كتبت - أنس الوجود رضوان: يبدو أن مؤتمر الشباب الذى أقيم فى جامعة القاهرة أعاد الحياة من جديد للهوية المصرية والإبداعية لمصر، وذلك بعد أن طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنفيذ «مشروع الهوية البصرية لمصر» ولو عدنا إلى التاريخ الثقافى والفنى فى فترة الستينات.. لاكتشفنا ترسيخ الهوية والصورة الجمالية فى الدراما والسينما والثقافة والإعلام، فكانت هذه الفترة زاخرة بالمبدعين الذين كانوا سنداً للدولة، وأردوا أن يثبتوا بأعمالهم قيمة الوطن وجمال مصر، فمازالت «ليالى الحلمية» عندما نشاهدها تجعلنا نغوص فى الأعماق المصرية، ونفس الإحساس نعيشه مع «بوابة الحلوانى»، و«المال والبنون»، و«أم كلثوم»، و«الشهد والدموع»، و«أرابيسك»، و«مازال النيل يجرى»، وأعمال كثيرة خلدت الشخصية المصرية، وأظهرت جمال وشوارع مصر، لتعطى للمشاهد صورة بصرية جميلة عن أحياء وشوارع مصر، وبرزت الحارة المصرية بكل ما فيها والتى اشتهر بها الكاتب العالمى نجيب محفوظ. والسؤال الذى يطرح نفسه: لماذا غاب الجمال وإبراز الهوية المصرية فى أعمالنا؟.. وكيف نستعيد الصورة الجمالية من خلال الإعلام والدراما؟ المخرجة الكبيرة أنعام محمد على، تؤكد أن إجابة الأسئلة تكمن فى الإبداع، واختيار أعمال تليق باسم مصر، فما نراه على الشاشات يهين الشخصية المصرية، وتساعد فى تدنى الذوق العام، وتشوه تاريخ وطن وحضارة كبيرة، علمت وتعلم العالم. وقالت محمد على: إن الإعلام برمته يحتاج إلى تغيير، والنظر إلى المجتمع المصرى، والمساهمة فى نشر الجمال، وتسويق مصر سياحياً عن طريق الدراما والسينما، فمصر تمتلك أماكن سياحية جميلة ليست موجودة فى العالم، ويجب إظهارها وتصوير الأعمال بها بدلاً من التصوير فى الخارج، مع تذليل العقبات التى تواجه المنتج فى إخراج تصاريح التصوير، وتدخل الدولة فى الإنتاج شىء مهم جداً، فكيف نصنع حاضراً ممزوجاً بتاريخنا القديم، ونحن نقدم إعلاماً مليئاً بالفتن والشائعات وتجسيد صور قبيحة للشخصية المصرية، ودراما تشوه المرأة المصرية وتفشى العنف والبلطجة فى المجتمع، فعلينا العودة إلى تفعيل ماسبيرو وقطاع الإنتاج ليقدم أعمال تليق بمصر. وقالت: على مدار عمرها الفنى رسخت فى أعمالها للهوية المصرية وربط المجتمع برموزه وتاريخه وعلمه، فمسلسل «أم كلثوم» قدم حقبة تاريخية مهمة، وربط الجيل الجديد بصوت مصر الأصيل، وتسبب العمل فى جذب الشباب لأغانى الست، وحقق المسلسل أعلى مشاهدة وحقق أيضاً مكاسب مادية كبيرة جداً. الفنانة سميرة عبدالعزيز شاركت فى كثير من الأعمال التى خلدت لمصر وعاداتها وتقاليدها، وترى عبدالعزيز أن الكاتب محفوظ عبدالرحمن عاش حياته مدافعاً عن الإنسان المصرى وإنصافه، وفى مسلسل «بوابة الحلوانى» جسد بوضوح أن المصريين هم من حفروا قناة السويس، فالقناة هويتها مصرية خالصة، فهى ملحمة تاريخية متكاملة. وتشير عبدالعزيز إلى أن السينما كانت دائماً تساند الدولة، وتعمل من أجل المجتمع، وتناقش قضايا مجتمعية لا تؤذى العين أو تشوه الصورة البصرية. وتقترح عبدالعزيز أن تقوم كليات الفنون جميعها بطلاء جدران المبانى والميادين حفاظاً على التاريخ المعمارى للمبانى القديمة، مع الاهتمام بدراسة تاريخ مصر بشكله الصحيح وإقامة ندوات ومؤتمرات، وإعداد برامج تعطى جرعة ثقافية للشباب، وأن يهتم الإعلام بثقافة المجتمع، وكفانا سطحية للبرامج. الدكتور محمد المرسى رئيس الإذاعة والتليفزيون بإعلام القاهرة يتهم الإعلام بتلوث الجمهور السمعى والبصرى بما يقدمه من برامج ومسلسلات تحمل تشويه متعمد للحياة المصرية، وما أطلقه الرئيس فى مؤتمر الشباب بالحفاظ على الهوية البصرية المصرية يجعلنا نطالب الإعلام بكل عناصره بوضع استراتيجية للقنوات والجرائد والمواقع لنشر الذوق العام، والحفاظ على ثوابت الدولة، خاصة أن مصداقية الإعلام بشكل عام غير مرضية لكافة العاملين به وغير مرضية للمتخصصين أيضاً، الأوضاع الإعلامية غير مستقرة والمنظومة الإعلامية بها الكثير من الفوضى رغم وجود الهيئات المنظمة، وإعلام الدولة فى حاجة إلى دعم مادى غائب حتى الآن، والنظر إلى ماسبيرو لأنه أمن قومى وقادر على تنفيذ ما تتطلبه المرحلة من بناء وتنفيذ خطط الدولة المصرية فى الحفاظ على التراث البصرى فى أنحاء مصر.