إذا كان الشارع المصري يعانى من الفوضى فإن مؤسسات الدولة لا تقل فوضى عن الشارع ..هذا ماتشير إليه حالة التخبط التى تمر بها قيادات محافظة الجيزة بسبب تضارب القرارات، ففي إحدى السنوات رفض أحد محافظي الجيزة دعم مؤتمر أدباء مصر، وحاليا ظهر معاداة المحافظ الحالي ورجاله للثقافة بعد أن رفضوا عودة المكتبة العامة بمنشأة البكارى إلى مجمع الخدمات وهو المكان المخصص لقصور الثقافة منذ عام 1998. وتم الاستيلاء على مقر المكتبة لصالح إقامة مجلس مدينة جديدة باسم منشأة البكارى وكفر غطاطى إبان قرار أحمد نظيف بعمل محافظة لأكتوبر وضم منشأة البكارى لمحافظة أكتوبر رغم تبعيتها لحى الهرم ،ولم يكن أمام المحافظ السابق للجيزة والمحافظ السابق لأكتوبر الملغية سوى تشريد موظفي المكتبة وتسليم المقر إلى موظفي الحي بعد أن وافق رئيس هيئة قصور الثقافة السابق أحمد مجاهد بسهولة في التفريط في المكان. وقامت الهيئة بنقل الموظفين إلى مقر سكني لا يصلح للأنشطة، وسرعان ما قام المتبرع بالمكان بمطالبتهم بالبحث أيضا عن مكان بديل فاضطرت الثقافة لتأجير شقة في إحدى العمارات، وقام صاحب الشقة برفع الإيجار إلى 1200 جنيه لشعوره باحتياج الثقافة للمكان، رغم هروب رواد المكتبة من المقر. ومع قيام الثورة بعودة وضع المحافظات الى طبيعتها وبالتالى عودة منشأة البكارى إلى الجيزة، وعلى مدار شهور مكاتبات متبادلة بين مديرية ثقافة الجيزة والمحافظة قام مسئولو الثقافة بالمطالبة بعودة المكتبة إلى مكانها الأصلى. وعن المأساة تقول مديرة المكتبة منى التلاوى: لقد تعبنا في المطالبة بعودتنا إلى مقرنا القديم لمزاولة نشاطنا بعد أن زال سبب الاستيلاء على المقر من قبل بعض الموظفين بحي الهرم فمسئولو المحافظة ضربوا باهتمام الهيئة بعودة مقر المكتبة عرض الحائط ،وقام نائب المحافظ اللواء أسامة شمعة وسكرتير عام المحافظة بالتعامل بتعنت في لقاءاتهم بأسلوب لا يليق بمحافظة عليها أن ترعى الثقافة والمثقفين وتقوم بعمل نوع من التنوير في منطقة ريفية. وأضافت التلاوي: كنت منذ أسابيع برفقة مدير عام ثقافة الجيزة وذهبنا للمطالبة بتنفيذ تأشيرة المحافظ على عبد الرحمن بعودة المكتبة إلى مجمع الخدمات لتأدية دورنا الثقافي خاصة وأن الثقافة تتكبد شهرياً إيجار 1200 جنيه فى شقة أهالى لاتصلح للنشاط ولكن مديرية الثقافة رفضت التفريط للمحافظة في المكان الثقافى بحجة واهية وهي "توزيع أنابيب البوتاجاز". وتتساءل مني قائلة: كيف يوافق المحافظ على رجوع المكتبة ويقوم سكرتير عام المحافظة بإرسال خطاب يفيد موافقة المحافظ ثم بعد ذلك يأتى خطاب آخر من السكرتير العام محمد الشيخ يقول إنه تعذر نقل المكتبة .. لمصلحة من عدم تنفيذ تأشيرة المحافظ بعودتنا إلى المكان المخصص لنا ولمصلحة من محاربة الثقافة؟! وناشدت مديرة المكتبة وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد والسيد رئيس هيئة قصور الثقافة سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة بالتدخل المباشر لدى السيد المحافظ على عبد الرحمن لعودتهم إلى المكان المخصص لهم مؤكدة أنها كمسئولة لن تهدأ حتى تعود المكتبة للهيئة لمزاولة العمل الثقافي بشكل يفيد المواطن.