أكدت مصر أنه لا مهادنة فى أزمة رعاية قطر للإرهاب، وشدد سامح شكرى، وزير الخارجية، على أن دول الرباعى العربى تتشاور بشكل دائم للحفاظ على مصالحها، موضحًا خلال تصريحاته الصحفية، أمس، فى المؤتمر السنوى الثالث للرابطة الدولية لمراكز حفظ السلام، «أن الدول تحملت العديد من الاستهداف والتدخل»، مؤكدًا أن أزمة قطر لن يكون فيها أية مهادنة. وعلى صعيد آخر، اتهم مراقبون دوليون النظام القطرى برعاية المنظمات الإرهابية- وعلى مدى 20 عامًا ماضية- وتقديم تمويلات ضخمة وايواء قيادات بارزة من بينهم العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر خالد شيخ محمد. وكشف المراقبون عن ثلاثة أدلة تشير لعلاقة قطر بهجمات 11 سبتمبر أولها ايواء الدوحة للإرهابيين، وقال ريتشارد كلارك، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب خلال فترة رئاسة كل من بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، إن قطر وفرت الملاذ الآمن للإرهابيين المشاركين فى تلك الأحداث. وحسب «كلارك» فإن خالد شيخ محمد الذى يعد أحد أبرز من قدمت لهم الدوحة الحماية، هو العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية أدركت خطورته عام 1993 بعد ارتباط اسمه بعملية تفجير شاحنة بالقرب من مركز التجارة العالمى، وعرفنا أنه فعليا لديه قدرات واسعة على ترتيب عمليات إرهابية كبيرة، وله قدرات أقوى كثيرًا من أسامة بن لادن. وتحدث «كلارك» عن دور الاستخبارات القطرية فى الأمر، وحصوله على وظيفة «صورية» فى هيئة المياه القطرية، لافتا إلى أن قطر ساعدته فى الهرب رغم اتفاقيات مع الأسرة الحاكمة بوسائل للقبض عليه. أما الدليل الثانى فيكشفه الفيلم الوثائقى الذى أعدته سكاى نيوز عن الدور الذى لعبته قطر مع مدبر أكبر هجوم إرهابى فى تاريخ الولاياتالمتحدة وهى أحداث 11 سبتمبر، بداية من احتضانه لسنوات، ثم توفير الحماية له، وليس انتهاء بتزويده بكل المتطلبات المادية لضمان تحقيق أهدافه ومخططاته الإرهابية. ويبين الفيلم الوثائقى الدور الخفى الذى لعبته قطر فى دعم وتمويل الإرهاب، خاصة من خلال احتضان وزير الأوقاف ووزير الداخلية الأسبق عبدالله بن خالد آل ثانى للإرهابى خالد شيخ محمد وتعاطفه مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والجماعات الإرهابية. ويستعرض فيلم «قطر.. الطريق إلى مانهاتن» محاولة أجهزة الأمن الأمريكية اعتقال خالد شيخ محمد فى الدوحة عام 1996، وما يشاع عن تدخل وزير الداخلية القطرى الأسبق لتهريبه بنجاح إلى خارج الدوحة، ومنع أجهزة الاستخبارات الأمريكية من اعتقاله، ما مكنه من مواصلة العمل على خططه الإرهابية، وتنفيذ هجمات سبتمبر 2001. والدليل الثالث ما وثقته جريدة الاتحاد من ضلوع قطر فى أحداث 11 سبتمبر، مؤكدة أن تورط خالد شيخ محمد كان بعلم من الأسرة الحاكمة فى قطر.