الدعارة أو البغاء هي فعل استئجار أو تقديم أو ممارسة الجنس بمقابل مادي، أو بيع الخدمات الجنسية، وهي أقدم مهنة عرفها التاريخ، ورغم تواجدها في جميع أنحاء العالم، إلا أن الظروف المحيطة بالدعارة سواء من ناحية العاملين بها أو القوانين الخاصة بتنظيمها أو منعها تختلف وتتفاوت من بلد لآخر. وقد تم العثور مؤخرا في دار المحفوظات على وثائق عمرها 118 عاما تتحدث عن تسجيل العاهرات في مصر، كان من بينها إحدى الطالبات الرسمية التي تقدمت بها إحدى العاهرات لفتح بيت دعارة بمحافظة قناة عام 1922. الوفد يستعرض خلال السطور التالية، ما لا تعرفه عن البغاء، وقصة النائب سيد جلال الذي كان سببًا رئيسيًا في إلغاء البغاء في مصر. بيع الهوى مع دخول الفرنسيين إلى مصر حملوا معهم الكثير من السلبيات وكان أبرزها تطوير أماكن ممارسة الدعارة وجعلوها مكان للسهر والشرب والرقص و بيع الهوى، واشتهرت في القاهرة شوارع ضمت بيوتًا و لوكاندات لتقديم المتعة مثل شارع "كلوت بك، عماد الدين، محمد علي، وش البركة"، و بقى محمد علي ضريبة الدعارة لبعض الوقت ثم ألغاها عام 1837، ثم بدأت الدعارة في الخضوع للتسجيل والتنظيم منذ تطبيق اللائحة التي سميت بتعليمات بيوت الدعارة والتي استمر العمل بها حتى ألغيت عام 1949. الحوض المرصود فرضت الدولة لوائح لتنظيم تلك الأماكن كما فرضت عليها الضرائب، وألزمت العاملات في الدعارة بكشف دوري لضمان خلوهم من الأمراض الجلدية والتناسلية، وأنشأ الخديوي اسماعيل "الحوض المرصود" للكشف والعلاج من الأمراض الجلدية والتناسلية، وكانت العاهرات يحصلن منه على رخصة طبية تفيد بخلوهم من تلك الأمراض. فخ سيد جلال لإلغاء البغاء في اليوم 20 فبراير عام 1949 أصدر الحاكم العسكري العام في مصر أمرا بإغلاق جميع بيوت الدعارة في البلاد، بالأمر العسكري رقم 76، بعد ان استطاع الوزير جلال فهيم وزير الشئون الاجتماعية إلغاء البغاء بقرار رسمى، ونص القرار على المعاقبة بالحبس ستة أشهر كل من عاون أنثى على ممارسة البغاء، بعد ان نجح الراحل سيد جلال، والذي ظل نائبًا عن منطقة باب الشعرية لنصف قرن القضاء على أكبر ظاهرة عانى منها المجتمع المصري لسنوات طويلة وهي البغاء. وكان "جلال" صداقة قوية بالشيخ محمد متولي الشعراوي، وكشف الأخير في حوار مع الكاتب سعيد أبوالعينين، حسب المذكور بأرشيف مصر، أن نائب باب الشعرية يرجع إليه الفضل في إلغاء البغاء في مصر، حيث قام بدبير حيلة لإنهاء البغاء في مصر حسب رواية الشيخ الشعراوي، والذي قال:" انتهى به التفكير إلى تدبير مقلب لوزير الشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت، لإحراجه ودفعه إلى العمل لإلغاء هذه الوصمة، باعتباره الوزير المسؤول الذي باستطاعته أن يصدر قرارًا بذلك". سرقة محفظته وبالفعل توجه "جلال" إلى وزير الشؤون الاجتماعية جلال باشا فهيم، وأخبره بأنه يعتزم إقامة مشروع خيري كبير يضم مدرسة سيبنيها على الفور، معربًا عن سعادته في حال حضور الآخر لرؤية الموقع، وهو ما يثير فرح أهالي الدائرة حسب ادعائه، وبالفعل قبل الوزير الدعوة وارتاد حنطورًا للتوجه إلى المقر، قبلها اتفق "جلال" مع السائق أن يمر ب"فهيم باشا" من شارع كلوت بك، وبمرور الوزير داخل بالشارع التفت حوله العاهرات ظنًا منهم أنه زبون جديد، وانتهى ذلك التجمع بسرقة محفظته وتمزيق ملابسه، حتى خرج وهو يسب سيد جلال، لإدراكه أنه خلف ما حدث له حسب رواية ثم اصدر القرار بإلغاء البغاء .