إذا خسرنا الحرب لا غرابة.. لأننا ندخلها.. بكل ما يملك الشرقى من مواهبِ الخطابة.. بالعنترياتِ التى ما قتلت ذبابة.. لأننا ندخلها.. بمنطقِ الطبلةِ والربابة.. هكذا وصف الشاعر الكبير نزار قبانى أسباب هزيمة العرب أمام إسرائيل عام 1967. ذات الكلمات تصلح تماماً لأن توصف حال مصر فى حربها ضد الفساد.. وهى الحرب التى تخوضها أجهزة الدولة منذ فترة، ومع ذلك لايزال الفساد ينتشر، ويتوغل ويمتص دم المصريين.. فبعد أن كان الفساد ل«الركب».. وصل الآن ل«الأعناق». «قادرون على إشعال حرب أهلية فى مصر».. ليست هذه هى العبارة الأخطر التى يكتشفها كل من يبحث بدقة فى ملف مافيا الفساد، فكل صفحة من صفحات هذا الملف تحوى شيئاً مخيفاً مرعباً. صفحة الثروات فى هذا الملف تقول إن المفسدين يبتلعون ما يعادل 25% من موازنة الدولة سنويا، اى ما يزيد على 250 مليار جنيه فى العام الحالى.. وصفحة القانون تقول إن هناك 70 قانونًا يحمى الفساد.. وصفحة الأجهزة الرقابية أن هناك 7 قيود تمنع كل الأجهزة الرقابة من حسم معركة الفساد.. وصفحة كبار المسئولين تقول إن الكبار يسقطون فى بحور الفساد ل8 أسباب تضم أسباب نفسية ومجتمعية وأخلاقية.. حتى صفحة الأكثر فساداً تحوى 4 أسرار جعلت المحليات هى الأكثر فساداً فى مصر.. أما صفحة المواجهة فتقول إن مصر عندما تبدأ معركة جادة، فإن تلك المعركة ستستمر عشر سنوات متواصلة لكى تتمكن من القضاء على 90% من الفساد القائم حالياً.