في أول وقفة احتجاجية صامته شهدها ميدان التحرير منذ اندلاع الثورة .. رفع عشرات من الصم والبكم أمس الجمعة لافتات يطالبون فيها بمحاكمة كل من أهدر حقوق المعاقين على مدار الثلاثين عاما السابقة، ومساواتهم بالأسوياء في التعليم والعمل والسكن، وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية فى الحياة. طالب المحتجون مقابلة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لعرض مشاكلهم ومناقشة أعضائه فى كيفية حلها، لافتين إلى ضرورة تشكيل لجنة بمجلس الشعب تتكون كلها من الصم والبكم وعدد من الحقوقين ومدرسي الإشارة يتم اختيارهم من قبل الصم أنفسهم، تقوم ببحث مشاكل الصم والعمل على توفير فرص عمل لهم، وعمل الإصلاحات فى المجال الصحى والتعليمى لهم، كما تكون هى حلقة الوصل بين الحكومة والصم . كان عدد من ممثلي الجمعيات الحقوقية المختلفة التى ترعى شئون الصم والبكم فى عدد من المحافظات من بينها القاهرة والإسكندرية وشمال سيناء، إضافة لمجموعة من الصم والبكم ومدرسي لغة الإشارة قد طالبوا بتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواتهم بالمعاقين حركيا والمكفوفين وأيضا الأسويا، سواء فى العمل والسكن، وتحسين المعاش ومجانية المواصلات وحرية السفر والعمل فى الخارج، كما طالبوا بتحسين مستوى التعليم فى مدارس الصم والبكم واستخدامهم بشكل جيد فى سوق العمل . لفت نظر عن الهدف من الوقفة يوضح نبيل ربيع، مدرس لغة إشارة،: " اجتمع الصم والبكم اليوم ليحاولوا توصيل أصواتهم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لكى يلفتوا نظرهم إلى مشاكل المعاقين الذين لم يتحدث عنهم أحد فى الإعلام المصرى، مما يروه إهدارا لحقوقهم بشكل كبير ". يوافقه في الرأي إبراهيم توفيق، معاق ومدير إحدى جمعيات الصم والبكم، مؤكدا أن الصم والبكم لا يوجد لهم أى تواجد فى الإعلام المصرى ومعظمهم لا يجيد القراءة والكتابة، مما يجعلهم بمعزل عن الأحداث الجارية، كما أنهم يعانون من مشكلة كبيرة فى التعليم حيث تعاني مدارس الصم والبكم من تدني مستوى المدرسين, مشيرا إلى أن المناهج الخاصة بهم سيئة ولاتهتم إلا بالتعليم الحرفى فقط ". ويضيف محمد أحد المحتجين: "كلنا مخنوقون ولا يوجد أحد يتحدث عنا، حاولنا كثيرا إرسال مشكلاتنا للحكومة ولكن لم يتسجب أحد ". قاموس موحد وتشير نجلاء وحيد، مدرسة إشارة، إلى مشكلة تصفها بالخطيرة وهى اختلاف رموز قاموس الصم والبكم بين مجموعات الصم أنفسهم، وبين محافظة وأخرى، وترجع السبب في ذلك لعدم مشاركة الصم في وضعه واقتصاره على الأسوياء فقط، مطالبة الأجهزة المعنية بتشكيل لجنة منهم لعمل قاموس موحد يسهل عليهم التواصل فيما بينهم ". ويحذر علاء أحمد، رئيس مؤسسة رسالة الرحمة لرعاية الصم والبكم، من أن إهمال هذه الفئة يضطر الكثيرين منهم إلى التسول أو العمل فى بيع المناديل بالشوارع، أو أي أعمال متدنية أخرى لتوفير أقواتهم، مؤكدا أنهم طاقة كبيرة ومتميزة فى العمل الحرفى ولكن الدولة لا تساعدهم فى إبراز قدراتهم ".