وسط حضور رسمى وصحفى كبير وبمشاركة كوكبة من السياسيين والمفكرين يتقدمهم عمرو موسى وزير الخارجية والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية.. احتفل الزميل سامح محروس، نائب رئيس تحرير الجمهورية، بمناقشة وتوقيع كتابه الجديد: عبور 73 السلاح والدبلوماسية والاتصالات السرية. أدار اللقاء الكاتب الصحفى عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الاهرام، الذى أكد أن عبور السادس من أكتوبر 1973 سيبقى علامة فارقة فى تاريخ العسكرية المصرية والمجتمع كله، وأنه سيبقى رمزا على تجسيد إرادة المصريين وتلاحمهم صفاً واحداً خلف القضية الوطنية بصرف النظر عن أى شىء آخر. وأشاد «سلامة» بالروح الوطنية التى خلقتها حرب أكتوبر التى أكدت وحدة النسيج الوطنى لكل المصريين الذين حشدوا جهودهم من أجل استعادة الأرض والكرامة. شارك فى اللقاء السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية وعمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية والمهندس صلاح دياب، وهانى عزيز أمين عام جمعية محبى مصر السلام، والكاتب الصحفى سمير رجب، واللواء طارق المهدى محافظ الإسكندرية الأسبق، وعدد كبير من المفكرين والمثقفين والشخصيات العامة. ومن جانبه أشاد السفير علاء يوسف بالجهد المبذول فى الكتاب وأكد أنه يمثل إضافة للمكتبة المصرية والعربية من خلال تسليط الضوء على المعركة الدبلوماسية التى سبقت وتزامنت مع المعركة العسكرية للعبور. كما أشاد عمرو موسى بفكرة الكتاب الذى يسلط الضوء على الجهود الدبلوماسية الهائلة والدور الوطنى الذى قام به محمد حافظ اسماعيل مستشار الرئيس السادات للأمن القومى ترافقه نخبة من أكفأ الخبرات الدبلوماسية من أجل تدعيم القرار السياسى وتوفير المعلومات التى تساعده على اتخاذ قرار العبور. والقى المهندس صلاح دياب كلمة شرح فيها جانبا تاريخياً عن الدور الذى قام به فى إعادة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة عقب حرب 73 من خلال مشروعات رفع العوائق عن قناة السويس وإعادة حركة الملاحة بها بتكرار تجربة 1956. وشرح المهندس صلاح دياب الدور الذى قام به والاتصالات التى أجراها والرسالة التى تلقاها من مستشار الرئيس الأمريكى هنرى كيسنجر التى أسهمت كلها فى تدعيم القرار الخاص باستئناف العلاقات واعادة الاتصالات بين مصر والولايات المتحدة، حيث كان مقررا أن تقوم إحدى الشركات الامريكية بالمساهمة فى إزالة العوائق الموجودة بقناة السويس بعد الحرب وكان المبلغ المرصود وقتها 5.6 مليون دولار فى ذلك الوقت. وأشار صلاح دياب إلى أنه أبلغ مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس وقتها بذلك حيث رحب بالفكرة، وطالبه بالاتصال بالشركة الأمريكية لتنفيذ المشروع، فتوجه لمقابلة الملحق التجارى الأمريكى، وأبلغه بأنه إذا قامت الشركة الامريكية بهذا المشروع فإنه سيؤدى إلى تحسين العلاقات بين مصر وأمريكا بشكل سريع جداً. وأشاد الكاتب الصحفى سمير رجب بفكرة الكتاب والجهد المبذول به، مشيراً إلى أنه تابع هذه الحوارات التى أجراها المؤلف قبل أكثر من 22 عاماً وأعجبته، وطالبه بالمزيد منها. وأكد الكاتب الصحفى محمد أمين رئيس مجلس أمناء الزميلة المصرى اليوم أنه تحمس لفكرة هذا الكتاب منذ أن عرضها عليه المؤلف فى البداية، وحرص على أن يشاركه التصور فى أدق التفاصيل بما فيها تصميم الغلاف حتى خرج هذا العمل الوثائقى بالصورة التى ظهر بها. وأشاد أمين بروح الدأب التى يعمل بها سامح محروس، وكانت نتيجتها أن توافرت له تجربة صحفية ثرية، وقال مازحاً: إنه لو أراد أن يجرى حواراً الآن مع فؤاد محيى الدين بعد أن غادر الدنيا لأتى به وأحضره وحاوره. فقاطعه الكاتب الصحفى سمير رجب ضاحكاً وقال: بل إنه من الممكن أن يعيد الحوار مرة أخرى مع حافظ إسماعيل نفسه. ورحب هانى عزيز أمين عام جمعية محبى مصر السلام بالضيوف الكبار وأكد أننا نجتمع اليوم فى ذكرى عزيزة وغالية على قلب كل مصرى وهى ذكرى العبور العظيم الذى أعاد بناء الشخصية المصرية، ونسف الكثير من الأساطير التى حاول الجانب الاسرائيلى ترويجها عن تفوقهم، وكشف هذا الحدث العظيم عن القدرات الهائلة التى يمتلكها المقاتل المصرى الذى أبهر العالم بأدائه وبسالته وقدرته على التحدى واستعادة الأرض والكرامة. وأوضح الزميل سامح محروس أن هذا الكتاب هو محصلة لقاءات مطولة جمعته بالسيد محمد حافظ إسماعيل مستشار الرئيس السادات للأمن القومى ورئيس المخابرات العامة الأسبق الذى كلفه الرئيس السادات بإدارة الاتصالات مع الجانبين السوفيتى والأمريكى. وأشار سامح محروس إلى تجربة إنسانية تركت أثراً فى حياته عندما كان طفلاً حين رأى الرئيس الراحل أنور السادات وجها لوجه فى رحلته الشهيرة والأخيرة لمدينة المنصورة فى سبتمبر 1981 لدى مروره على مدينة قها بالقليوبية وتوقف القطار بها، مؤكدا أن أنور السادات زعيم وطنى سبق عصره ب100 عام على الأقل.