فنان من طراز خاص، يتمتع بموهبة صوتية رائعة جعلته يتربع على قمة الهرم الغنائي في مصر لسنوات. قدم أغاني كثيرة حُفرت في ذاكرة الجمهور مثل "كوكب تاني" و"زي المليونيرات".. إنه الفنان مدحت صالح الذي استضافته "بوابة الوفد" الإلكترونية, وتحدث في حواره عن ألبومه الجديد ورؤيته للأوضاع السياسية في مصر, ومستقبل حرية الفن في ظل المخاوف من سيطرة الإسلاميين على الحكم. • فى البداية حدثنا عن ألبومك الأخير"يديك ويدينا" والذى طرحته مؤخراً؛ وأحدث انتعاش فى سوق الكاسيت؟ * بالتأكيد أنا سعيد من هذه التجربة لعدة أسباب, بداية من اسم الألبوم "يديك ويدينا" والذي يعتبر دعوة جميلة وبسيطة، وكلمة دارجة يحبها الناس، فقد شعرت أنها غنوة كلامها بسيط، ولم اعتمد على انها "افيه"، كما حاولت في كل أغاني الألبوم ألا أظهر كأنني أقدم ألبوم فيه "اعجاز"، إنما أقدم كلمات ومشاعر بسيطة. • ولكن رغم نقص الدعاية الملحوظ للألبوم؛ إلا أنه حقق مبيعات مرتفعة بالنسبة لباقى الألبومات بالأسواق؟ ** هذا من فضل ربي، فالظروف العصيبة التي مرت بها مصر مؤخراً اصابتنا جميعاً، وتأثرنا بها؛ ولعل من أبرز المتضررين هي صناعة السينما والكاسيت. وبالنسبة للألبوم فقد تأجل أكثر من مرة، وكان لي أسبابي في ذلك، فرغم أنه من الممكن أن يؤجل غيري أعمالهم لأسباب تجارية؛ إلا أنني -ولا ادعي البطولة أو الوطنية أكتر من اي فنان آخر شعرت أن الظروف التي تمر بها مصر أهم بكثير من الفن وطرح الأعمال الفنية. • ولكن الأوضاع فى مصر لم تتغير كثيراً.. فلماذا طرحت الآلبوم الآن؟ ** أولاً أنا من أكثر الفنانين الذين يشعرون بنبض الشارع، وقد شعرت أن الوضع في طريقه للاستقرار خاصة بعد أن حققنا خطوتين مهمتين هما مجلسى الشعب والشورى، وبعدها اتخذت قرار أن الوقت قد حان لأحاول أن أخرج الناس من همومهم، ولم أخف من الخسارة, وقلت لو هناك خسارة تجارية سأتحملها لأني مشارك في الإنتاج، ورهاني على قيمة الشغل وبساطته وعلى الشباب الذين جازفت بهم ولم يخذلونني. • تعاونت في الألبوم مع زوجتك الشاعرة نورا الباز.. فكيف وجدت هذه التجربة ؟ **أولاً زوجتي شاعرة من قبل زواجي بها، فقد كنت اتابعها من زمان وقت ان كانت طالبة بالجامعة وكنت متابع جيد لكل خطواتها، وقد نجحت في الأغنية التي قدمتها لشيرين عبد الوهاب ولأكثر من مطرب، وأنا لا أجامل على حساب شغلي، وثق تماماً أن الأغنية التي قدمتها لو كانت غير جيدة لما قبلتها منها. • لاحظنا استعانتك بأكثر من شاعر وملحن شاب في الألبوم.. أليست تلك مغامرة أن تعتمد على شباب بهذه الدرجة؟ ** ليست مغامرة، فقد كنت مثلهم في يوم من الأيام وكنت أبحث عن فرصة وعمن يمد يده لي، وأنا لا أحب المجاملات في العمل، فقد اخترت الأغنيات بعناية فائقة؛ وأقدر أي شخض موهوب وأسانده. • ولكن لم تقدم فيديو كليب من الألبوم الجديد.. ألا ترى أن تقديم كليب مصور يساعد على الترويج للألبوم ؟ ** بعض المطربين يعتمدون على ذلك، ولكن بالنسبة لي هناك شيئين أعتمد عليهما، هما الكلمات والألحان التي بالتأكيد ستنال اعجاب الناس، وللعلم بعض الفنانين يضيّعون معنى الأغنية بالصورة، ولكني أرى نفسي مطرب ولست ممثل كليبات، ولا احب المراهنة على الكليب. • لماذا لم تشارك في أوبريت الاحتفال بالثورة مثل باقي الفنانين؟ ** لأنني لا أحب سياسة القطيع، ولا أحب "ركوب الموجة"، ورفضت المشاركة في هذا الأوبريت لأنني لم أرى أن الثورة نجحت لأحتفل بها!. ولو كنت فعلت لكنت مثل "العبيط" اللي نازل يتنطط وفرحان بدون سبب، وكلامي ليس إهانة لمن شارك، ولكن بالعقل عندما نقول عيد الثورة يبقى يوم 25 يناير وليس 29 يناير، فقد شعرت أن هناك لعبة تُحاك لمحو تاريخ 25يناير. • البعض يرجع الفوضى السياسية التي نعاني منها بأن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية..كيف ترى ذلك؟ ** بالعكس هو مهيء تماماً للممارسة الديمقراطية، ولكنه يحتاج لمن يأخد بيده ويعلمه معنى الحرية والديمقراطية, ويجعله يُميز بين الحرية والفوضى. وأرى أنه كان هناك فرص عظيمة لتحقيق ذلك، ولكن للأسف الإعلام ضيعها، فكل وسائل الإعلام تجاهلت الشعب بعد الثورة واهتمت بالفساد، لدرجة جعلتنا نشعر أن مصر من كلها فاسدة. • وسط الصعود الملحوظ للتيارات الدينية..كيف ترى مستقبل الفن في ظل سيطرة الإسلاميين؟ ** أولاً أود أن اختلف معك على مصطلح "إسلاميين" فكلنا مسلمين وموحدين بالله؛ وليس هناك من هم أكثر منا إسلاما لنطلق عليهم إسلاميين، والقضية بسيطة فكل الناس تعرف ربنا ولكن الفرق في التطبيق. وللأسف بعد الثورة بدأ ال"عك" ووجدت إخوان وسلفيين وصوفيين وتيار إسلامي, الأمر الذي يجعلنا نصرخ حرام عليكم كفاية انشقاق عايزين نتوحد. أما عن مستقبل الفن, فمصر كانت وستظل كما في مستواها الفني؛ وأنا أكثر واحد نفسه أن نسير بشرع الله، وموضوع "البعبع" من تحريم الفن وخلافه مجرد كلام ليس له أساس. ولم يخرج أي مسؤل في البلد وقال أن الفن حرام، فنحن لا نريد زيادة الفجوة بين التيار الإسلامي والشعب • في نهاية حوارنا...ما رأيك في مرشحي الرئاسة؟ ** للأسف الإعلام ساهم في حالة التوتر والقلق الدائر في موضوع انتخابات الرئاسة؛ وان كنت أفضل أن يحدث توافق بين المرشحين الثوريين والإسلاميين, بحيث يكون هناك رئيس ونائب أول وثاني، أو أن تحدث انتخابات نزيهة ولكن بعد استبعاد الفلول ومن دمروا مصر. وما يهمني في النهاية هو من سيُصلح حال مصر ويُعيد إليها الاستقرار، وادعوا الله أن تستقر الأمور لأنه لو ظل الخلاف محتدم بين المجلس العسكري والتيارات الإسلامية فلا أستبعد حدوث انقلاب عسكري على غرار سيناريو 54. شاهد الفيديو: " target="_blank"www.youtube.com/watch?v=p8AsVxtrm7c