سيطرت حالة من الرعب والفزع على سائقى جرارات السكة الحديد بعد كارثة الإسكندرية الأخيرة. وامتنع عدد من السائقين عن قيادة أى جرار إلا بعد التأكد من صلاحيته. وأكد السائقون أنهم يسيرون ببطء خلال الرحلة منعًا للحوادث، وحفاظًا على أرواح الركاب. وطالب السائقون بتشكيل لجنة من المهندسين والفنيين تشرف على الجرارات قبل انطلاق رحلاتها. وكشفت مصادر بهيئة السكك الحديدية عن سوء حالات الجرارات الموجودة بالهيئة والتى تنبئ ب«كارثة»، حيث أكدت المصادر أن 60% من الجرارات لا تعمل، كما أن هناك 180 جرارًا انتهى عمرها الافتراضى. وأشارت المصادر إلى أن توربينات هذه الجرارات بلغ معدل تشغيلها مليون كيلومتر، موضحة أن «العمرة» يتم عملها بعد 350 ألف كيلو متر فقط. وأضافت، أن الجرارات التى تعمل بقطارات الديزل والإكسبريس من الطرازات القديمة، وتعمل بكفاءة منعدمة، ودون وسائل أمان، حيث إن جهاز «رجل الميت» الذى يستطيع أن يوقف القطار فى زمن أقل من 30 ثانية معطل، ولا يعمل بالإضافة إلى أن جهاز التحكم الآلى بتلك الجرارات تحول إلى ديكور فقط. وأوضحت التقارير الفنية أن الجرارات المتوقفة هى الجرارات الحديثة الواردة من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية عام 2009 المخصصة للبضائع، والجرارات الموردة من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية عام 2010 المخصصة للركاب، وقد بلغ المتوقف ركابا وبضائع 60%. وطالبَ تقريرٌ أعدّه المهندسون بضرورة إعادة تشغيل ورش التبين فى عمل عمرة للجرارات الصغيرة. وقام الدكتور هشام عرفات وزير النقل، بزيارة برج التحكم فى نظم الإشارات بمحطة بركة السبع والذى تم تشغيله منذ عدة أيام ضمن خطة وزارة النقل لتطوير نظم الإشارات والاتصالات على خط القاهرة - الإسكندرية لزيادة معدلات السلامة والأمان لسير القطارات وتنفذه شركة تاليس العالمية. وأكد وزير النقل أن الهدف من تحديث نظام الإشارات تحقيق أعلى معدلات الأمان، وأن التصميم الجديد لنظم الإشارات يسمح لسير القطارات بسرعة 160 كم/س بدلاً من 120 كم/س. مع التحكم والسيطرة فى حركة سير القطارات من خلال الأجهزة بدون الاعتماد على العنصر البشرى مما يؤدى إلى زيادة عدد القطارات، وتخفيض زمن الرحلة وتحقيق الأمان للركاب. وأضاف الدكتور هشام عرفات أن النظام الجديد يعتبر نظام اتصالات مميزا يتيح للسائق الاتصال بمراقب التشغيل من أى سيمافور فى حالة العطل المفاجئ أو الطوارئ، وتسجيل الأعطال وجميع الأعمال التى تتم خلال اليوم وتخزينها لمدة أسبوعين على الأقل للرجوع إليها فى أى وقت بالإضافة إلى تسجيل جميع المحادثات التليفونية. وأشار الوزير إلى أن النظام الجديد يتضمن تطوير نظم الحماية والتشغيل وتركيب بوابات إلكترونية تعمل أوتوماتيك لعدد 8 مزلقانات لزيادة عوامل الأمان على حركة القطارات، وتقليل الاعتماد على العنصر البشرى.