ما شهده حزب الوفد يوم «الثلاثاء» الماضى، كان مظاهرة حب للوطن قبل الوفد، فلأول مرة فى تاريخ مصر السياسى، تتم مراسم ديمقراطية أكثر من رائعة، عندما تم تسليم رئاسة حزب الوفد الى المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الحزب المنتخب من الدكتور السيد البدوى الذى انتهت فترة ولايته. بدأت المراسم الديمقراطية فى اجتماع الهيئة العليا للحزب، تلك الهيئة التى تضم خيرة رجالات مصر فى كافة المناحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد بدأت جلسة الإجراءات بإعلان الدكتور السيد البدوى استقالته من الحزب عن الفترة المتبقية له حتى أول يونيو، وهنا شهد الاجتماع تصفيقاً حاداً للرئيس المنتهية ولايته، ووجهت الهيئة الشكر له، على السنوات الثماني التى قضاها رئيساً للوفد، وكانت هذه الأعوام قد شهدت أحداثاً جسامًا فى البلاد وابتداء من ثورة «يناير 2011» وانتهاء بثورة جبارة فى «30 يونيو» تم خلالها تطهير البلاد من جماعات الإرهاب والتطرف. ثم تولى «أبوشقة» رئاسة الجلسة الإجرائية، بعد أن ترك «البدوى» المنصة، ووجه «أبوشقة» الشكر للبدوى على الأعوام التى قضاها فى رئاسة الوفد، وأعلن الرئيس عن تنظيم حفل كبير لتكريم البدوى، وطالب «أبوشقة» الهيئة العليا بتوجيه التحية والشكر إلى «البدوى» الذى قررت منحه الرئاسة الشرفية لحزب الوفد مدى الحياة، وجاء هذا القرار بإجماع الهيئة العليا كلها فى مشهد ديمقراطى أقل ما يوصف بأنه أكثر من رائع ولم يحدث من ذى قبل. وجاءت الخطة التالية فى جلسة الإجراءات التى عقدتها الهيئة العليا برئاسة «أبوشقة»، لإجراء انتخابات سكرتير عام الحزب، ذلك المنصب الرفيع الذى يعد من أبرز وأهم المناصب داخل الوفد، لأن من يتولى هذا المنصب لابد أن يكون دينامو الحزب لما يتمتع به من سلطات تنفيذية، وقد كان أبوشقة حريصاً جدا على ألا تشوب هذه الجلسة شبهة مخالفة للقانون أو لائحة الحزب، ما دعاه إلى إجراء تصويت ديمقراطى على إجراء الانتخابات خلال هذه الجلسة، أو تأجيلها، وجاء قرار الأغلبية بإجراء الانتخابات فى ذلك اليوم، وكلف «أبوشقة» الدكتور صابر عطا سكرتير عام مساعد الحزب بإجراء العملية الانتخابية. وكلف «أبوشقة» لجنة من أعضاء الهيئة العليا، للإشراف على عملية انتخابات السكرتير العام وتضم فى عضويتها الدكتور عبدالسند يمامة والدكتورة ليلى أبوإسماعيل وعادل بكار المحامى، وأعلن اثنان من أعضاء الهيئة العليا ترشحهما على هذا المنصب الرفيع، وهما الدكتور هانى سرى الدين وأشرف العاصى، وأجريت الانتخابات فى اقتراع سرى وفاز فيها «سرى الدين» ب«34 صوتاً» ليكون هو سكرتير عام حزب الوفد خلفاً لمن سبقوه فى هذا المنصب منذ عودة الوفد للحياة السياسية عام 1978، على يد الزعيم خالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين أمثال إبراهيم باشا فرج وسعد فخرى عبدالنور ومنير فخرى عبدالنور وفؤاد بدراوى والسيد البدوى وبهاء الدين أبوشقة. وأهم ما يلفت الأنظار ما أعلنه «سرى الدين» عقب فوزه بهذا المنصب الرفيع فى الوفد، أنه سيكون خادماً لحزب الوفد ولجميع الوفديين، وكذلك إعلانه أنه بدأت ساعة العمل والبناء من أجل أن يكون الوفد قوياً ولاعباً مهماً على الساحة السياسية، وإذا كانت كلمات «أبوشقة» الرئيس الجديد للحزب، والسيد البدوى الرئيس الذى سلم السلطة للرئيس المنتخب، وهانى سرى الدين، كلها تحمل من التوفيق الكثير ومن التعهدات ما يبشر بالخير، فإن الأهم هو أن الجميع بما جاء أيضاً من كلمات أعضاء الهيئة العليا، يقطع بأن حزب الوفد، سيكون الحزب القوى الذى يقود حركة سياسية جديدة ستشهدها مصر، بل سيكون قاطرة الأحزاب فى أن تؤدى دورها بما يخدم الحياة الديمقراطية، وهذا هو سر كلمة «أبوشقة» أنه لن توجد ديمقراطية فى مصر بدون حزب الوفد. ألم نقل من قبل إن الوفد قد أضاف إلى رصيده الواسع، إضافات جديدة من خلال انتخابات نزيهة على منصب رئاسة الحزب يوم «30 مارس»، وأيضاً من خلال عملية تسليم للسلطة داخل الحزب بشكل ديمقراطى يوم 10 إبريل، وكذلك خلال إجراء انتخابات السكرتير العام.. والأجمل فى كل ذلك أن هناك التفافاً كبيراً واسعاً حول رئيس الوفد والسكرتير العام، من خلال ممارسة ديمقراطية رائعة، فالجميع بصدور رحبة قد ارتضوا حكم الصندوق، ليضرب بذلك الوفد المثل والقدوة فى تفعيل الديمقراطية. باقة ورد وبطاقة محبة لجميع أعضاء الهيئة العليا التى تحرص دائماً على تطبيق الديمقراطية وترتضى بها سبيلاً وطريقاً وكل الحب والتقدير لجميع الوفديين الذين يتخذون من مبادئ وثوابت الوفد عقيدة سياسية يحتذى ويضرب بها المثل، أما رئيس الوفد والسكرتير العام، فاللهم أعنهما على مهمتهما الوطنية من أجل خدمة مصر أولاً والوفد والوفديين ثانياً.. اللهم آمين يا رب العالمين. [email protected]