"لم يكن المشوار سهلا، ولكن بالإصرار وفي خلال خمس سنوات حصلنا على جائزة الملك عبد الله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي، وبدأ يكون لنا دور حقيقي في بناء المجتمع".. كانت هذه كلمات الشاب (هاني أمين) خريج الجامعة الأمريكية والحاصل على بكالوريوس هندسة الكترونيات وماجستير في إدارة الأعمال، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "عالم أفضل" للتنمية. وهي المؤسسة التي تهتم بتدريب شباب الجامعات الحكومية على مهارات مختلفة تساعدهم في سوق العمل بطريقة سهلة وبدون أي تكلفة، حيث تقدم المؤسسة منح دراسية في اللغات (الإنجليزية – الفرنسية – الألمانية – الايطالية – الأسبانية – العربية)، وفي إدارة الأعمال وبرامج الكمبيوتر، وتتم الدراسة خلال خمسة فصول دراسية لكل سنة. 3 مهارات مفقودة حول بداية الفكرة يقول هاني: "كانت البداية فى عام 2003 حيث بدأت في ذهني عمل فكرة لتنمية المجتمع، وجاءت الفكرة بسبب دراستي فى البداية فى جامعة عين شمس ولمست بنفسي كيفية الدراسة في الجامعات الحكومية ومشكلاتها، وافتقارها للمتطلبات التى يجب أن تتوفر للطالب لإعداده لسوق العمل". في الخطوة الأولى؛ قام هاني بدراسة الفكرة لمدة 3 سنوات زار خلالها مؤسسات مصرية وأجنبية لمعرفة كيفية إنشاء مؤسسة، وما هو المطلوب أن تتوفر فيه مؤسسه مجتمع مدني، "فمهم جدا معرفة احتياجات المجتمع وما يمكن أن تقدمه أي مؤسسة لتنمية المجتمع". يكمل: "بعد الدراسة وجدت أن هناك 3 مهارات أساسية لسوق العمل وهي النواة الأساسية للنجاح ومع ذلك لا يتم دراستها في الجامعات الحكومية، أولها (مهارات التحدث باللغات المختلفة) وأهمها الإنجليزي والايطالي والفرنسي لأن هذه أهم اللغات التى يتطلبها سوق العمل، وثاني مهارة مطلوبة هي (التعامل مع التكنولوجيا)، والثالثة هي (المهارات الحياتية) والتى تتضمن كيفية الإدارة وعرض الفكرة والتحدث وكيفية سماع الآخر وكيفية تنظيم الأفكار". رد الجميل التمويل الذاتي والتطوع، كانتا البذرة الأولى للمشروع الذي ظهر فى فبراير 2006، وحول ذلك يروى هاني: "بدأت في أول مشروع وهو المركز الدولي للتكنولوجيا، ويقدم الثلاث مهارات، وكانت تجربة على نطاق الأصدقاء والمهتمين، وكان أسلوب التعامل فى البداية من خلال الاستفادة من الخبرات المتواجدة فى المجتمع أصلا، من خلال دارسين اللغات المختلفة وطلاب الجامعات الخاصة الدارسين هذه المهارات الثلاثة، الذين يقومون بتدريس هذه الأشياء لطلاب الجامعات الحكومية، فالفكرة كانت قائمه على (رد الجميل) من الشباب القادر للشباب غير القادر فى الجامعات والمعاهد الحكومية". ويتابع: "بدأنا ب 10 طلاب ووصلنا إلى عدد آلاف قدمنا لهم منحة كاملة وحيث يقوم بالتدريس طلاب وأساتذة جامعات وغيرهم وكلهم متطوعين حيث قمنا بتغير فكره التطوع بأن التطوع هو استفادة من المتطوعين وتبادل الخبرات". البحث العلمى المرحلة الثانية من المشروع كانت بعد 5 سنوات، فيقول هاني: "المرحلة الثانية كانت العمل بشكل فعلي على تطوير البيئة والمجتمع والاقتصاد، وذلك من خلال دعم المتدربين لعمل مشروعات تدر بالربح وتفيد المجتمع من خلال بحث علمى وتطوير مهارات، والعمل على تطوير اهتماماته وبلورتها فى شكل مشروع، والتحول من أن يبحث الشاب عن عمل إلى أن يخلق الشاب فرص عمل". يتابع: "ولذلك قمنا بعمل ورش عمل وتدريب لمده 6 شهور على كيفية عمل بحث علمى لمعرفة أخر الأبحاث فى مجال ما، ونبدأ من حيث انتهى الآخرين لعمل دراسة لمشروع، وبالفعل بدأنا بثلاثة مشروعات أولها مشروع تقديم الدعم الإعلامي للشركات والمشروعات الصغيرة، وقد حصل هذا المشروع على جائزة وزارة الاتصالات، والمشروع الثاني حول تدور النفايات، والمشروع الثالث عمل مركز معلومات المشروعات الصغيرة". زيرو تمويل يؤكد هاني أن أفكار المشاريع تعتمد على "زيرو تمويل"، فكان قرارانا عدم قبول تمويلات لمدة 5 سنوات لأن المشروع قائم على أن التمويل ذاتي، وأيضا نعتمد على التطوع وعمل شركات مع الجامعات والشركات الأخرى لإمدادنا بالدعم المعنوي مثل أماكن التدريب وأجهزة الحاسب الآلى. وبالفعل البرنامج حقق فى خلال 5 سنوات ربح، وحصل على جائزة الملك عبد الله الثانى الإبداع العربي الشبابي حيث تقدم لهذه الجائزة 1700 مشروع وتم أخيار 10 مشاريع على مستوى العالم العربى من بينهم مشروع "عالم أفضل" وحصلنا بالفعل على الجائزة فى أكتوبر الماضي. وتم إعلان الجائزة فى المنتدى الاقتصادي العالمي، وقد قرر الملك عبد الله للمرة الأولى منح الجائزه ل 10 مشاريع ومن مختلف دول الوطن العربي دعما لمشاريع الشباب. والجائزة ليست مادية فقط بل هى عبارة عن تدريبات لتطوير المشروع وعمل شراكات بين المؤسسات والجمعيات على مستوى دولي وأيضا دعم لوجيستى ومادي لتطوير المشروع وهذه المرحلة التى نحن بصددها بعد حصولنا على الجائزة. **شاهد لقاء مع هاني أمين: