فى ليلة العيد.. تهفو آذان ملايين المصريين لأغنية أم كلثوم «يا ليلة العيد أنستينا»، إلا أن مصريين آخرين لا يستأنسون بليلة العيد، وينشغلون عنها بما ينسيهم العيد وفرحة قدومه.. وفى يوم العيد، حيث تسود البهجة والسعادة يكون هناك من لا يعرف سوى الدم والقتل والحزن. ولسنوات طويلة ظلت جرائم العيد محصورة فى الغالب بين جرائم التحرش بالبنات والسيدات فى الشوارع والحدائق والأماكن العامة، ولكن هذا العيد تراجعت جرائم التحرش بشكل كبير، فيما وقعت جرائم دموية عجيبة، والغريب أن هذه الجرائم زادت بشكل واضح عما كانت فى العيد الماضى!، فخلال يومى عيد الفطر وقعت 7 جرائم قتل، أما فى ليلة العيد الحالى ويومه الأول (أى خلال يومين أيضاً) فوقعت 8 جرائم قتل، إضافة إلى جريمة شروع فى قتل.. بزيادة 28% على العيد الماضى. جرائم عيد الفطر ضمت قتل أحد الأزواج لحماته بدافع السرقة، وقتل صاحب مطبعة بسبب الشذوذ الجنسى، وقتل أردنى لزوجته الجزائرية فى 6 أكتوبر بسبب شكه فى سلوكها، وقتل أم لطفلها بعدما عايرها الناس بأنه ابن حرام، وقتل شقيق لشقيقه بسبب المواد المخدرة، وهى الواقعة التى تكررت مرتين خلال العيد الماضى، وانتحار طفل بسبب ملابس العيد وإجبار والده له لكى يتسول، وقتل شابين لوالدهما بسبب خلافات أسرية. فى ليلة عيد الأضحى وفى مدينة الشروق بالقاهرة.. قتلت أم طفلها الصغير (4 سنوات) بسبب لهوه فى المياه التى تغسل بها شقتها.. فى البداية حذرته من اللعب فى المياه، ولكن الطفل الصغير غلبته براءة الطفولة فاستمر يلهو فى المياه، فضربته بغيظ فأصيب إصابات بالغة وظل يلفظ أنفاسه حتى طلع فجر العيد.. مات الطفل بينما تنطلق تكبيرات العيد من ميكروفونات المساجد. المفاجأة أن الأب عندما وجد طفله قد مات قتيلاً، لفه فى «ملاءة السرير» وطلب من زوجته أن تصلى العيد ثم تترك جثة الطفل فى المصلي.. ونفذت الأم المخطط باقتدار.. توضأت فى منزلها، ثم ذهبت للمسجد حاملة طفلها، على أنه نائم، ورددت تكبيرات العيد مع المصلين، وصلت العيد، وجلست تستمع لخطبة العيد، فلما انتهت الخطبة، تدافع الجميع للخروج من المسجد، وكانت هى وسط المندفعين، بعدما تركت جثة طفلها الملفوف فى الملاءة! ولأن ربك بالمرصاد.. كانت الملاءة هى الخيط الذى قاد رجال المباحث لكشف ملابسات الجريمة، فبعد بحث فى محلات بيع المفروشات توصلوا إلى بائع هذه الملاءة الذى تعرف أيضاً على صورة الطفل، وأرشد عن أسرته، التى اعترفت بارتكاب الجريمة.. وكالعادة قالت الأم إنها لم تكن تريد قتل طفلها وإنما فقط أرادت تأديبه!، وفى ذات الليلة.. ليلة العيد.. قتل فنى كهربائى طليقته (24 عاماً) بمركز الواسطى بمحافظة بنى سويف.. خنقها وأخفى جثتها داخل برميل بمنزله لمطالبتها بحضانة أطفالهما. ولما جاء العيد، ابتهج الكثيرون بالعيد، بينما لم تعرف البهجة والسعادة طريقها للبعض، والسبب أنهم سقطوا فى بحور الجرائم. فى أول أيام العيد قتل سيد حنيرة (29 عاماً) ابنه «زياد» (8 سنوات) ضربه بشومة على رأسه فأرداه قتيلاً، وضرب ابنه الثانى «مصطفي» (5 سنوات) بذات الشومة على نصف جسده السفلى فكسر عظام حوضه والسبب أن الطفلين أنفقا 50 جنيهاً خلال اليوم الأول للعيد.. «سيد» ابن عزبة «أبوكيلة» التابعة لمركز بنهابالقليوبية، والعاطل عن العمل لم يتمكن من السيطرة على نفسه بعدما أنفق طفلاه 50 جنيهاً، فطار عقله وارتكب جريمته. وفى الإسكندرية أقدم الشاب «كريم» (31 عاماً)- عاطل- على قتل والدته، البالغة من العمر 74 عاماً، لرفضها إعطاءه أموالاً لشراء مخدرات. وفى القاهرة وتحديداً فى حى طرة قتل عامل جاره بمطواة؛ بسبب خلافات الجيرة.. نشبت بين الجارين مشادة كلامية تطورت لسباب وبعدها اعتدى أحدهما على الآخر بمطواة فقتله. وفى البحيرة، انتحر الشاب «محمد»، (20 عاماً)- مكوجي- ألقى نفسه فى النيل، لمروره بضائقة مالية، وقال شهود عيان إنه حاول الانتحار أكثر من مرة من قبل وفشل ولكن محاولته نجحت فى يوم العيد! وكان المزارع «عطية» (75 عاماً) وزوجته «تحية» (62 عاماً) على موعد مع جريمة فى العيد تمنيا أن يموتا قبل أن تحدث.. فى يوم العيد، وبدلاً أن يتلقيا التهانى وتقبيل أيديهما جزاءً لهما على تعب سنين قضياها فى تربية أبنائهما، إذا بأحد الأبناء «أحمد» (39 عاماً) يعتدى عليهما بسكين، فيصيبهما بجروح نافذة وكسور فى أنحاء متفرقة من الجسد، ويتم نقلهما إلى المستشفى بين الحياة.. وبرر الابن فعلته ب«خلافات أسرية».. ولما سأله وكيل النيابة عما يقصده بخلافات أسرية، قال «أبويا وأمى عاوزنى أطلق مراتى وبيحبوا أخويا الصغير أكتر منى»! وفى القليوبية، أيضاً، قتل عامل نظافة شقيقه الموظف أثناء مشاجرة نشبت بينهما، بسبب خلافات أسرية على أثر مشادات كلامية بين أطفالهما.. فما كان من الشقيق إلا أن استل سكيناً وطعن شقيقه فى القلب فسقط غارقاً فى دمائه، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله للمستشفى. ومن جديد جاءت البحيرة لتشهد جريمة قتل بشعة.. بعدما اكتشف الأهالى وجود 4 أشخاص (عامل وزوجته وابنيه) مذبوحين داخل منزلهم بكفر الدوار.. ولا تزال النيابة تسعى لكشف غموض الحادث المروع.