بعد 50 عاما من الابداع.. فقدت السينما رافدا جديدا من روافدها الناعمة المخرج الكبير محمد راضي الذي قدم عددا من أهم الأفلام السينمائية التي ولازالت نتحقق نجاحا كبيرا على المستوى التجاري والفني والجماهيري، مساء أمس بعد صراع طويل مع المرض، وهو شقيق الممثل والمخرج الراحل السيد راضي، والمطربة عفاف راضي، تاركا أرثا فنيا يتحدث عنه. دخل الفن من بوابة التلفزيون وقدم عدد من الأفلام التسجيلية، قبل أن يقدم فيلمين روائيين قصيرين بعنوان "الفراشة" و"المقيدون للخلف" ، والذين حازا على إعجاب وتقدير النقاد. ويعتبر تلك العملين بداية تعارف المخرجين والمنتجين عليه، فتم منحه الفرصة لكي يقدم أفلام سينمائية مختلفة مثل "الحاجز" عام 1969 ، و"الأبرياء" عام 1971 ، و"أنا وابنتي والحب" عام 1972 . كان يؤمن أن الفن قوة ناعمة تؤثر بشكل كبير في النفوس، فعبر عن وطنيته وحبه للبلاد في أفلامه بعد انتصارات أكتوبر عام 1973 ، فقدّم المخرج الكبير راضي الذي شاء له القدر أن يتوفى في أكتوبر المعروف بشهر الانتصارات، عددا من الأفلام التي تحكي عن الحرب وأبطال أكتوبر، فقدم أبناء الصمت عام 1974 ، والعمر لحظة عام 1978 ، وفيلم "وراء الشمس" الذي يدور حول المعتقلات السياسية عبر نسكة 67 ، وفيلم "حائط البطولات" الذي منعه الرئيس المعزول محمد حسن مبارك عرضه، لأنه الفيلم تحدث عن أحداث همة في حرب أكتوبر ولكنه تلاشى الضربة الجوية، فبقى في الأدرج منذ أن أنتهى من إخراجه عام 1999 لا يعرف مصيره. يعتبر راضي أول مخرج قدم فيلم يتحدث عن "الجن" بشكل جديد ومختلف عن المُتعارف عليه في الأفلام الأخرى، فأخرج عام 1985 فيلم "الإنس والجن" للنجم عادل إمام الذي قدمه في صورة "الجن العاشق". لم يعير راضي اهتماما بالشاشة الصغيرة مقارنة بالسينما على الرغم أن بدايته كانت من التلفزيون، فلا يمتلك في رصيده الفني سوى مسلسل واحد وهو الكومي" عام 2001 بطولة الفنان فاروق الفيشاوي وإلهام شاهين. الجوائز والتكريمات التي حصل عليها.. حصل المخرج محمد راضي العديد من الأوسمة والجوائز على مدار ال50 عاما، فقد حصل على الجائزة الأولى من مهرجان سينما الشباب عام 1968 عن فيلم "الحاجز" الذي مثل مصر في مهرجان كان السينمائي الدولي، وحصل فيلمه "الابرياء" على جائزة احسن تصوير من المركز القومي للسينما، ونال فيلمه "أبناء الصمت" الذي مثل مصر بمهرجان موسكو في روسيا جائزة المركز الكاثوليكي عام 1975، ونال شهادات تقديرمن وزاره الثقافة في الإخراج والإنتاج والتمثيل التصوير والمكياج والصوت والنقد ، وتم اختياره ضمن احسن 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. وحصد فيلمه "وراءالشمس" على 7 جوائز من وزاره الثقافة سلمها الرئيس السادات وهي الإنتاج والتمثيل والتصويرو الموسيقى والديكور والمونتاج والافيش، و4 شهادات تقدير من جمعيه فن السينما. ونال فيلمه "العمر لحظة" جائزه الصوت، وجائزو الدولة احسن ممثل ثاني للفنان أحمد زكي، وحصد "الجحيم" على أربعة جوائز من المهرجان القومي للسينما في التصوير والموسيقى والديكور والمونتاج ، ونال فيلمه "امهات في المنفى" شهاده تقدير من مهرجان الإسكندرية الدولي، وشهادتي تقدير من أكاديمية الفنون عن الإخراج والإنتاج، وفيلم الأنس والجن نال جائزة أحسن ممثلة ليسرا من المركز الكاثوليكي ، كما حصل فيلمه "الهروب من الخانكة" على جائزة أحسن مخرج من جمعية فن السينما، وجائزة أحسن ممثل و ممثله وديكور وموسيقى وتصوير، وموسيقى من جمعيه الفيلم . ونال فيلمه "موعد مع القدر" جائزة المركز الكاثوليكي للسينما ، وفيلم "موعد مع الرئيس" نال الجائزة الأولى في الإحراج، وجائزة أحسن فيلم من مهرجان واجادوجو ببوركينا فاسو، وحصد فيلمه "الحجر الداير" جائزة احسن ممثلة للفنانة ليلى علوي من المهرجان القومي للسينما.