هل يوجد في هذه الأيام سي السيد؟ نعم يوجد بداخل المرأة الصعيدية هي التي تقف للرجل لتسكب له الماء لغسل يديه، ثم تعطيه المنشفة لينشف بها يده؟ نعم مازالت المرأة الصعيدية في كثير من القرى تفعل ذلك حتى البنات المتزوجات والمتعلمات، فوالدة الزوج تصدر الأوامر وعلى الزوجة أن تلبي طائعة وليس مذلة بل هو احترام للزوج والأب وإذا كانت والدة الزوج متوفاة تكون زوجة الأخ الأكبر هي ست البيت ليس بالأوامر فقط بل بالمسئولية أيضاً، فمعها المصروف وهي التي تحدد طعام اليوم وتحصل واردات المنزل من بيع الزبد والجبن واللبن نواتج البهائم التي يقومون بتربيتها والعيش يكون من نواتجها أحياناً وأحياناً يكون زواج البنت والابن عندما يباع صغار البهائم ورغم كل هذا يخرج من المنزل الصعيدي الذي يقال إنه متشدد اطباء ومحامون وعلماء نتيجة رعاية الأم لأولادها ونصائحها التي أحياناً تكون الأم والجدة أميات، إلا أنهن أخذوا عن أسلافهن الخبرة في تربية الأولاد. والأم في الريف أو الصعيد بطبيعتها حنونة على أولادها وفي نفس الوقت حازمة لها الكلمة المسموعة، فالأب يترك للأم مسئولية الأولاد كاملة والأب في الصعيد يحترمه كل من في المنزل سواء الزوجة أو الأولاد والأخ الكبير دائماً ما يكون هو كبير المنزل حتى لوالديه وهنا زوجة الأخ الأكبر تكون هى صاحبة المسئولية الكبرى الآن. بعد الحاجة الكبيرة وهى «حماتها» حتى الأولاد يحترمون عمهم الأكبر مثل والدهم ويقبلون يد الجد والجدة ويوم العيد يأخذون العيدية بفرحة وبهجة والأعياد الريفية مترابطة في الأفراح ففيها تتجمع النساء في المنزل والرجال في الخارج للمساعدة أو الافراح والاحزان يتجمعون فيها ليس لأداء الواجب فقط، فالواجب بين الأقارب يكون بحب وحنان والغريب يأتي للمشاركة قبل القريب وهذه العادات والتقاليد مازالت موجودة حتي الآن مع شباب وأهل الصعيد الريفي والزوجات وربات المنزل يتمتعن بهذه الثقافات التي لها أصول وجذور تؤدي لاستقرار الأسرة المصرية.