التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن موعد الامتحان الإلكتروني للمتقدمين ب3 مسابقات للتوظيف    كيف يتصدى القانون لجرائم التنمر الجماعي؟    بعد خفض البنوك طلباتها للفائدة.. المركزي يبيع 72.59 مليار جنيه أذون خزانة بأكثر من المستهدف    نقابة المهندسين تُسلم 276 تأشيرة للفائزين بقرعة الحج في الإسكندرية    ضربة جديدة لإدارة بايدن.. تفاصيل استقالة اثنين من المسؤولين في أمريكا بسبب غزة    عضو إدارة اتحاد الكرة: أرفض اتهامنا بالتخبط.. والشيبي خالف لوائح فيفا باللجوء للمحكمة    ساعات بمليون جنيه وخواتم ألماظ.. أبرز المسروقات من شقة الفنان تامر عبد المنعم    خناقة على «كلب» تنتهي بمقتل الطفلة «غزل» في السيدة زينب (فيديو وصور)    الشركة المتحدة تكرم مخرجى "رفعت عيني للسما" بعد حصولهم على جائزة العين الذهبية بمهرجان كان    خالد جلال ينعى والدة الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة    أستاذ اقتصاديات الصحة يكشف سبب نقص الأدوية في الأسواق    زيادة خسائر النفط قبل اجتماع أوبك+ الأسبوع المقبل لخفض الإنتاج    بيلامي يخلف كومباني بعد رحيله إلى بايرن ميونخ    محامي رمضان صبحي يكشف موعد التحقيق مع اللاعب في أزمة المنشطات (خاص)    ميار شريف تودع بطولة رولان جاروس من الدور الثاني    شن حملات نظافة وصيانة لأعمدة الإنارة في مدينة رأس البر    مواعيد القطارات اليوم وغدا بين الصعيد الإسكندرية.. وأسعار التذاكر    مصرع شخص أسفل عجلات قطار في أسوان    «سلمى» الأولى على الشهادة الإعدادية بالجيزة: «بذاكر 4 ساعات وحلمي كلية الألسن»    تعرف على موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك    الهيئة القومية لضمان جودة التعليم تعلن اعتماد برنامجين بالهندسة الإلكترونية ب المنوفية    إسرائيل تصدر قرارا بإخلاء مقر «الأونروا» في القدس    مصدر رفيع المستوى: مصر متمسكة بانسحاب إسرائيل الكامل من معبر رفح لاستئناف عمله    لمواليد برج العقرب.. ما تأثير الحالة الفلكية في شهر يونيو 2024 على حياتكم؟    «الإفتاء» توضح شروط الأضحية في الحج بالتفاصيل    علي جمعة يوضح أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة    «تحويل الكارثة إلى مشروع».. ناسا تخطط للاستفادة من البركان الأخطر في العالم    رصف وتطوير مستمر لشوارع السنطة قلعة زراعة العنب وصناعة الزبيب بالغربية    فحص 1068 مواطنا بقرية أبو الفتوح في قافلة طبية حياة كريمة بدمياط    هل الفيتامينات تحمي من مضاعفات مرض السكر؟ الصحة توضح    القاهرة الإخبارية.. هنا عاصمة الخبر والتميز العربي    نتنياهو يعرب عن خيبة أمله من إعلان إدارة بايدن عدم دعم معاقبة الجنائية الدولية    القمح الليلة ليلة عيده.. "تعزيز الأعمال الزراعية" يحتفي بنجاحه في أسيوط    أول تعليق من وفاء الكيلاني حول أنباء انفصالها عن زوجها تيم حسن    رياض محرز يرد على استبعاده من قائمة الجزائر في تصفيات كأس العالم 2026    للعاملين بالخارج.. 5 مميزات لخدمة الحوالات الفورية من البنك الأهلي    «بيت الزكاة والصدقات»: صرف 500 جنيه إضافية مع الإعانة الشهرية لمستحقي الدعم الشهري لشهر يونيو    «عيوب الأضحية».. الأزهر للفتوى يوضح علامات يجب خلو الأضاحي منها    بريطانيا: نشعر بقلق من مقترحات إسرائيل بفرض قيود على أموال الفلسطينيين    رئيس جامعة كفر الشيخ يترأس لجنة اختيار عميد «طب الفم والأسنان»    «السياحة» توافق على مقترح إقامة قاعة جديدة للتحنيط في متحف الحضارة    الصحة: تقدم 4 آلاف خدمة طبية مجانية في مجال طب نفس المسنين    مطروح: توقيع بروتوكول تعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية    مصدر مقرب من حسين الشحات يكشف ل في الجول خطوة اللاعب بعد حُكم الشيبي    فيلم بنقدر ظروفك يحقق أقل إيراد يومي.. هل خسر أحمد الفيشاوي جماهيره؟    وضع حجر أساس إنشاء مبنى جديد لهيئة قضايا الدولة ببنها    اهتمام متزايد بموعد إجازة عيد الأضحى 2024 على محرك جوجل    "هقول كلام هيزعل".. شوبير يفجر مفاجأة عن رحيل حارس الأهلي    سول: كوريا الشمالية أطلقت نحو 10 صواريخ باليستية قصيرة المدى    «التضامن»: طفرة غير مسبوقة في دعم ورعاية ذوي الإعاقة نتيجة للإرادة السياسية الداعمة (تفاصيل)    فرق الدفاع المدنى الفلسطينى تكافح للسيطرة على حريق كبير فى البيرة بالضفة الغربية    الحبس عام لنجم مسلسل «حضرة المتهم أبيّ» بتهمة تعاطي المخدرات    الدفاع المدني بغزة: الاحتلال دمر مئات المنازل في مخيم جباليا شمال القطاع    رئيس هيئة الرعاية الصحية يجري جولة تفقدية داخل مدينة الدواء.. صور    هل يعود علي معلول قبل مباراة السوبر؟.. تطورات إصابته وتجديد عقده مع الأهلي    نقابة الأطباء البيطريين: لا مساس بإعانات الأعضاء    وزير الخارجية: الصين تدعم وقف إطلاق النار فى غزة وإدخال المساعدات للفلسطينيين    الإفتاء توضح حكم التأخر في توزيع التركة بخلاف رغبة بعض الورثة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقش على النحاس.. فن أصيل يزين «الجمالية»
حرفة يدوية ارتبطت بالفن الإسلامى
نشر في الوفد يوم 10 - 06 - 2018


عبدالحميد الصياد
النقش على النحاس من الحرف اليدوية التى ارتبطت بالفن الإسلامى، الذى يهتم بالزخارف والرسومات الرائعة على جدران وأسقف العديد من المبانى كالمساجد والمدارس والقصور وغيرها من المنشآت التاريخية، وهو أحد الفنون التى ما زالت تحتفظ ببريقها، ولا تزال منتجات النحاس المزخرفة بالنقوش عليها إقبال كبير وخصوصاً من السياح العرب والأجانب، الذين يقبلون على اقتنائها أو إهدائها لأقاربهم ومحبيهم فى بلادهم، بالرغم من وجود المنتجات النحاسية رخيصة الثمن المستوردة من الخارج.
وتتركز هذه المهنة فى منطقة الجمالية ابتداء من الدراسة حتى باب الشعرية، فهى مليئة بورش النحاس ومشهورة بها، ويأتى إليها الزبائن من جميع أنحاء مصر، وكذلك تجار النحاس الذين يبيعون الخام متركزون فى هذه المنطقة.
والنحاس من أوائل المعادن التى اكتشفها الإنسان قبل أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وهو ليّن فى تكوينه وقابل للتفاعل الفيزيائى والكيميائى ويمكن تشكيله بسهولة، ويدخل النحاس فى صناعة الذهب ليعطيه نوعاً من الصلابة، كذلك يُستخدم فى صنع العملات المعدنية، وعند خلطه مع الزنك ينتج البرونز، وقديماً كانوا يصنعون منه الدروع الحربية والآلات الموسيقية.
وهناك عدّة أنواع من النحاس الذى يمكن النقش والحفر عليه وهى: النحاس الأصفر، والنحاس الأحمر، والنحاس الأبيض، ولكن فى الوقت الحالى يُستخدم نوعان فقط هما: الأحمر والأصفر، والأصفر منه غالى الثمن لنقائه وخلوّه من الشوائب ويتميّز بطراوته وسهولة النقش عليه.
وعملية الحفر على النحاس تبدأ باختيار القطعة المناسبة ومساواتها بالطَّرق عليها بالمطرقة لتتساوى جميع أجزائها، ومسحها بشكل جيد لتكون ملساء، ثم يتم الرسم على القطعة بواسطة قلم رصاص، وتبدأ عملية تبكير الخانات التى تم رسمها؛ أى تنسيقها لتكون متساوية مع بعضها البعض من خلال استخدام القلم والبرجل، وبعدها تأتى مرحلة النقر والحفر على النحاس بتمرير القلم على الشكل المرسوم والدق عليه، ثم تذهب قطعة النحاس إلى المخرطة للحصول على شكل القطعة الخارجى سواء كان دائرياً أو مستطيلاً أو غير ذلك، ويتم تلميع القطعة بواسطة الفرشاة ثمّ طلاؤها إما بالذهب أو
البرونز أو الفضة ويمكن طلاؤها بأكثر من لون.
أمام ورشته فى شارع المعز بالقاهرة، ووسط أعماله الفنية، كان يجلس جمال شوشة، 57 سنة، منهمكاً فى عمله، وبيديه شاكوش وإزميل ينقش بهما على طبق من نحاس ليصنع منه تحفة فنية رائعة، قال: «توارثنا هذه المهنة عن الأجداد والآباء، فقديماً كان النحاس مكوناً أساسياً فى البيت المصرى مثل الأبريق، وآنية الطهى والغسيل، لأنه كان رخيصًا فكان سعر كيلو النحاس 3 جنيهات، أما الآن فأصبح 200 جنيه، وبعد ارتفاع سعره بدأ يقل وجوده فى البيوت باستثناء بيوت معينة».
وعن بدايات هذا الفن يقول «شوشة»: «بدأ الحفر على الجدران منذ أيام الفراعنة، وكذلك فى العصر الإسلامى كانت هناك زخارف إسلامية على الحوائط وفى المساجد، ثم بدأ ينتقل هذا الفن إلى النحاس على الأطباق والصوانى، فمعظم شغلنا مستوحى من الجدران والأبواب والأسقف وما عليها من زخارف سواء فرعونية أو إسلامية، وهناك 4 أنواع من النقش: العربى الإسلامى، الفرعونى، الروباسيه (البارز)، التكفيف (المطعم نحاس مع فضة ونحاس أحمر)».
أما النحاس المستخدم فى هذا الفن، فيقول «شوشة»: «كان زمان هناك نحاس مصرى، فقد كانت شركة المعادن المصرية تقوم بتسييح النحاس وإعادة تصنيعه مرة أخرى، وبالرغم من أن فيه شوائب ولكن مع النقش تختفى، أما الآن اختفى النحاس المصرى وأصبح الشغل كله بالمستورد».
وتمر عملية النقش بعدة مراحل، كما يوضح «شوشة»، المرحلة الأولى هى التفصيل بالبرجل والمسطرة الحديد والقلم الرصاص، فيتم تفصيل الشكل المطلوب سواء نجمة أو زخارف إسلامية أو فرعونية، ويمكن إدخال اسم معين على الرسمة، حسب طلب الزبون، ثم مرحلة الشق وهى شق الخطوط المرسومة، التى تعطى لمعة للخطوط، ثم استخدام قلم الجوارسة أو قلم المقطع أو قلم
التنحيت، وهناك صينية يستخدم فيها قلمان أو 2 أو 3 أقلام وكلما زادت مجموعة الأقلام فى النقش كان أغلى.
ويستطرد «شوشة»: «ثم تذهب للخراط ليتم قصها على المخرطة حسب الشكل المطلوب سواء طبق أو صينية أو غيرهما، ثم تأتى مرحلة التلميع ويمكن أن تظل صفراء، أو تدخل مرحلة أخيرة وهى التلوين بثلاثة ألوان (أوكسيديه – برونز أبيض – برونز أصفر) حتى تظهر الشغل المطلوب بعكس أن يكون اللون أصفر خالصاً».
ويوضح: «يعتبر الطبق أو الصينية أسهل أنواع الشغل، وهناك أنواع أخرى من النقش أصعب نوعاً ما مثل علبة المناديل أو أطقم الشاى أو علب المصحف، فهذه الأنواع تدخل مراحل أخرى مثل القص واللحام والقطع فتحتاج إلى وقت أكبر».
ويؤكد جمال شوشة أن هناك مجالات وتخصصات كثيرة فى نقش النحاس، وهناك ورش متعددة، كل ورشة متخصصة فى نوع معين من النحاس، فهناك ورش تصنع فوانيس وورش لشغل الفنادق والديكورات والنجف، والمطاعم الكبرى، هذا غير مجالنا المتخصص فى أطقم الشاى، والفازات، والأباريق، كما يوجد تخصصات فى الورشة الواحدة، فهناك من يلوّن، ويطلى، ويلمع، وهناك النقّاش والخرّاط واللحام».
وعن ارتباط المهنة برمضان يقول «شوشة» إنها تستخدم فى صناعة الفوانيس النحاس للمطاعم الكبيرة والفنادق والمحلات.
وتواجه حرفة النقش على النحاس مشكلات عدة، كما يؤكد «شوشة»، أهمها ارتفاع أسعار الخامات، مما يضطر الفنان أن يقلل من جودة المنتج والمصنعية، فيبحث عن خامة أخف حتى يكون السعر معقولاً، ويتمنى أن ترجع صناعة النحاس كما كانت، وأن تعود شركة المعادن المصرية ومصنع العامرية بالإسكندرية لإعادة صناعة ودرفلة النحاس.
وهناك مشكلة أخرى «أننا هنا فى مصر ليس لدينا تطور فى هذه الصناعة، فنحن نعمل كما كان يعمل أجدادنا دون أى تطوير، غير الهند وباكستان فقد استطاعوا تطوير المهنة، وهنا نعتمد على الورش الصغيرة وليس هناك مصانع كبيرة تهتم بهذه الحرفة، فإننا لنا منافسون كثر على مستوى العالم، أولهم إيران ثم تركيا وسوريا والهند وباكستان».
ويشير جمال شوشة إلى أن المهنة كانت على وشك الانقراض بعد ثورة يناير، ولكن بدأت تزدهر مرة أخرى، لكن «ما أحزننى أن الصاج بدأ يُستخدم بدلاً من النحاس بعد ارتفاع سعره، فقد بدأت ورش كثيرة تستخدم الصاج وتركت النحاس وهذا يؤثر على الحرفة، فقِطَع النحاس تعيش وتتوارثها الأجيال ويمكن إصلاحها، عكس الصاج».
ويختتم «شوشة» حديثه: «بدأت المهنة تعود إلى سابق عهدها بعد عودة السياح، وخصوصًا العرب؛ لأن العربى حريص على شراء كميات كبيرة من القطع النحاسية لإهدائها لأقاربه وأصدقائه عندما يعود إلى بلده».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.