"أسفرت تجربة تطوير حى منشية ناصر عن مجموعة من المشروعات الكبرى بالحى بتكلفة إجمالية بلغت 15.8 مليون يورو، حيث تم تنفيذ أكثر من 8 عقود شبكات مياه شرب وصرف صحي لمناطق محرومة، بالإضافة إلى عدد 3 محطات رفع صرف صحي، ومحطة رفع مياه، ومركز شباب، ورصف شبكة طرق داخلية بالحي وإنارة للطرق الرئيسية، ورفع كفاءة وتطوير 20 مدرسة." كانت هذه تصريحات الدكتور عبد القوى خليفة ،محافظ القاهرة، فى الاحتفال الذى عقدته المحافظة بانتهاء مشروعات التطوير الحضاري التي شهدها حي منشأة ناصر، بالمشاركة مع الجانب الألماني الممثل في بنك التعمير الألماني (KFW) والوكالة الألمانية للتعاون الإنمائي (GIZ). بوابة الوفد قامت بجولة فى بعض المناطق بحى منشأة ناصر للوقوف على مدى التطورات التى لحقت بالمنطقة وفقا لتصريحات المحافظ ، و لاستطلاع رأى الأهالى فى مشروعات التطوير التى قامت بها المحافظة فى الأيام الماضية . حبر على ورق عبر العديد من الأهالي المقيمين بعزبة بخيت التابعة لحى منشأة ناصر عن استيائهم من إهمال المحافظة والحى لهم، وأكدوا أن المحافظة وأعضاء مجلس الشعب والجمعيات الأهلية لم تقدم أى شئ لسكان المنشية، وأن العكس هو ماحدث مشيرين إلى أن أعضاء مجلس الشعب هم من استفادوا من أصوات الأهالي فى الانتخابات . وتعليقا على الاحتفال بتطوير منشية ناصر قال ابراهيم الونش ،أحد سكان عزبة بخيت،: " المنطقة مفيش فيها كهرباء ولا صرف صحى، والغريبة إنى بدفع 350 جنيه فاتورة الكهرباء كل شهر وعليهم 5 جنيه للزبالة وانا معنديش غير لمبة وتليفزيون وتلاجة بس، والزبالة برميها قدام البيت واشتكينا فى الحى والمحافظة ولا حياة لمن تنادى..! وأضاف الونش: " التطوير الوحيد اللى شفناه بعنينا بعد أزمة الدويقة إن مهندسين أمريكان جاءوا مع مهندسى الحى لتطوير الصرف الصحى، وبالفعل قاموا بعمل شبكات صرف صحى فى أجزاء كبيرة من منشية ناصر، إلا أننا فوجئنا منذ شهور إن العمل توقف دون أن تدخل مواسير الصرف للمنازل . تدخل بيوتهم ويضطرون لجلب ". وقال أحد السكان " كل شويه يغيروا رئيس الحى.. ونقدم نفس الشكاوى للرئيس الجديد دون أى نتيجة ودون أن يسمح لنا بمقابلته ". وأضاف: من يوم الكارثة لم نر أى تطوير، كل ما قاموا بتطويره هو عمل مظلات فوق الجبل أطلقوا عليها "نادى سكان الدويقة"، ويصعب أن يستفيد منه أهالى منشية ناصر وعزبة بخيت بالرغم من أننا بجواره لأنه واقع على أعلى نقطة فى الجبل، حتى المياه اللي قالوا انهم عملوا محطة مخصوص لها لم نرها وإلى الآن نضطر لجلب الماء من الحنفيات العمومية، أو شرائها بالجركن من تجار المياه. مجرد يافطة وأشار ابراهيم الونش إلى أن أهم ملامح التطوير المزعومة " قيام الحى بوضع لافتة على أنقاض مبنى محترق مكتوب عليها مركز شباب شهداء الصخرة بالدويقة " ، ومنذ شهور لم نر من هذا المركز إلا هذه اللافتة فقط ! وأضاف: الأرض التى وضعت عليها هذه اللافتة كانت معسكر تدريب للقوات المسلحة، وفى يوم 28 يناير قامت القوات بنقل المعدات منها وبعدها تمت مهاجمتها وحرقها من قبل مجهولين، وبعد أن تم إعادة تأسيس الحى بعد الحريق وعدنا موظفو الحى بتحويل هذا المكان الخرب إلى مركز شباب وظل الحال على ماهو عليه ما يقرب من عام كامل . محمد زعتر ،صاحب محل بالعزبة، أوضح أن لجنة من الحى تأتى كل عام لحصر البيوت المطلوب إزالتها، وتضع علامة على المنزل المطلوب هدمه، وتعدهم بأن المنازل التى سيتم هدمها سوف يحصلون على مقابل لها فى مساكن سوزان فى السيدة زينب أو مساكن عثمان بمدينة 6 أكتوبر، ولكن منذ 2008 حتى الآن لم يتم تسكين أحد أو هدم منزل فى عزبة بخيت رغم وقوع كثير من البيوت وتشرد أهلها . وأشار أحد السكان ،رفض ذكر اسمه ، إلى أن بعض الأهالي بعد الثورة ،وبعد حريق قسم الشرطة والحى، قرروا هدم البيوت التى صدرت لها قرارات إزالة من الحى ،طبقا لخطة التطوير، وقاموا مكانها ببناء عمارات وأبراج شاهقة تصل إلى 11و 13 طابق دون ترخيص ولم يتم محاسبتهم أو إيقافهم من قبل الحى أو الأمن ". وفى أحد البيوت المعرضة للتصدع فى عزبة بخيت ،مكون من غرفتين وتسكن فيه أسرة مكونة من 8 أفراد، تقول ام إسلام: " البيت اللى جبنى وقع بسبب اهتزازات الصخرة، واكل يوم بنام وانا مرعوبة ان البيت ممكن يقع على أنا وعيالى، خصوصا إن مياه الصرف بوشت الأرضية وممكن نقع على اللى تحتنا. وتابعت: قدمنا شكاوى كثيرة للحى وجاءت لجنة هندسية وأكدت ان البيت غير صالح للمعيشة ومضونا على تعهد إننا ساكنين فى البيت على مسؤليتنا الشخصية، والحى والقسم مش مسؤل عننا لو البيت وقع علينا ". وتتساءل ام إسلام: " إزاى أكتب تعهد على نفسى وعلى عيالى واحنا معندناش مكان غيره، وفين الشقق اللي المحافظة والحى وعدونا بها ؟". بيتى وقع وبدفع الكهربا أما فاطمة ،جارة ام اسلام، فقد سقط منزلها منذ عام كامل والحمد لله كتبت لها النجاة هي وبناتها الثلاثة ، وأكد مسئولو الحي حصولها على شقة لأن بيتها مقام فوق الصخرة المنكوبة وكان آيلا للسقوط منذ فترة ، ولكن مضت الشهور ولم تحصل على شيء ، والغريب أن وصل الكهرباء والماء ما زالا يصلان على عنوان البيت المتهدم وبمبالغ تصل ل100 جنيه فى الشهر ". وبالنسبة لمساكن سوزان التى قدمهتها المحافظة لمتضرري كارثة الدويقة يقرر الأهالي أنه لم يحصل عليها إلا القليل من غير المحتاجين ، بالنصب والبلطجة، والمتضررين الأصلين لجأوا لعزبة بخيت، وأن مجموعة من السماسرة قاموا بتسكين الأهالى ،ممن ليس لهم الحق، في حجرات من الطوب قاموا ببنائها على الصخرة المنكوبة مقابل وصل أمانه ب 10 آلاف جنيه، تسددها الأسرة بعد الحصول على الشقة، فتأتى لجنة الحصر من الحى وتقوم لجنة الحي بحصرهم على أنهم من الأسر المنكوبة وتقررلهم شققا فى مساكن سوزان، وبعد أن يحصلوا على شقة يسددوا قيمة الوصل ويأجروها مفروشة لأهالى الدويقة بمبالغ كبيرة ". تصريحات تصريحات وفى رد اللواء سيف الإسلام عبد البارى ،نائب المحافظ للمنطقة الغربية، على اتهامات الأهالي أكد أن تطويرا حدث بالمنطقة وشمل تطوير شبكات صرف صحى بالمنطقة وعدد من المدارس، وإزالة الوحدات السكنية التى أكدت اللجنة الهندسية فى تقريرها أنها معرضة لخطر جيولجى مثلما حدث فى 2008 لصخرة الدويقة، وقال أنه سوف يستأنف تسكين آخر دفعة من المتضررين من حادث الدويقة وعددهم 65 فردا خلال هذا الأسبوع. وحول منطقة عزبة بخيت قال أنه تم اعتماد 30 مليون جنيه لاستكمال تطوير منطقة منشية ناصر وعزبة بخيت فى الفتره القادمة، وأن العزبة ليست من المناطق الخطرة وأن بها منازل آيلة للسقوط وتم حصر الكثير منها منذ أعوام وصلت إلى أكثر من 10 سنوات، وجارى تسكينهم حسب ترتيب الخطورة وإمكانيات المحافظة، وأن الحي تلقى تظلمات من حوالى 470 فرد فقدوا بيوتهم ولم يكن لديهم أى دليل على أنهم من سكان المنطقة ورغم ذلك قامت المحافظة بإعطائهم المساكن البديلة ، مشيرا إلى أن محافظة القاهرة هى المحافظة الوحيدة التى تعطى تعويضا أو تقوم بتسكين من تعرضت منازلهم للخطر..! شاهد الفيديو: مزيد من الصور: