فى فترة وقوع مصر تحت الاحتلال الإنجليزى، كان هناك اعتراف ببيوت الدعارة، وكانت مقننة ولها رخصة ومناطق مخصصة لها، إذ كان يحرص الاستعمار على تفشى الرذيلة فى المجتمع وكل ما يأخذه إلى الهاوية. سيد جلال، عضو البرلمان المصرى منذ عام 1945، عن دائرة باب الشعرية، كان من أشد المعارضين لفكرة تقنين الدعارة، فكيف يسمح بهذا الفسق فى بلد الأزهر الشريف!، واستمر يجاهد لسنوات من أجل إصدار قانون بإلغاء ممارسة هذه الأعمال فى مصر، وكللت جهوده فى النهاية بإصدار القانون بالفعل فى 1947، ولقب بعدها ب "شيخ البرلمانيين". ولكن واجه سيد جلال، صعوبة في تنفيذ الحكم من قبل الحكومة التي كانت تؤيد الدعارة في مصر حينها، فقرر ألا ييأس، ولجأ إلى حيلة قوية وذكية ليقنع الوزير المختص بتنفيذ القرار وهو وزير الشئون الإجتماعية آنذاك. ومن الجدير بالذكر، أن سيد جلال كانت تجمعه علاقة قوية بالشيخ الشعراوى، وكان يتردد عليه فى منزله دائمًا، حتى روى فى إحدى اجتماعاتهم قصة الحيلة التى لجأ إليها للقضاء على أعمال الدعارة فى مصر نهائيًا، حسبما ذكر "جروب تاريخ بدون تشويه"، على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك. فحكى الشعراوى عن سيد جلال هذا الموقف الطريف، إذ أقنع وزير الشئون الاجتماعية بأن يأتي إلى دائرته بباب الشعرية، ليفتتح مدرسة، وكانت دائرة باب الشعرية بها شارع كلوت بك الذي يعتبر أشهر شارع للعاهرات آنذاك، وبالفعل وافق الوزير على الحضور لدائرة ولكن كان سيد جلال قد خطط له "مقلب"، إذ اتفق مع سائق الحنطور الذي كان سيستقله الوزير أن يدخل به لشارع كلوت بك وأن يسير ببطء. فتعرض الوزير لدعوات من العاهرات، إذ فكرن أنه أحد الزبائن الأثرياء وتعرض الوزير للإمتهان منهن ومزقت ملابسه وسقط طربوشه، حتي استطاع أن يخرج من هذا الشارع وهو يوجه السباب والشتائم لسيد جلال بسبب ما فعله به، ولكنه على إثر هذه الواقعة وبعدها بأيام قليلة قرر تفعيل قرار منع الدعارة في مصر، وتخلصت مصر من هذا الأمر المهين إلى الأبد.