«الله أكبر.. صيحة الحق التى زلزلت الأرض تحت أقدام العدو الإسرائيلى.. الله أكبر صيحة العزيمة التى اتخذها خير جنود الأرض لتكون حافزاً لهم لتحطيم وقهر أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، حسب ما روج له الغرب، فلقد كانت حرب السادس من أكتوبر فى نفوس خير أجناد الأرض، رغم قلة الإمكانيات والعتاد العسكرى، هى حرب الثأر واسترداد الكرامة، وإعلام العالم كله أن مصر عندما تحارب بالاستعداد الجيد والعزيمة والإيمان بالله لا تقف أى قوة أمامها، وبإرادة الله يختبئ أعتى أعدائها كالفئران أمام بسالة الجندى وعزيمته وإقدامه، وهو ما كانت قصص بطولاته فى هذه الحرب المجيدة مبعث فخر لكل الأمة العربية حتى اليوم بعد مرور 45 عاماً على الانتصار وسحق الجيش الإسرائيلى، وسقوط قادته أسرى فى يد رجال جيشنا العظيم، الذى سيبقى عظيماً طوال الدهر، بإخلاص رجاله وقادته، وفى هذه الأيام المجيدة، واحتفال الشعب المصرى العظيم بذكرى انتصار السادس من أكتوبر، ذكرى الانتقام واسترداد الأرض، والكرامة، نتحين الفرص لإلقاء الضوء على أهم بطولات رجال الجيش المصرى العظيم، الذين حفروا أسماءهم من نور فى سجلات البطولة والفداء من أجل الوطن الغالى، ومن هؤلاء الأبطال اللواء يسرى عمارة البطل المصرى الذى أسر عساف ياجورى قائد اللواء الإسرائيلى 190 مدرع، ويؤكد «عمارة» أنه خاض حرب أكتوبر برتبة نقيب قائداً للسرية المضادة للدبابات تحت قيادة العميد حسن أبوسعدة، وفى صباح يوم 8 أكتوبر ثالث أيام القتال حاول اللواء 190 مدرع الإسرائيلى بقيادة العقيد عساف ياجورى تنفيذ هجوم مضاد لاختراق القوات المصرية والوصول إلى النقاط القوية التى لم تسقط بعد ومنها نقطة الفردان، مشيراً إلى أن دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 و100 دبابة. وكان قرار قائد الفرقة يعتبر أسلوباً جديداً لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتال داخل رأس كوبرى الفرقة، والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الأمامى والتقدم حتى مسافة 3 كيلومترات من القناة، وأضاف «عمارة» أن هذا القرار كان خطيراً وعلى مسئوليتى الشخصية، وفى لحظة تحولت المنطقة إلى كتلة من النيران، وفى أقل من نصف ساعة أسفرت المعركة عن تدمير 73 دبابة، وبعد المعركة صدرت الأوامر بتطوير القتال والاتجاه نحو الشرق وتدمير أى مدرعة إسرائيلية أو أفراد ومنعهم من التقدم لقناة السويس مرة أخرى حتى لو اضطر الأمر إلى منعهم بصدور عارية. وأوضح عمارة أنه فى أثناء التحرك نحو الشرق لكسب أرض فى منطقة شرق الفردان، أصيبت السيارة الجيب التى كان يستقلها والمخصصة لحمل المدفع، فلجأ لجر المدفع عن طريق مدرعة خاصة بالنقيب فاروق سليم، ووقف أعلاها لعدم وجود مكان له، فاضطر للصعود على ظهرها فى مغامرة كبيرة ومكشوفة، وفى هذه اللحظة أصيبت يده بطلقة من أحد الجنود كان مختبئاً وسط كومة من حطام أسفلتى على جانب الطريق، فألقى ببندقيته وقفز نحوه وسط تحذيرات الجنود، وسرعان ما هرول ناحيته دون أن يشعر أنه لا يحمل سلاحاً، واكتشف أنه يمكن أن يقتله، ثم شاهد مجموعة من الجنود الإسرائيليين يختبئون خلف طريق الأسفلت يستعدون لإطلاق الرصاص وعلى الرغم من تورم يده لكنه أصر على مهاجمتهم هو وزملاؤه، ووجد من بينهم قائداً تعرف عليه من ملابسه، وعلى الرغم من أنه كان بإمكانهم إطلاق النار علينا من حيث لا نراهم، فإن المغامرة بالقفز نحوهم ملأتهم رعباً منا فرفعوا أيديهم صائحين: أسرى، وكانوا أربعة جنود وتم التعامل معهم وإجبارهم على الاستسلام وتم تجريدهم من السلاح ومعاملتهم باحترام وفقاً للتعليمات المشددة بضرورة معاملة أى أسير معاملة حسنة ما دام لا يقاوم، حتى تم تسليم هذا القائد مع أول ضوء يوم 9 أكتوبر، ونقل بعد ذلك إلى المستشفى وعقب الإفاقة عرف أن هذا القائد هو عساف ياجورى قائد اللواء الإسرائيلى 190 مدرعات. واستكمل عمارة حديثه قائلاً بعد أن سلمت الأسرى توجهت للعلاج، وفى المستشفى سمعت حديثاً دائراً عن أسر قائد إسرائيلى كبير، وفى المساء أخبرنى أخى أن نشرة صدرت من القيادة العامة بها بيان شكر وتحية صادرة باسمى كونى تمكنت من أسر أكبر قيادة إسرائيلية تمكن الجيش من أسرها وهو العقيد عساف ياجورى الذى لم أكن أعرفه. وروى عمارة قصة لأحد أفراد كتيبته وهو الجندى توفيق الشافعى من المنصورة خريج التربية الرياضية، وهو يوزع الحلوى على زملائه من الجنود ويطلعهم على صور احتفاله بخطبته، حدثت غارة على الكتيبة استشهد فيها الشافعى، مما تسبب فى حالة حزن شديد وسخط بين زملائه فقرروا الانتقام له والأخذ بالثأر. وكان من أشد المتحمسين للثأر مجند صعيدى يدعى، حماية تنغاسوس، من محافظة المنيا، «رصد حماية دورية إسرائيلية تعبر بمحاذاتنا بالضفة الشرقية للقناة واستهدفها بالرشاش م. م الخفيف فأحدث بها إصابات وخسائر كان لها أثر بالغ على معنويات الكتيبة التى يقودها، وكانت تلك هى العملية الأولى التى تخوضها كتيبته، وفى اليوم الثانى مباشرة قال له قائد الفصيلة يافندم مش هنخلى الدورية دى تعدى من هنا تانى وهنقطع خبرهم، ووجهه بتكرار تلك العمليات حتى امتنعت الدورية من المرور أمامنا بالفعل. وفى تلك الأثناء ازداد طمعنا وقررنا عبور القناة لأول مرة على الرغم من رهبتنا من المياه فى ذلك الوقت وخوفنا الطبيعى من تحصينات العدو على الضفة الأخرى، وأجرينا قرعة بالكتيبة لتحديد من يعبر أولاً وكانت من حظ الملازم أول رشدى إمام، من محافظة المنوفية والذى هلل من شدة فرحه، وبالفعل تحرك فى قارب صغير مع آخر ضوء، وأعطانا إشارة الوصول، واستطاع اكتشاف بعض أوهام قوة الإسرائيليين من بينها وضعهم سماعات كبيرة لإيهام الجانب المصرى بتمركزهم على الخط المباشر وكانت الحقيقة أنهم محصنون داخل دشم تحت الأرض، فزاد ذلك من ثقة زملائه ودفعهم للعبور مرة تلو الأخرى، حتى زاد الطمع بداخلنا وقررنا أسر أحد الجنود الإسرائيليين. وفى يوم 29 ديسمبر 1969، تمكنت الكتيبة من أسر أول جندى إسرائيلى من الضفة الشرقية للقناة فى عملية شجاعة، حيث كانت تعبر دورية فى غضون الساعة 3 ونصف عصراً بقيادة النقيب أحمد إبراهيم وعبروا القناة وتجولوا فى سيناء نحو كيلو ونصف الكيلو تقريباً وحفروا حفراً برميلية على طريق الأسفلت شرق القناة وتم إبلاغهم بأن هناك هدفاً عبارة عن سيارة جيب، حيث تم أسر ضابط إسرائيلى برتبة ملازم أول يدعى، دان افيدان شمعون، وكان ضخم البنيان وكان مصاباً فى فخذه وتم إسعافه، والذى اتضح فيما بعد أنه قريب جولدا مائير، وزيرة الدفاع الإسرائيلى فى هذا التوقيت، وأطلق سراحه بعد انتهاء الحرب فى أول عملية تبادل أسرى، ليتولى فيما بعد منصب نائب رئيس الموساد. ويقول عمارة إن فى ذلك الوقت كانت معارك حرب الاستنزاف على أشدها، وكانت مرهقة أكثر من حرب أكتوبر، حيث كانت إسرائيل فى ذلك الوقت متفوقة عدة وعتاداً، بينما اللواء الذى كنت أخدم فيه كان عائداً من حرب اليمن دون تسليح يذكر إلا من بعض الأسلحة والذخيرة التى كنا مضطرين للحفاظ عليها، فضلاً عن معنوياتنا المنخفضة نتيجة احتلال أرضنا.. فى اللحظة الحاسمة غطت طائراتنا سماء القناة فى طلعات جوية فتحت لنا المجال للعبور الكبير، ونفذ كل فرد من الأفراد المهمة المكلف بها والتى سبق أن تدربنا عليها تدريباً شاملاً ومكثفاً، ولم تكن مهمتنا سهلة بطبيعة الحال، فقد كان خط بارليف يمثل لنا تحدياً كبيراً بارتفاعه الذى يبلغ 20 متراً وبالنظر إلى بدائية بعض معداتنا وأدواتنا، حتى إن عبور القناة التى يبلغ عرضها 200 متر تم باستخدام معابر قماشية مملوءة بالهواء غير مثبتة، إلا أن بسالة الجنود ساعدت فى التغلب على كل هذه العقبات حتى نجحنا فى اقتحام الخط الحصين والوصول لشرق القناة، وأشار عمارة إلى أن العملية الشاملة سيناء 2018، هى حرب جديدة يخوضها الجيش المصرى لمسح سيناء بالكامل والحدود المصرية من جميع الاتجاهات للقضاء على براثن الإرهاب، وإيقاف النهضة التى تشهدها البلاد فى جميع المجالات. وكنا نتمنى أن تتم هذه العمليات منذ فترة كبيرة، وأن يتم تهجير أهالى سيناء كما حدث من قبل مع أهالى مدن القناة لمحاربة العدو، إلا أن الرئيس السيسى كان حريصًا عليهم»، وأكد «عمارة» أن أبطال حرب أكتوبر يؤكدون للرئيس السيسى أنهم جاهزون لارتداء الزى العسكرى مرة أخرى، لمساندة الجيش المصرى والشرطة فى أى أعمال تطلب منا، ومستعدون للتضحية بدمائنا فداءً لمصر ولشعبها العظيم، ونأمل أن تنتهى العمليات بنهاية الشهر الجارى، لنتفرغ لاستكمال أحد أهم أهداف الرئيس لكى يعيش الشعب المصرى فى أمان ورخاء». وطالب عمارة من شباب مصر بالحفاظ على وطنهم والالتفاف حول القيادة السياسية والحفاظ على أمن مصر واستقرارها، وعدم الاستماع إلى أهل الشر الذين يستهدفون أمن مصر وإيقاف مسيرة التنمية.