كان لنا النصر إلا بالتحدى والإصرار، والوفاء لمصرنا الغالية، وإننى أدعو الشباب بضرورة مساندة القوات المسلحة فى حربها ضد الإرهاب، وتأمين مؤسسات الدولة، والالتفاف حول القيادة السياسية، التى تقود مشعل التنمية، والحرب ضد عدو غير واضح الملامح، كما ساند الشعب المصرى الرئيس محمد أنور السادات والقوات المسلحة فى حرب أكتوبر 73، وكان نتيجة هذا التكاتف والتلاحم تحقيق الانتصار.
قال اللواء أركان حرب فؤاد فيود قصة حرب أكتوبر تذكرنى بمقولة الرئيس محمد أنور السادات التى قال فيها «سوف يأتى الْيَوْمَ الذى نجلس فيه لنقص ونروى كيف حمل كل منا أمانته، وأدى رسالته فى موقعه خير ما يكون الأداء، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة يحملون لأمتهم مشاعل النور ليضيئوا لها الطريق، ويعبروا بها من اليأس والانكسار إلى الأمل والرجاء». وأضاف فيود أننا الآن نجلس بالفعل ونروى الحكاية ليعلم الجيل الجديد ماذا تم فعله، كى يستكملوا المسيرة، كما قال أيضاً الرئيس أنور السادات المقولة التى تتحقق الْيَوْمَ وهى «لقد عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجىء بعده منكسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هامتها عزيزة صواريها، وقد تكون مخضبة بالدماء ولكننا احتفظنا برؤوسنا عالية فى السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة. هاتان المقولتان تتحققان حرفياً اليوم، والجيل الجديد لابد أن يعرف الإرادة والعزيمة اللتين بهما دخلنا وقدنا المعركة من والهزيمة لدرجة أن موشى ديان قال حينها نحن فى انتظار المصريين يحضرون لتوقيع وثيقة الاستسلام، وعنواننا معروف فى القدس، وأكد اللواء «فؤاد» أن انتظار ديان طال إلى أن مات محسوراً بعد حرب 73.
وقال اللواء لقد انضممت إلى القوات المسلحة بعد النكسة، عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تنحيه عن الحكم، مشيراً إلى أنه سيعود لصفوف الشعب متحملاً المسئولية كاملة، ولكن الشعب تهافت عليه من جميع المحافظات رافضين تنحيه، وعاد إلى منصبه مرة أخرى بناء على طلب الشعب، ووجه رسالة لمجلس الأمة قال فيها «إنى لأعطى هذا الوطن راضياً وفخوراً حتى الحياة إلى آخر نفس فيها»، واستكمل اللواء حديثه قائلاً هل صدق عبدالناصر... نعم صدق وخاض حرب الاستنزاف من يوم 11 يونيه حتى توفاه الله يوم 28 سبتمبر، معارك الاستنزاف وإعادة بناء القوات المسلحة والدفاع الجوى والخسائر التى وقعت فى إسرائيل فى الاستنزاف كانت تحت قيادة جمال عبدالناصر.
وسرد اللواء «فؤاد» العمليات التى قام بها الجيش المصرى عقب حرب الاستنزاف ونتج عنها الأعياد القومية للقوات المسلحة، مثل رأس العش فى اليوم الأول الذى تولى فيه اللواء أحمد إسماعيل قيادة الجبهة فى أول يوليو 1967 تقدمت قوة إسرائيلية شمالاً من مدينة القنطرة شرق شرق القناة فى اتجاه بور فؤاد شرق بورسعيد لاحتلالها، وهى المنطقة الوحيدة فى سيناء التى لم تحتلها إسرائيل أثناء حرب يونيو. تصدت لها قواتنا، ودارت معركة رأس العش».
وأضاف قائلاً: «كان يدافع فى منطقة رأس العش جنوب بور فؤاد قوة مصرية محدودة من قوات الصاعقة عددها ثلاثون مقاتلاً. تقدمت القوة الإسرائيلية، تشمل سرية دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكة فى عربات نصف جنزير، وقامت بالهجوم على قوة الصاعقة التى تشبثت بمواقعها بصلابة وأمكنها تدمير ثلاث دبابات معادية. عاود العدو الهجوم مرة أخرى، إلا أنه فشل فى اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف من الجنب، وكانت النتيجة تدمير بعض العربات نصف جنزير بالإضافة لخسائر بشرية واضطرت القوة الإسرائيلية للانسحاب، وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الذى ظل تحت السيطرة المصرية حتى نشوب حرب أكتوبر 1973. وكانت هذه المعركة هى الأولى فى مرحلة الصمود، التى أثبت فيها المقاتل المصرى برغم الهزيمة والمرارة أنه لم يفقد إرادة القتال. وكان حجم الخسائر فيها لإسرائيل تدمير ثلاث دبابات و11 مدرعة و36 إسرائيلياً ما بين قتيل وجريح. وفى 14 يوليو قامت القوات الجوية نسفت التشوينات التى جمعتها إسرائيل بعد الانسحاب فى النكسة، ولم تستفد إسرائيل من أى شىء أخذته من مصر من أسلحة وذخيرة وسيارات جيب.
وفى 21 أكتوبر فى عيد القوات البحرية تم تدمير المدمرة إيلات، التى استمرت داخل المياه الإقليمية المصرية فى تحد سافر مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغاً للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة إيلات وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية، وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت فى القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف، وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها، كما أعدت بقية القطع البحرية فى القاعدة كاحتياطى، بمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة. هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها، فلاحقها بالصاروخ الثانى فتم إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها الذى يتكون من نحو مائه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها فى رحلة تدريبية. وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى وعاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة.
وفى يوم 8 أغسطس بنفس العام يوم المدفعية الذى قامت فيه قاذفات المدفعية من تدمير عدد كبير من كتائب مدفعية العدو فى سيناء.
وفى 30 يونيه عيد قوات الدفاع الجوى، الذى تم فيه بناء حائط الصواريخ عام 1970، ومنعت طائرات العدو الإسرائيلى الاقتراب من قناة السويس، وتوالت بعده عمليات إسقاط الطائرات (فانتوم، سكاى هوك ) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم، وقد أطلقت وسائل الإعلام العالمية فى هذا التوقيت على المعركة ب«أسبوع تساقط الفانتوم».
ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى أعاق الهجمات الجوية للعدو الإسرائيلى، حيث يعد حائط الصواريخ أكبر تجمع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، قادرة على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى للتجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة.
وقد تم بناء حائط الصواريخ فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، لمنع إنشاء هذه التحصينات، فإسرائيل لا تحترم إلا القوة.
وفى 9 مارس يوم الشهيد وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض فى عام 1969، حينما توجه للجبهة فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، وليكون بين أبناء قواته المسلحة فى فترة جديدة تتسم بطابع قتالى عنيف ومستمر لاستنزاف العدو، وأثناء مروره على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه
فى وداعه مشيعين جثمانه بإجلال واحترام ممزوجين بالحزن العميق.
وأكد اللواء «فؤاد» أن حرب الاستنزاف كانت مقدمة لحرب أكتوبر وإعداداً جيداً جداً لها، حيث كمل المسيرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكان هناك إعداد على كافة المستويات من سياسى على مسرح العمليات حيث تفهمت كل دول العالم قضية الانسحاب، وإعداد عسكرى تدريب راقٍ ومتميز جداً، والإعداد الاقتصادى كل الشعب متكاتف مع قواته المسلحة إلى آخره، وإعداد نفسى عندما حضر الشيخ عبدالحليم محمود الجبهة وجعلنا مقتنعين بالنصر أو الشهادة، وحلل وقتها الفطار لكن أنا وأغلب زملائى فضلنا أن نستشهد ونحن صائمين حتى ندخل الجنة من باب الريان، فكان لدينا عزيمة وإرادة عالية المنال، بالتدريب وتكاتف الشعب المصرى لدرجة أن فى هذا التوقيت توقف أى مجرم عن ارتكاب جرائمه، فلم يسجل قسم شرطة أى محضر، وجيل أكتوبر صدق ما وعد به وسلم الأعلام عالية خفاقة.
وأشار اللواء إلى الجيل الحالى من القوات المسلحة الذى يستكمل المسيرة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى وصفه بأنه ابن المؤسسة العسكرية، وجميع القيادات الذين حملوا الرسالة كاملة محاولين بناء مصر التى ستكون على أيديهم من أكبر وأعظم بلاد العالم بمجهودهم، حيث إن القوات المسلحة الآن هى قاطرة التنمية الاقتصادية فى مصر من خلال المشاريع الإسكانية، والطرق، والمصانع، والكهرباء، والغاز بإشرافها على الإدارة بما تقوم به الشركات المدنية، لأن القوات المسلحة معلوم عنها الانضباط والاإلتزام بمواصفات وتوقيت التنفيذ، ويد تبنى ويد تحمل السلاح، وإن شاء الله قادرون على تحقيق آمال الشعب المصرى، لأن معركة أكتوبر 73 خاضتها القوات المسلحة وأيدها الشعب المصرى، وثورة 30 يونيه التى عدلت المسار، ثورة قام بالتفويض فيها الشعب المصرى، واحتضنتها القوات المسلحة.
وربط اللواء بين الارتباط لحرب أكتوبر والعملية الشاملة اللتين اتفقتا معاً على صد الخطر وقتال عدو غاشم يبغى تدمير مصر، ومختلفين فى الأسلوب، ففى حرب أكتوبر كانت عن طريق الهجوم على العدو الواضح أمام أعيننا وقتاله، لكن فى العملية الشاملة هم يحاربون اللهو الخفى، فبالتالى تحرص القوات حرصاً شديداً على عدم أذى أى شخص من أبناء سيناء، وهذه صعوبة جداً بالنسبة للقوات المسلحة. وهذا العدو الخفى ليس بسهل فيقف خلفه مخابرات أجنبية، تحارب بجلب المواد المخدرة والأسلحة والذخيرة.
اللواء أركان حرب محمود خلف:
حرب أكتوبر انتصار للعقلية المصرية قبل أن يكون انتصاراً عسكرياً
المعركة الحقيقية الآن هى معركة الإعلام فى التصدى للشائعات
فى هذه الأيام المجيدة من شهر أكتوبر العظيم، يحتفل المصريون والعرب بذكرى غالية على قلوبهم هو الانتصار المجيد الذى تحقق فى العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام 1973، والذى سطر فيه الجيش المصرى صفحة من أشرف الصفحات فى تاريخ العسكرية المصرية والعربية، كما سطره التاريخ بحروف من نور، ففى السادس من أكتوبر 1973 كانت معركة «النصر والكرامة» التى انتصر فيها الجيش المصرى على العدو الإسرائيلى واسترد جزءاً غالياً من أرض مصر وهى سيناء الحبيبة، ورغم مرور45 عاماً على هذا الانتصار الكبير، إلا أنه ما زال يخضع للتحليل والدراسة فى المؤسسات العسكرية فى العالم لما شهده من براعة فى القتال من الجندى المصرى ومن مفاجآت عجزت إسرائيل عن مواجهتها وانهارت على إثرها أسطورة القوة العسكرية الإسرائيلية التى لا تقهر، ولقد شهد هذا اليوم أكبر الانتصارات المصرية العربية، حيث تمكن المصريون من عبور قناة السويس، أكبر مانع مائى فى العالم، وتحطيم دفاعات خط بارليف الحصينة وهى أمور تبدو معجزات بحسب التوصيف العسكرى، ولذلك سوف يظل يوم السادس من أكتوبر واحداً من أعظم أيام مصر لأنه صحح أوضاع النكسة، وقهر إرادة عدوان غاشم تسلطت عليه أطماع السيطرة والتوسع، وأعاد الاعتبار للوطن واسترد له كرامته، وبين هذا الانتصار وعودة سيناء الحبيبة إلى أحضان الوطن، تعالت النداءات لوضع سيناء على أعتاب التنمية، بعدما عشش فيها الإرهاب الأسود طوال السنوات الماضية، وجعل أهلها بين جحيم عصابات الاتجار بالدين، والفكر المتطرف، ووقوف هذا الإرهاب اللعين حائلاً أمام التنمية التى يحلم بها أهل سيناء، حتى تحققت الآمال باقتحام الجيش عرين تلك العصابات، ليخوض حرباً شرسة ضد المتطرفين بالعملية الشاملة 2018، ما زالت مستمرة حتى اليوم، وفى الوقت ذاته بدأت بشائر التنمية وتوجيه القوات المسلحة بأوامر فورية من الرئيس عبدالفتاح السيسى لجعل سيناء الحبيبة منارة للتنمية، والبناء من أجل إخراجها من براثن الإرهاب الأسود... واليوم كان لقاء «الوفد» مع اللواء محمود خلف هو أحد أبطال أكتوبر تخرج فى الكلية الحربية عام 1964 ثم التحق بقوات الصاعقة وشارك فى حرب اليمن و67 وحرب الاستنزاف وانتصار اكتوبر، وبعد الحرب عين قائداً للقوات الخاصة منذ أعوام 1974 الى 1984، ثم قائداً للحرس الجمهورى ما بين أعوام 1994 إلى 1999، ثم تولى منصب محافظ الأقصر فى الفترة من 1999 إلى 2001 ويعمل حالياً مستشارًا لأكاديمية ناصر العسكرية.
ويرى خلف أن انتصار أكتوبر هو فى الأساس انتصار للعقلية المصرية قبل أن يكون انتصاراً عسكرياً، حيث استطاعت القوات المسلحة التغلب على كافة العقبات التى وقفت أمام الانتصار من خلال الفكر، كما يؤكد أن ثورة 30 يونيو بمثابة العبور الثانى، حيث تلاحم الشعب والجيش فتحقق الانتصار مثلما حدث فى نصر اكتوبر.
وأضاف اللواء أن حرب أكتوبر بها دروس من تاريخنا، والظروف الحالية تستدعى دروساً كثيرة من وحى التاريخ. فلا أحب شخصياً أن تأخذ ذكرى الحرب شكل الأغانى والأنشطة الشكلية، فقيمة الإنجاز التى تمت خلال حرب 6 أكتوبر لا تأتى إلا بسرد الوقائع التى سبقت الحرب، لأن المقارنة بين الحال التى كنا عليها والحال بعد الحرب هى أصدق تعبير عن حجم الانتصار. فاستعد الشعب للمعركة وربط الحزام فالكل يجمع على أن الشعب كان صاحب الإنجاز فى الحرب.
وأقول لمن يضيق من الأجواء التى نعيشها الآن ويشتكى من ارتفاع الأسعار والتذمر وعدم الصبر أقول لهم الشعب المصرى وقتها كافح بكل جهد واتخذ إجراءات حازمة من تلقاء نفسه لحماية الأمن القومى، فلقد كان المصريون ينامون من المغرب لمدة ست سنوات دون أن يفرض عليهم قانون بذلك، ولكن حدث ذلك من تصرف طبيعى منهم نابع من الحالة النفسية السيئة التى عاشوها فى هذه المرحلة، فالذى تتعجب منه أن تلك الآونة لم يكن هناك حرامى أو بلطجى وهذا كله موثق.
ومن العمليات المهمة على خط بارليف التى قامت بها مجموعة الصاعقة مع مجموعة المشاة والتى عملت معنا من القنطرة حتى الإسماعيلية دمروا اللواء مدرع 200 بالكامل، بحيث لم تكن هناك ماسورة فى موضعها فى تلك المدرعات لدرجة أن موشى ديان عندما شاهد ذلك اللواء بعد تدميره يوم 7 أكتوبر لطم بالتعبير العامى وجاءته حالة هيستيرية وصرح وقتها بخراب الهيكل الثالث وذهب للقاء جولد مائير ليطلب سحب القوات لأنه يخشى من وصول القوات المصرية لقلب إسرائيل.
وأكد اللواء أن الشعب هو كلمة السر فى جميع الانتصارات، مناشداً الشعب أن يقلل كلامه ويعمل كثيراً من أجل تحقيق نجاحات اقتصادية، وهذا هو دور المواطن خلال هذه المرحلة لأن مصر تحتاج كل دقيقة يتم تضييعها، والأهم أننا واجهنا خط بارليف ولم نعرف المستحيل وكنا نعمل وبهذه الروح لابد أن يعمل الشعب، وفى الماضى كان العدو الإسرائيلى يطلق طائراته وقاذفاته لإخافة هذا الشعب وكانوا يبثون شائعات لإخافتنا لكننا لم نردد ما يقولون، أما الآن أى كلام غير دقيق يكتب على مواقع التواصل الاجتماعى يتم ترديده بشىء يهدد الأمن القومى المصرى والاستقرار، والآن هم يعلمون أنه لا توجد قوة تستطيع تهديد الشعب الآن فيلجأون إلى زرع الفتن وهناك مهاويس يصدقون ويرددون، فالعمليات الإرهابية ليس هدفها هو قتلنا بل هدفها هو تخويف الشعب لكننا لا نخاف ومصر ناجحة وتسير إلى التقدم والاستقرار. والمطلوب من الشعب ألا ينشغل بما يحدث الآن فى سيناء، فهى مهمة الجيش فقط، وهو المسئول عنها لأنها مهمته، أما الشعب فيهتم بأخبارها فقط لكن من غير المعقول أن تستحوذ على كل اهتماماته لأنها هى عمليه
القوات المسلحة فقط، الشعب له مهام أخرى يؤديها حتى يسهل على الجيش مهمته. وأشار اللواء إلى أن هزيمة 67 كانت درساً للقوات تعلموا منها الكثير لتحقيق نجاحهم فى 73، وهذا الذى نناشد به الشباب أن يخرجوا بدرس من أى فشل لهم، لأن الفشل ليس نهاية العالم، التصميم على النصر ليس بالأمانى والأمنيات، فى طريق تسلكه من عرق وكفاح حتى تعبر هذا الفشل وتحوله إلى نجاح، ويجب الإجابة عن السؤال لماذا أنا فشلت، وعندما نستطيع الإجابة عن السؤال نكون بذلك بدأنا فى أول طريق النجاح. والتاريخ يعلمنا ألا نكرر أخطاءنا وإذا تحدثنا عن حرب أكتوبر دعنى أقول إننى من الجيل الذى تخرج فى الكلية الحربية عام 1964 ووقتها كان عمرى 20 عاماً وشاركت فى حرب اليمن وعدت منها فى مايو 67، ثم رجعت إلى سيناء وتحركت مع وحدتى لكن حدث ما حدث من هزيمة للجيش المصرى لأن أغلبية الجيش وقتها كان احتطاط والجزء الآخر لم يعد من اليمن وكانت النتيجة هى سقوط سيناء وفقدان 9000 جندى وضابط من أبناء القوات المسلحة، وبعد هذه النكسة قامت القوات المسلحة بإعادة تقييم نفسها، وأجابت عن السؤال المهم ألا وهو ما هى نقاط قوة العدو ونقاط ضعفه، وكذلك ما هى نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا، وأنا أعتقد أن الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال البحث والعمل على معالجتها ساهم بشكل كبير فى أن تكون الحرب على هذا النحو الذى تمت عليه، فالقوات المسلحة كانت أمام عدة تحديات تمثل نقاط قوة العدو وهى خط بارليف واحتلال الأرض وقدرة الطيران الإسرائيلى على الوصول إلى عمق الأراضى المصرية، والقوات المسلحة مهزومة وعليها إعادة بناء نفسها حتى تتمكن من القدرة على المواجهة. وكانت هذه الأيام هى الدرس الحقيقى فالشعب تحمل الإجراءات الاقتصادية الصعبة واختفى الفساد وتحمل الجميع من أجل استرداد الأرض والعرض والشرف والأهم كان الشعب المصرى لا يخاف ولا يهاب أحداً.
وأكد اللواء أن الذى يقترب من حدود مصر تكسر قدمه، أنا أرى كيفية قوة جيشنا لأنى أدرس فى أكاديمية ناصر العسكرية وأعى ذلك تماما، نحن لم نحضر اليوم كى نقص ما تم من ذكرى للنصر أو النكسة، ولكن كى نؤكد على درسين مهمين النجاح والفشل. وأكد أهمية دور الإعلام المصرى، وأن يكون فى بوصلة الاتجاه وألا يغيب عن الدور المهم والحيوى، الذى يخطو للأمام وينهض بالبلاد، فمصر التى كسبت فى الحرب قادرة على أن تكسب فى كل المجالات اقتصادية واجتماعية وخلافه، وكل ما أرجوه من الإعلام أن يقوم بدور المعلم فى كيفية أن تكسب مصر. فالإعلام هو المنارة التى تكشف لنا الطريق الصحيح بعيداً عن اللهو، مشيراً إلى أن كل تخوفه يكون من الشائعات التى تنشرها بعض وسائل الإعلام وتؤثر بالسلب على البلاد. وناشد الإعلام أن يقوم بدور فعال فى توجيه شباب مصر إلى الأفضل. وحذر من الشائعات التى تدمر الإرادة والعزيمة وتصيب بالإحباط واليأس، ونوه إلى أن الحرب الحالية الأكثر خطورة هى حروب الجيل الرابع التى تعتمد على نشر الشائعات والأكاذيب وتصيب بالفتن. فمن المخاطر الحقيقية أن نجد فى وسائل التواصل الاجتماعى العدو يعيش بيننا، ويبث الأكاذيب والخدع التى يخضع إليها الكثيرون وينساق وراءها. المعركة الحقيقية الآن هى معركة الإعلام التى يخوض فيها التصدى للشائعات. فالإعلام المصرى هو الذى قاد مصر فى حرب الاستنزاف، وسعى فى رعب العدو وكان سبباً رئيسياً فى تحقيق النصر. ونفس الشىء الآن أنه يجب على الإعلام أن يؤدى دوراً مهماً فى كل ما يخدم مصر حتى تنتصر البلاد فى كافة المجالات الصناعية والزراعية والتجارية. أعنى الانتصار فى الحرب من أجل التنمية.
اللواء على حسين أحد أبطال الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر ل«الوفد»:
دمرنا 23 طائرة للعدو وأسرنا 7 إسرائيليين فى معركة العبور
كرمنى الرئيس السيسى بدرع القوات المسلحة العام الماضى
«مصر اليوم فى عيد.. مصر اليوم فى عيد ليس لأنها تستقبل الذكرى 45 على انتصار السادس من أكتوبر 73 الذى تحطمت فيه الأسطورة الإسرائيلية بالعبور العظيم فحسب، بل لأن مصر فى هذا اليوم استعادت الكرامة والأرض بأفواه صائمة تهتف الله أكبر، وتقتلع كل ما يقابلها بعزيمة وروح الفداء والتضحية من أجل مصرهم الغالية، إن يوم السادس من أكتوبر سيظل على مدى التاريخ شهادة فخر واعتزاز لكل مصرى بقواته المسلحة خير أجناد الأرض الذين حققوا المستحيل بهزيمة أكبر جيش جهزه الغرب بأحدث الأسلحة والكوادر البشرية والعلمية، ليكتب الأبطال تاريخاً جديداً من تاريخ النضال والنصر المبين على أعداء الوطن، يضاف إلى سجلات التاريخ المصرى فى تحقيق الانتصارات خلال شهر رمضان الكريم، والذى كان له أثر عظيم كمفتاح النصر فى يوم العاشر من رمضان، حينما انطلقت فى الثانية وخمس دقائق 220 طائرة مقاتلة مصرية لعبور قناة السويس لتدمير مراكز قيادة ومطارات إسرائيل فى سيناء، فى نفس الوقت الذى أطلق 2000 مدفع حممهم على العدو الإسرائيلى، لاسترداد الأراضى المحتلة إيذاناً ببداية حرب العاشر من رمضان عام 1973، التى اهتزت لها القلوب طرباً، وابتسمت لها الثغور فرحاً، ولهجت بها الألسنة ثناء، وسجدت الجباه من أجلها لله شكراً وتحطمت فيها أسطورة الجيش الذى لا يقهر، حيث عبر الآلاف من خير أجناد الأرض قناة السويس إلى الضفة الشرقية من القناة، ولم يخشوا كل ما تردد عن النابالم الحارق الذى ينتظرهم عند عبور القناة، بل كانت عزيمتهم فى السماء، عندما حطت أرجلهم الطاهرة على الضفة الشرقية، وتحطيم حصون خط برليف المنيع ليسطروا أسمى معانى النصر المبين ويقطعوا يد إسرائيل الطولى، كما قال الرئيس السادات بطل العبور فى 6 ساعات.
اللواء أركان حرب على أحمد حسين من أبرز الشخصيات العسكرية المصرية بصفة عامة والدفاع الجوى بصفة خاصة قضى هذا البطل ما يقرب من 35 عاماً (من خدمته بالقوات المسلحة) فى أعمال بطولية تجلت خلال حرب أكتوبر 1973 المجيدة، حيث قاد وحدته والوحدات الفرعية بمنطقة الصالحية التى استطاعت تدمير (52) طائرة للعدو خلال حرب أكتوبر المجيدة وكرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمنحه درع القوات المسلحة على هامش الندوة التثقيفية التى عقدت بمسرح الجلاء. كما أتاح الحديث عن أعمال قتال وحدته والوحدات الفرعية تحت قيادته أثناء حرب أكتوبر المجيدة.
وعن حياته العسكرية يشير البطل المصرى إلى أنه حصل على البكالوريا والتحق بالكلية الحربية عام 1949 وتخرج فيها عام 1952 (الدفعة رقم 29) والتحق بسلاح المدفعية وتطوع للقتال ضد القوات البريطانية بالقتال كفدائى عام 1953 بعد أن حصل على فرقة قتال فى المدن (تضارع فرقة الصاعقة) للعمل تحت قيادة السيد كمال الدين حسين والسيد كمال الدين رفعت، وآخرين من قيادات ثورة 23 يوليو 1952، وقد خدم برتبة ملازم أول بمنطقة الكونتلا على الحدود مع إسرائيل عام 1955 وكان له نشاط مميز ضد العدو الإسرائيلى فى ذلك الوقت، اشترك وهو نقيب عام 1956 كقائد فى الدفاع عن مطار ألماظة الحربى، تم اختياره ليكون أحد قادة كتائب الصواريخ المضادة ضمن مشروع عامر.. وفى حرب يونيو 67 عمل قائد إحدى كتائب الصواريخ ونجح فى إسقاط وتدمير طائرتين معاديتين يوم 5-6-1967.. ودخل حرب الاستنزاف فى نفس الموقع.
ولقد تشرفت كتيبته بزيارة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والفريق أول محمد فوزى، وزير الحربية، والفريق عبدالمنعم رياض، رئيس الأركان، واللواء أ. ح. محمد على فهمى، قائد قوات الدفاع الجوى، واللواء أ. ح. أحمد إسماعيل على، قائد الجبهة، يوم 21-3-1968، وأوضح المقدم على أحمد حسين للرئيس أهمية إقامة تحصينات مواقع الصواريخ «م ط» والرادار، فوافق الرئيس على الرأى، ويروى اللواء على أحمد حسين قصة الدور البطولى: مع بدء العبور يوم 6 أكتوبر 1973، كنت ضمن مجموعة تدربت على صواريخ جديدة ذات ماديات مختلفة، كما أنه تم التجهيز لنصر أكتوبر قبل الحرب بثلاث سنوات، وتم تجهيز المواقع وبناء حائط الصواريخ، مكملاً: «فى عام 1973، تمكن اللواء الخاص بى من تدمير 16 طائرة إسرائيلية خلال معركة العبور فى 6 أكتوبر». وأضاف: «فى 18 أكتوبر عام 73، قام تشكيل جوى إسرائيلى مكون من 50 طائرة للعدو، بمحاولة الهجوم على عدد من المواقع والقواعد والمطارات المصرية، واستطاع اللواء الخاص بنا تدمير 7 طائرات منها، وأسر 5 طيارين إسرائيليين»، مشدداً على أننا لقنا إسرائيل درساً قاسياً فى نصر السادس من أكتوبر 1973.
وعن أصعب مواقف أثناء العبور، قال اللواء: «أصعب موقف مررت به خلال الحرب، كان يوم 10 أكتوبر، أثناء عبور قواتى فى الساعة الثانية عشرة ليلاً، حيث تم تدمير الكوبرى الذى سيساعدنا فى العبور، فنقلت المعدات الثقيلة على معديات وكانت مخاطرة كبيرة لأن المعدية تنزل بميل وهذا تحمّل على المعدية عكس الكوبرى الذى نمر عليه وهى مستوية، ولكن العبور على المعدية يجعل جزءاً من المعدات يكون ساقطاً فى المياه وآخر فوق المياه وبهذه الطريقة تم غرز جرار وقاذف الصواريخ وزنه «28» طناً، فأغلق الفتحة التى فى الشرق فأصبح جزء من قواتى فى الشرق الذى عبر أولاً وجزء فى المياه وجزء فى الغرب» وتابع: «وكان موقفاً عصيباً جداً وفجأة وجدت دبابة قادمة من الشرق اعتقدت أنها من دبابات العدو ولكن كأن الله أرسلها لنا فقد كانت تتبع تشكيل العقيد تحسين شنن وكانت دبابة نجدة.
اللواء أركان حرب محمد عباس أحد قادة المدفعية: حرب أكتوبر كانت سيمفونية قتالية
أحلف بسماها وبترابها، أحلف بدروبها وأبوابها، هكذا أقسم المصريون على النصر، فقد كان التحدى كبيراً وعظيماً، من أجل تحرير الأرض، وإعادة الكرامة، هكذا كان الأبطال والعزيمة والإصرار، يقول اللواء أركان حرب متقاعد محمد عباس منصور أحد أبطال حرب أكتوبر: وقت الحرب كنت برتبة مقدم، وفى 67 كنت فى الأزمة، تواجدت دائماً فى أماكن حروب فأنا ابن سيناء، فالاستعداد لحرب أكتوبر بدأ منذ هزيمة 67، وتم التجهيز الكامل وتطوير المعدات والأسلحة استعداداً للحرب بعد الهزيمة، خاصة إعادة تنظيم وتشكيل المدفعية، وبدأ التدريب على أعلى مستوى حيث كانت القوات على أهبة الاستعداد لخوض الحرب، وأمر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قوات المدفعية بعد إعادة تشكيلها بخوض تدريبات مكثفة لرفع الروح المعنوية للقوات بعد هزيمة 67، وهذا تسبب فى خفض الروح المعنوية للعدو الإسرائيلى، وعادت ثقة الشعب المصرى فى قواته المسلحة مرة أخرى. وبعد 8 سبتمبر 1968، بدأت مرحلة حرب الاستنزاف، تلك الحرب التى استمرت لمدة خمس سنوات، والتى أفقدت العدو اتزانه، وقضت على الصلف والغرور الإسرائيلى. وبدأت القوات المسلحة فى خوض معركة الإعداد والتخطيط لكسر رأس العدو الإسرائيلى، ولقد كنت مشتركاً مع العميد أبو غزالة الذى أصبح فيما بعد وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة. وبدأ التخطيط التكتيكى بتمهيد نيرانى مكثف من المدفعية فى حرب 1973. واستمر التمهيد النيرانى من المدفعية لمدة 53 دقيقة، وقد اعتمد التمهيد على ضرب خط برليف ثم ضربات فى العمق والعودة مرة أخرى لضربات خط برليف. وقد أضاف إلى التمهيد المشير الجمسى ضربة رابعة، وهذه ضمن خطة الخداع الاستراتيجى للقوات المسلحة. ومن الأمور المهمة جداً أن أبطال الصاعقة عبروا القناة ثم أغلقوا مستودعات النابالم للعدو، ولولا هذا العمل البطولى ما تمكنت القوات من العبور لأن ساعتها كانت ستتحول القناة إلى كتلة من اللهب. وقد رأينا الطيران المصرى يعبر القناة بعد التمهيد النيرانى فكانت صيحات الله أكبر تهز الأرض والسماء، ولذلك يطلق على حرب أكتوبر أنها كانت سيمفونية قتالية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.