41 طفلاً افترسهم المرض داخل مستشفى الساحل فى غياب الرقابة بعد أن ولدت الطفلة «هاجر» بساعات كان دخولها للحضانة مجرد إجراء روتينى مثل الكثير من الأطفال حديثى الولادة ولم يكن والدها يدرى أنها دخلت إلى الجحيم، فقد أصيبت بفيروس «كليبسيلا» وظلت طوال 10 أيام حقل تجارب للأطباء داخل المستشفى.. حالة «هاجر» ليست الوحيدة فهناك آلاف الأمهات هزت صرخاتهن أرجاء المستشفيات نتيجة الإهمال أو لعدم وجود حضانات لأبنائهم، ينظرون إليهم فى حسرة وأيديهم مغلولة لا يستطيعون فعل شىء، ومع الأسف وزارة الصحة تركت الملائكة الصغار يواجهون الموت بأنفسهم وراحت تنفق الملايين فى مشاريع تطوير وهمية. يولد فى مصر أكثر من 280 ألف طفل سنويا يحتاج 20% منهم إلى حضانات فور ولادتهم بسبب حالاتهم الحرجة، فمنهم من يتعرض للوفاة السريعة، التى غالبا ما تكون فى غضون 10 ساعات ومنهم من يظل داخل جهاز الرعاية حتى يستعيد صحته.. ومع زيادة أعداد المواليد سنويا فما زالت مصر تمتلك 4 آلاف حضانة 40% منها يتبع هيئات خيرية، ومع أن العدد قليل مقارنة بعدد المواليد فلم يرحمهم الإهمال وراحوا يتساقطون طفلاً وراء الآخر، كان آخرهم 41 طفلاً توفوا فى مستشفى الساحل التعليمى خلال شهرين فقط.. أما عن الحضانات الخاصة فحدث ولا حرج فآخرها خديجة بنت الإسكندرية، التى أشعلت مواقع التواصل الاجتماعى بعدما تعرضت للإهمال والتعذيب داخل مستشفى الشروق الخاص، وأصيب بفيروس نتيجة التلوث داخل المستشفى. الإحصائيات غير الرسمية تؤكد أن هناك 280 ألف طفل يتوفى منهم 100 ألف سنويا إما بسبب الإهمال حيث تنتشر حضانات بير السلم، خاصة أن أسعار اليوم يتراوح ما بين 1000 جنيه لليوم الواحد وفى بعض الأماكن الأخرى يصل إلى 2000 جنيه، واحتلت الحضانات الحكومية نصيب الأسد من الإهمال وذلك بسبب قله أعداد الأطباء بنحو 50% والتمريض 75% إلى جانب أن بعض الحضانات بالمستشفيات مغلق لعدم توافر التمريض، والمتوفر لديها أطقم تعمل فى ظروف غير مثالية أو تعمل بعدد أقل من الواجب توافره من التمريض. «الوفد» رصدت عددًا من الحالات التى توفى بعضها داخل الحضانات والأخرى تصارع الموت نتيجة عدوى أصيبت بها جراء التلوث والإهمال داخل الحضانة. حضانات خاصة اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بعد قيام والد الطفلة خديجة بنشر معاناة ابنته مع مستشفى الشروق بالإسكندرية، هاجر ولدت يوم وقفة عرفات فى 31 أغسطس، أثناء فترة بقاء خديجة بالحضانة ظهرت بعض الأعراض على المولودة سخونية وترجيع وانتفاخ بالبطن حيث تم إيقاف الرضاعة وبدأوا فى استخدام المحاليل الوريدية، وكان تشخيص الحالة التهاب بالأمعاء وتم عمل سونار وظلوا معتمدين على التحاليل حتى اكتشفوا الفيروس فقام الأطباء بحقنها بالمضادات الحيوية بعد أن أصيب نتيجة تلوث بالحضانة. محمد السعيد والد خديجة صرح للوفد قائلا: إن المستشفى قام باستغلاله بعدما أصيبت الطفلة بفيروس بعد 48 ساعة من دخولها الحضانة، وعلى أثر تلك الإصابة كان المستشفى يتقاضى يوميا 2000 جنيه، حتى وصلت قيمة المبلغ إلى 20 ألف جنيه، وحينما قمت باستشارة أطباء خارج المستشفى أكدوا أن الفيروس الذى أصيبت به يأتى دائما من غرف العناية المركزة أو الحضانات بسبب الإهمال والتلوث. وأشار «محمد» إلى أنه ذهب بابنته إلى الجمعية الشرعية بعدما ساءت حالتها، وقدم مذكرة إلى النيابة العامة متهما 3 مسئولين بالمستشفى وهم «ح. م» وهو الطبيب المسئول عن الحضانة والدكتور «م. ع» مدير إدارى بالمستشفى و«ط. خ» مالك المستشفى، وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية قامت المستشفى بتقديم الاعتذار وعرضت رجوع الطفلة للمستشفى مرة أخرى وعدم تحملى لأى تكاليف، مقابل التنازل عن المحضر. حضانات حكومية لا ينتهى مسلسل الإهمال داخل المستشفيات الحكومية وهذه المرة مع 41 طفلا راحوا ضحية للإهمال داخل مستشفى الساحل التعليمى بميكروب «كيليبسيلا» والذى أصيبت به الطفلة خديجة.. التقرير الصادر من المستشفى أكد وجود الميكروب داخل الحضانات والمعدات الخاصة بنقل حديثى الولادة وتم إغلاق عدد 8 حضانات للتطهير وكشفت الممرضات أثناء التحقيق أنهن قمن بعمليات التطهير بالماء والصابون ومع ما يثير تساؤلات حول تدريب فرق التمريض على مواجهة الفيروسات والاعتماد على الطرق التقليدية فى التطهير. الغريب أن المستشفى طوال شهرين لم تتخذ أى إجراء حيال أعداد الوفيات المتزايد فى غياب لجان التفتيش الطبية لرصد تلك الحالات ومعاقبة المقصرين، لكن كعادة الوزارة تنفى. نفى خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة وجود الواقعة أو وقوع أى حالات وفاة داخل المستشفى فى البداية إلا أن محضر الاجتماع الذى تم يوم 21 أغسطس لمناقشة انتشار العدوى فى الحضانة، خاصة الأنواع المقاومة للمضادات الحيوية أكد وجود الفيروس وتم الاتفاق على عدة بنود كان أهمها تدريب الأطباء وفريق التمريض على الأساليب الحديثة لمكافحة العدوى، وتغيير المضادات الحيوية الروتينية وهو ما يعنى أن الأطباء يعتمدون على نوع واحد من المضاد الحيوية مما يؤكد سبب تعدد حالات الوفاة داخل الحضانة. الاحصائية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فى 2016، رصدت وفاة طفل رضيع يدعى ياسين مروان بمحافظة الشرقية بعد تعرضه لإهمال طبى جسيم إثر دخوله الحضانة، ما أدى إلى بتر ذراعه ثم وفاته فى الحال، أما الطفل محمد حسن فقد توفى بسبب تعرضه إلى حرق بإصبعه داخل الحضانة بمستشفى بركة السبع، بعدما تركت الممرضة وعاء مياه ساخنة بجواره، ومات أيضًا 18 طفلا بمستشفى المبرة التابع لهيئة التأمين الصحى بطنطا؛ نتيجة الإهمال، إلى جانب وفاة 6 أطفال بمستشفى الدمرداش بسبب الإهمال فى الإشراف على الحضانات أيضًا. أكد الدكتور هشام شيحة، رئيس قطاع الطب العلاجى سابقا، أن عدد المواليد فى مصر كل عام 2.5 مليون تقريبا يحتاج منهم حضانات من 5 إلى 10 % بما يعادل من 150 إلى 250 ألف طفل، مشيرا إلى أن الطفل يحتاج من 3 أيام إلى أسبوع داخل الحضانة حسب حالته، موضحا أنه فى الفترة منذ عام 2008 إلى 2012 كان العجز فى عدد الحضانات نحو 50% خاصة أن مستشفيات وزارة الصحة لا تعمل وحدها فهناك المستشفيات الجامعية والقوات المسلحة والخاصة.