وجه د.محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين رسالة للشعب المصري حثه فيها علي ضرورة الحفاظ علي ثورته من رجال النظام السابق وتوحد الشعب وكافة القوي الوطنية لإحباط مخططات إجهاض الثورة. وقال في رسالته:"الإخوة والأخوات أبناء وبنات وآباء وأمهات الشعب المصري العظيم، مسلمين ومسيحيين، من التيارات والاتجاهات كافةً، وفي القلب منكم الإخوان المسلمون والأخوات المسلمات والأشبال والزهراوات، ها هي إرادة الله عزَّ وجلَّ حققت لنا ثورة عظيمة، لا تملك أي قوة عالمية أن تدعي أن لها فيها دورًا، ولا يملك أي فصيل وطني أن يدعي أنه انفرد بتحقيقها وحده، بل هي ثورة الشعب المصري العظيم كله، ونحن على يقين من أن الله الذي وهبنا إياها وحفظها لنا واستحفظنا إياها هو الذي سيرسيها كما أجراها بشرط أن نعيش بنفس روح الثورة التي تجلت في توحد كل القوى المصرية الوطنية من أجل هدم الفساد، وإزالة الظلم والطغيان". وطالب بديع في بيان له اليوم السبت جموع الشعب المصري بالتوحد لحماية الثورة الغالية التي رويناها بالدماء العزيزة وأنجزناها بالوحدة الوطنية الرائعة، وقال:"هيا بنا لنصون هذه النعمة، ونحافظ عليها بالتعاون في استكمال بناء مؤسسات الوطن العزيز، وتعالوا نتشارك معًا كما فعلنا في مجلسي الشعب والشورى والنقابات المهنية ومؤسسة الجامعات المصرية ونواديها والتجمعات الطلابية واتحاداتها والنوادي والقوى الشبابية الفعالة، والتي اشترك فيها جميع التيارات الوطنية على اختلاف توجهاتها". وأضاف: وسوف نستعين جميعًا بالله القوي العزيز الذي لا يقهر ولا يغلب على حماية مكتسباتنا، والحفاظ على جيشنا الوطني القوي الذي حمى ويحمي أمننا وحدودنا، وعلى الشرطة الوطنية التي تخدم شعبها، وعلى القضاء العادل النزيه الراسخ الذي يضمن حقوق كل من يعيش على ثرى وطننا العزيز، مطمئنين إلى أن بلدنا محروسة بحراسة الله لها، واجتماع كلمة أبنائها على حبها وحمايتها، والتضحية في سبيلها. وقال بديع في رسالته :يا أهل مصر جميعًا، لا يتصورنَّ أحد أن أعداء ثورتنا المجيدة في الخارج والداخل الذين حرمتهم الثورة من مكاسب باطلة وامتيازات غير مستحقة ومنافع شخصية استأثروا بها على حساب الوطن كله بمباركة من العهد البائد والنظام المخلوع الذي ارتبطوا مع نظامه بشبكة مصالح فاسدة تقدم المصلحة الشخصية على حساب المصلحة الوطنية لمصر وشعبها، لا يتصورنَّ أحد أن هؤلاء جميعًا يمكن أن يتوقفوا عن الكيد والمكر للثورة وللثوار، فمحاولاتهم الخبيثة لا تنقطع، وقد أخبرنا الله عن خطورة كيد الظالمين فقال: (وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ 46) (إبراهيم) لكنه سبحانه وعدنا أنه مكر ساقط فاشل إذا اجتمعنا على حماية ثورتنا، وقال سبحانه بعد ذلك مباشرة (فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ 47) (إبراهيم). واختتم رسالته :ويقيننا الذي لا يخالطه أدنى شك أن المكر السيئ لن يحيق إلا بمَن مكر، وأن الله الذي نصر شعبنا على الاستبداد والفساد لن يتخلى عن المخلصين، وأن عجلة الوطن في طريقها للأمام، ولن تعود أبدًا إلى الخلف بفضل الله أولاً ثم بفضل وحدتنا واجتماعنا (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) (آل عمران: من الآية 103).