حسم المسار مع «السياحة».. و8 أماكن فقط للرحلة واستبعاد «شجرة مريم» الكهنة يطالبون بنقل محطة مترو «مارجرجس» وتشجير الشوارع.. والوزارة تقترح مصعدًا كهربائيًا ب«المعلقة» كاهن كنيسة «أبى سرجة»: تشكيل لجنة لوضع تصور «يوم السائح» وطباعته بكل لغات العالم القس كيرلس تادرس ل«الوفد»: زيارة السائحين ليست «حجًا».. و«المسار» يضم أماكن تقام فيها صلوات روحية يومياً انطلق وزير السياحة يحيى راشد- العائد من الفاتيكان بمباركة «أيقونة العائلة المقدسة»- إلى عدة محطات للمسار، بدأها بدير الأنبا بيشوى– وادى النطرون-، ومر بكنائس القاهرة (المعلقة- أبى سرجة- وكنيسة العذراء بالمعادى)، باعتبارها قبلة سياحية، مستبعدًا من خريطة الرحلة «شجرة مريم»، وكنيسة العذراء بمسطرد. لقاءات الوزير الباحث عن آلية لاستقبال السائحين «الكاثوليك»، وغيرهم، تنطلق من رغبة فى الوقوف على مطالب أماكن «المسار»، وبلورة رؤية قادة الكنائس فى واقع عملى يدعم مبادرة السياحة الدينية، قبيل البدء فى خطوة الترويج، وعرض برامج شركات السياحة. خلال اجتماعه، يوم الثلاثاء الماضى، وكهنة كنيستى «المعلقة» و«أبى سرجة» بمنطقة مصر القديمة، اقترح وزير السياحة عمل مصعد كهربائى فى مدخل الكنيسة المعلقة لتسهيل صعود (كبار السن- المعاقين)، بينما طالبته الكنيسة بنقل محطة مترو «مارجرجس»، التى يهبط ركابها داخل حيز المنطقة الأثرية، دون أثر لخصوصية المكان. تقع الكنيسة المعلقة فى نهاية شارع مارجرجس الذى يبدأ ب«دير مارجرجس»- أحد أديرة كنيسة الروم الأرثوذكس-، ويقابلها مباشرة سور محطة المترو، بينما تبرز واجهتها الأمامية جدارية تتضمن تاريخ تجديدها (11 أكتوبر 2014). يهبط الزوار سلمًا قصيرًا أسفله «بوابة إلكترونية»، تؤدى إلى ممر طويل، ينتهى إلى سلمها الرئيسى، والسلم المرتفع ينتهى إلى لافتة منحوتة على جدرانها تحتضن عبارة (من أراد الغنى، فالقناعة تكفيه). لا تتوقف الوفود السياحية الزائرة ل«الكنيسة المعلقة» طوال اليوم، وتقدم ساحتها توثيقًا تاريخيًا للبطاركة، متبلورًا فى معرض صور على جانبيها، من بينها «البابا يؤانس البطريرك ال113 فى تاريخ الكنيسة القبطية)، بينما تجمع البابا مكاريوس البطريرك رقم 114 صور مع الملك فاروق، ويظهر البابا يوساب رقم 115 مع الرئيس الراحل محمد نجيب إبان أداء القسم، شأن نظيره البابا كيرلس-116- الذى يظهر فى صورة مع الرئيس جمال عبدالناصر، وانتهاءً بصور عديدة ل«البابا شنودة الثالث»- البطريرك الراحل- ونظيره الحالى البابا تواضروس الثانى. على جانبى الممر الذى يقودك إلى ساحتها، تبرز صور أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى القرن العشرين، والكنيسة المبنية على شكل سفينة أعلى حصن يرتفع لمسافة 13 مترًا عن سطح الأرض، تضم نحو 110 أيقونات قبطية، وكانت مقرًا للبطريرك لمئات السنين حتى القرن الرابع عشر الميلادى. على يمين باب الكنيسة الرئيسى، بدا القس كيرلس تادرس- جالسًا فى مكتبه الكائن ضمن مقر قادة الكنيسة، يتأمل فى الكتاب المقدس، تاركًا لزوارها حرية التنقل، والتعرف على معالمها بصحبة الخدام. أخبرنا الكاهن الشاب بأن الكنيسة– رغم كونها إحدى محطات مسار العائلة المقدسة- لكنها فى النهاية مكان أثرى يستقبل كل الناس يوميًا، والأهم أن تصبح مكانًا لائقًا بالسائحين، بعد مباركة بابا الفاتيكان ل«أيقونة الرحلة». لم يحضر القس كيرلس لقاء وزير السياحة بالكنيسة المعلقة، فيما كان موجودًا القمص يعقوب سليمان المسئول عنها منذ عام 2010، لكن ذلك لم يمنعه من إبداء إعجابه بمبادرة إحياء السياحة الدينية، معربًا عن أمله فى أن تؤول إدارة المبادرة ل«جهة واحدة» لها صلاحيات إلزام باقى الجهات بآليات التطوير. ورفض الكاهن وصف قدوم السائحين الكاثوليك لمصر ب«الحج»، لافتًا إلى أنها زيارة شأن الزيارات المستمرة طوال العام، مقترنة بفصول السياحة التى تشهد رواجًا فى قدوم السائح الأوروبى، أهمها فصلا «الصيف، الشتاء». أما مسار العائلة المقدسة، فهو عبارة عن أماكن تقام فيها الصلوات الروحية طوال العام، ويضم نحو 25 منطقة بجميع المحافظات- حسب تصريحاته ل«الوفد»، وسيبدأ مرحلته الأولى حسب اتفاق وزير السياحة ب«8 أماكن فقط». القس كيرلس الذى دعا إلى تذليل عقبات أماكن المسار لاستقبال السائحين قال: إن الترويج لمسار العائلة المقدسة عالميًا يجب أن يخضع لرؤية واضحة، وليس مجرد فيلم دعائى وفقط. على بعد عدة أمتار تشير لافتة معدنية إلى ضرورة هبوط نفق أرضى للوصول إلى كنيسة أبى سرجة الأثرية، للكنيسة بابان أحدهما للدخول، والآخر للخروج، وساحتها الضيقة تتسع لعشرات الأفراد، بينما يقع باب مغارة «العائلة المقدسة» بمحاذاة المذبح. النزول إلى المغارة ممهور بطابع روحانى خاص، يتسع سلمها لفرد واحد، وأرضيتها المغطاة بسجادة حمراء تنفصل عن داخلها بسور حجرى، بداخله صناديق زجاجية محفورة فى الأرض تضم «أحجارًا» مر عليها السيد المسيح- حسب لافتة استرشادية. ويبرز مكان النوم، خلف تجويف يحتضن قطعة حجرية كانت مقرًا لنوم السيد المسيح حين كان طفلًا، وفى المنتصف صندوق خشبى، وشموع تزين أرجاءها، وعلى الأرجح يحتوى الصندوق رسائل المسيحيين، ومطالبهم، المدونة فى أوراق، تنتظر بركة المكان. الخروج من المغارة يحيلك إلى بئر مغطاة بحاجز زجاجى، وممهور بعبارة (البئر التى شربت منها العائلة المقدسة)، تقول الخادمة الثلاثينية: إن البئر شربت منها العائلة المقدسة، وقضت حاجاتها. خلف البئر مذبح كنسى باسم الملاك غبريال، بنى فى القرن الرابع الميلادى، وتحيطه مكتبة تضم مخطوطات أثرية، وجرسًا كنسيًا من العصور الوسطى. كاهن الكنيسة القمص انجيلوس جرجس أشاد بلقاء وزير السياحة يحيى راشد، مؤكدًا أن مقترحاته إيجابية بشأن تطوير مسار العائلة المقدسة. وقال: إن الاجتماع تطرق إلى ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية فى أماكن الرحلة، إنارة الشوارع، تشجير المنطقة كلها، ونقل محطة مترو مارجرجس، نظير نزول المواطنين داخل حيز الأثر. القمص انجيلوس جرجس الذى يعكف حاليًا على وضع تصور ل«رحلة السائح» فى أماكن العائلة المقدسة أضاف ل«الوفد» أن كل كنيسة من أماكن المرحلة الأولى الثمانية ستضع تصورًا خاصًا، يعرض على البابا تواضروس الثانى، ويرسل فيما بعد لوزارة السياحة لطباعته، وترجمته لكل لغات العالم. وينتهى وضع التصور لرحلة السائح فى غضون 6 أسابيع– حسب قوله-، دون تدخل حتى الآن فى الفيلم الترويجى الذى تعده وزارة السياحة للحدث، مشيرًا إلى أن أماكن مسار العائلة المقدسة حددت على النحو الآتى: (الكنيسة المعلقة، أبى سرجة - مصر القديمة، كنيسة العذراء - المعادى، جبل الطير، دير المحرق، دير درنكة - أسيوط، كنيسة الزيتون، ودير الأنبا بيشوى- ووادى النطرون). واستطرد قائلًا: «لن يرتبط قدوم السائحين بمواسم دينية، سيكون الأمر متعلقًا بإجازاتهم السنوية، طبقًا لمواسم قدومهم فى أشهر الصيف، واحتفالات رأس السنة». استبعدت كنيسة العذراء بمسطرد التى تضم «شجرة مريم»- أبرز محطات العائلة المقدسة- من المسار، نظير صعوبة وصول السائحين إلى هناك، بسبب تراجع البنية التحتية- حسب وصفه. كاهن كنيسة أبى سرجة أشاد بمباركة بابا الفاتيكان ل«أيقونة العائلة المقدسة»، واستدرك قائلًا: الدولة مهتمة للغاية، مرجحًا زيارة وزير السياحة يحيى راشد لأديرة جبل الطير، والمحرق، ودرنكة، خلال الفترة المقبلة. يشار إلى أن البابا فرنسيس الأول- بابا الفاتيكان- بارك أيقونة العائلة المقدسة، ودعا المسيحيين الكاثوليك فى العالم لزيارة مصر، خلال قداس إلهى بالفاتيكان حضره وزير السياحة د.يحيى راشد على رأس وفد سياحى.