رغم التوترات السياسية وعدم استقرار الأوضاع فى مصر, إلا أن صناع الدراما دائما ما يحاولون التغلب على تلك الأزمات. ويبدو أن صناع الدراما المصرية بعد أن وجدو المسلسلات التركية حظيت باهتمام كبير من المشاهد المصرى وحققت شعبية هائلة فى البلدان العربية؛ اتجه العديد منهم إلى هذا النوع وبدأ بعض المنتجين تصوير مسلسلات تتجاوز حلقاتها ال 100 حلقة. ومن تلك الأعمال مسلسل "المنتقم" الذى تدور أحداثه خلال 120 حلقة للمخرج السورى حاتم على، كذلك يصور المخرج سعد هنداوى مسلسله الجديد "زى الورد" الذى تدور أحداثه فى جزأين ويتكون كا جزء من 60 حلقة؛ ومن المقرر أن يتم عرضهما فى رمضان القادم. وبذلك يبدو أن الجمهور المصرى مُقبل على تجربة جديدة مصير نجاحها أو فشلها لم يتحدد بعد، فمن الصعب الحكم على المسلسلات الطويلة فى الوقت الحالى لأنها مازالت تحت التحضير. وهنا يأتي السؤال هل يُعد ذلك تقليدا أعمى للمسلسلات التركية؟ وهل الجمهور المصرى مستعد لتقبل تلك التجربة؟ وهل من السهل إقناعة بأحداث مسلسل تصل ل 100 حلقة؟ فمن المفترض أن يكون صناع الدراما على دراية كبيرة بذوق الجمهور المصرى والمشاهد الذى يعشق الرومانسية والأكشن والدراما الاجتماعية معا؛ فضلا عن حبه للإبهار والتشويق والمناظر الطبيعية؛ وهى تلك العوامل التى يراعيها الأتراك فى مسلسلاتهم وكانت سبب نجاحها. وأكد المخرج سعد هنداوى مؤلف مسلسل "زي الورد" فى تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن خوضه لتلك التجربة ليس تقليدا للمسلسلات التركية حسبما قيل فى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية؛ لأن تلك النوعية من الأعمال ليست حكرا على الأتراك, ولكن مسلسلات ال100 حلقة نوع من الدراما يعتمد على التشويق ويأخذ شكل درامى ممتد وخطوط عريضة, ويحتمل كم كبير جدا من الأحداث وخيوط درامية كثيرة من شأنها نجاح العمل. ورفض هنداوى شكلا وموضوعا فكرة التكهن بفشل هذه التجربة قبل عرضها فى الموسم الدرامى القادم, مؤكدا أنه سيترك الحكم للجمهور والنقاد سواء بالاعجاب أو بالرفض بشرط ان يكون بعد عرض المسلسل. بينما أكد السيناريست أيمن عبد الرحمن أن نجاح تلك النوعية من المسلسلات الدرامية مرتبط بشروط كثيرة وعناصر عديدة لابد ان تكتمل فى العمل, أهمها أن يكون المسلسل ثريا بالأحداث والمواقف الدرامية الجيدة والمستوى الذى يجذب المشاهدين إليه؛ فضلا عن حنكة الإثارة التى يجب أن تمتد على مدار ال 100 حلقة؛ وإلا سيكون مصير هذه الأعمال الدرامية الفشل خاصة أن المشاهد المصرى سريع الملل؛ ولذلك اعتاد على مشاهدة المسلسلات القصيرة التى أثبتت نجاحها .