يعتبر إدمان المخدرات من الظواهر الإجتماعية الأكثر خطورة وشيوعاً داخل المجمتع المصري، وفي ظل محاولات الدولة للتصدي لهذه الظاهرة والحد منها، ظهرت محاولة بالدعم من جانب المجتمع المدني تشكلت في حملة تُدعى "أشفي مدمن" لعلاج المجمتع من هذا الوباء الذي طال أمده. الحملة تم تأسيسها منذ 8 أشهر عن طريق أحد أبناء حي الحلمية، الذي وجد أبناء حيه الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 26 عاما ومن مختَلف الجنسين، يتساقطون كأوراق الشجر وتنتهي حياتهم بالموت أو الضياع في الظُلمات بفعل المخدرات. وتوجهت "بوابة الوفد" بالحديث مع متولي السيد مؤسس حملة "أشفي مدمن" والصحفي بجريدة "الرأي العام المصري" للتعرف على الحملة عن قرب. استهل السيد بالحديث حول الحملة، بأنها في البداية كان نطاق عملها في حي المطرية، ومن ثم توسعت دائرة العمل من خلال انضمام متطوعين إلى الحملة وصل عددهم ل 150 عضوا أغلبهم من الأطباء؛ للوصول لأعداد أكبر من المدمنين في كافة أنحاء الجمهورية لمساعدتهم. وأضاف السيد، أن الحملات الإعلانية التي أعدتها الحملة ساعدت على تعريف المواطنين بها وبنشاطها، مضيفاً أن الحملة تركيزها يقع بشكل أكبر على مدمنين مخدر "الأستروكس" فأن شعارها هو "لا للأستروكس"؛ لأنه انتشر بسرعة الرياح في الأونة الأخيرة لانه أرخص ثمناً من أنواع المخدرات الأخرى. وأشار السيد، إلى أن الحملة قامت بعمل بروتوكولات تعاون مع 12 مصحة لعلاج الإدمان بتوجيه الحالات إليها للعلاج المُدعم بخصم 50%، وبالمجان للحالات غير القادرة مادياً، وهذا يُحسب كتطوع من جانب المصحات، مضيفاً أن المصحات المعنية بالتعاون كلها تمتلك تصريحات بالعمل من وزراة الصحة، مثل مصحة دار المشورة. وأكد السيد، أن الحملة تم تسجيل اسمها بوزارة الثقافة بحق المكلية الفكرية لمؤسسها، لعدم استغلال أي شخص آخر اسم الحملة في خداع الحالات التي تنتظر المساعدة مننا واخذ أموال منهم باسمنا. كما نوه السيد، إلى أن دور الحملة لا يتوقف عند علاج الحالات، بل إنها توفر عمل للحالة بعد الشفاء لردعه عن اللجوء إلى الإدمان مرة أخرى، كما أنها تبقى على متابعة معه لفترة للتأكد من عدم رجوعه للمخدرات مرة أخرى. وحث مؤسس الحملة، وسائل الإعلام والمدارس على تكثيف حملات التوعية بأخطار المخدرات بشكل مستمر لحماية الشباب من الوقوع في مصيدتها. وفي نفس السياق، أكد كريم سعد، استشاري الصحة النفسية في مصحة الأهرام لعلاج الإدمان المتعاونة مع الحملة، أن عدد الحالات التي تستقبلها المصحة من الحملة يكون من 5 إلى 6 حالات كل شهر، يخضعون لفترة علاج مدتها 6 أشهر. وعلى صعيد آخر، أشادت أسرة أحد الحالات التي تم شفاءها عن طريق الحملة، بمدى الجدية في التعامل، حيث أنها تواصلت مع الحملة عن طريق أرقام المحمول، وأعطتها كافة المعلومات عن الحالة، وتم توجيههم إلى إحدى المصحات المتعاونة، ومكثت هناك لمدة 6 أشهر، مضيفةً أن المبلغ المدفوع لا يقارن بالمبالغ التي تضعها مصحات أخرى.