«رُبع سرير» لكل مواطن.. ومطالب بتعديل كادر الأطباء لحظات فارقة بين الحياة والموت تحتاج إلى رعاية مركزة، فدقيقة واحدة تنقذ حياة مريض من الموت، ورغم تلك الحقيقة المؤكدة يخوض المرضى وأهاليهم رحلة عذاب بحثًا عن سرير رعاية وهم يصارعون الموت.. 10 آلاف سرير رعاية مركزة فى مصر و50 مليون جنيه حددتها «الصحة» العام الماضى لتجديد غرف العناية المركزة فى المستشفيات الحكومية، ومع ذلك تمتد قوائم الانتظار ولا تنتهى، والأكثر ألمًا هو اشتراط المستشفيات سداد مبلغ مالى قبل دخول المريض، فأسرّة الرعاية داخل المستشفيات الحكومية كاملة العدد، أما المستشفيات الخاصة فيتراوح سعر اليوم الواحد من 2 إلى 3 آلاف جنيه يوميًا. أنشأت وزارة الصحة غرفة طوارئ (137) لتبادل الاتصال بين المستشفيات والإسعاف والإبلاغ عن حالات تحتاج إلى غرف عناية مركزة إلا أن المشكلة ما زالت مستمرة، وعوضًا عن زيادة عدد الأسرّة بالمستشفيات لجأت إلى التطوير الوهمى وتركت مشاكل القطاع الصحى تتفاقم. المتخصصون أكدوا أن أزمة الرعاية لا تنحصر فى أعداد الأسرّة فقط، بل زيادة تكاليف غرف الرعاية حيث رفعت وزارة الصحة قرار العلاج على نفقة الدولة حتى وصل إلى 2500 جنيه وهو ما يؤكد ارتفاع التكاليف داخل الرعاية. أكد محمد حسن خليل، رئيس لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، أن مصر تعانى من نقص فى عدد أسرّة المرضى بجميع المستشفيات مقارنة بعدد السكان، فالسويد توفر 12 سريرًا لكل ألف مواطن، أما الهند فتوفر 5 أسرّة لكل ألف مواطن وبذلك فإن الهند توفر4 أضعاف ما توفره مصر فلدينا 1.4 سرير لكل ألف مواطن، أما عن عدد الأطباء فهناك 1.5 طبيب لكل ألف مواطن و2.3 مرضى لكل ألف. ويضيف أن إجمالى الإنفاق يصل إلى 4. 9% من الميزانية العامة للدولة وهو أقل بكثير من النسبة العالمية التى دعا إليها تقرير الأممالمتحدة والتى يجب ألا تقل عن 15%، مؤكدة أن ضرورة رفع الميزانية المخصصة للإنفاق على الرعاية الصحية إلى ثلاثة أضعاف وإعادة هيكلة رواتب العاملين بها ومراعاة متطلباتهم حتى يكرسوا حياتهم فيها وخضوعهم للتدريب الدورى والمستمر لمواكبة التطور. ويكشف دكتور سعيد واصف مدير مستشفى شبرا العام تفاقم أزمة اسرّة الرعاية بشكل كبير خصوصا لمرضى المخ والأعصاب حيث لا تتوافر أسرّة لرعاية لتلك الحالات إلا داخل المستشفيات الجامعية، أما الرعاية الخاصة بأمراض القلب فمتوفر بشكل كبير. وأشار «واصف» إلى أن السبب الرئيسى فى قله عدد أسرّة الرعاية فى المستشفيات الحكومية هو أنها تستقبل المرضى بالمجان على عكس المستشفيات الخاصة والتى يتراوح سعر اليوم الواحد بها من ألفين إلى ثلاثة آلاف وهو ما يفوق المستوى المادى للكثير من المرضى. ويشرح «واصف» أبعاد الأزمة موضحا أن الكادر الطبى هو سبب رئيسى فى إغلاق الكثير من غرف الرعاية لعدم وجود أطباء أو فرق تمريض حيث يتقاضى الاستشارى 75 جنيها فى النوبتجية الواحدة أما النائب فيحصل على 50 جنيها وتتقاضى الممرضة 10 جنيهات فقط، أما داخل المستشفيات الخاصة فيحصل الطبيب على 500 جنيه فى النوبتجية وكذلك الممرضة تتقاضى أجرًا ملائمًا لما تقدمة من مجهود. أطالب بتعديل الكادر الخاص بالأطباء حيث تنص اللائحة رقم 239 أن العناية المركز تتقاضى أجورًا اقتصادية نظير الخدمات الطبية التى تقدمها بنفس الأسعار السالف ذكرها، كما يتم تقديم الخدمة العلاجية لحالات الطوارئ فور دخول المرضى الوحدة دون تحصيل أى مبالغ مالى.