وقعت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بوزارة الثقافة اتفاقية اليوم الجمعة، مع وزارة المالية بدولة الكويت الشقيقة لترميم وثائق وخرائط، بقيمة حوالي 5ر2 مليون جنيه. وقال رئيس الهيئة، دكتور أحمد الشوكي، إنه تم اختيار دار الكتب المصرية، رغم تقدم عدد كبير من المؤسسات العربية والأوروبية، لترميم تلك الوثائق، وذلك لإصرار الجانب الكويتي على أن يتم ترميم الوثائق في دار الكتب والوثائق المصرية لما عرف عن معاملها من ريادة في مجال ترميم الوثائق والمخطوطات وتفوقها على بيوت الخبرة العالمية في الترميم والصيانة فى مصر والشرق الأوسط. تأتى تلك الاتفاقية في إطار سعى قطاعات وزارة الثقافة لتحقيق أهداف المحور الثقافي لاستراتيجية مصر للتنمية المستدامة ( رؤية مصر 2030)، والتي نصت على أن تساهم الصناعات الثقافية في الدخل القومي للدولة. ومن المقرر أن يسافر وفدان من خبراء الترميم في دار الوثائق المصرية إلى دولة الكويت لمعاينة وفرز الوثائق والخرائط المطلوب ترميمها وذلك على مرحلتين ، ويضم الوفد الواحد خمسة خبراء. ومن المقرر نقل الوثائق إلى دار الكتب في مصر للعمل على معالجتها بأحدث طرق الحفظ والترميم، ويستغرق المشروع عامًا كاملًا يتم خلاله الانتهاء من ترميم أربعة آلاف وثيقة. يذكر أن دار الكتب والوثائق المصرية لديها ثلاثة مراكز ترميم على أحدث طراز أحدها فى باب الخلق والآخران في مبنى كورنيش النيل، وتعد من أكبر معامل الترميم فى الشرق الأوسط، وتقوم تلك المراكز بالهيئة بنفس عمل الوحدات ذات الطابع الخاص الموجودة في مراكز الترميم بوزارة الآثار و مكتبة الأسكندرية وكلية الآثار بجامعة القاهرة. كان الدكتور يوسف شوقي قد أشرف على إنشاء مركز الترميم والصيانة و الميكروفيلم بدار الكتب سنة 1975م، ووضع دعائمه الأولى من معامل بحثية ووحدة ترميم ووحدة الميكروفيلم، وتوفير الأجهزة والخبرات الأجنبية الروسية والإيطالية لتدريب العاملين على أحدث طرق الترميم و الصيانة، وكان العمل وقتها يتم يدويًا فقط في وحدة الترميم. وبعد مرور 20 عامًا على إنشائه، تم تحديث مركز الترميم بدار الكتب عن طريق التعاون بين وزارتي الثقافة المصرية والأسبانية وأعيد تجهيز البنية الأساسية للمركز و تجهيزه بأحدث المعدات، وإمداده بأجهزة الترميم الآلي وافتتح المركز بعد تدريب العاملين به على الأجهزة الجديدة على يد خبراء أسبان سنة 1997م، وفي عام 2001م تم إضافة وحدة لترميم البردي. أما مركز الترميم فى دار الوثائق فقد تم تزويده بأحدث الأجهزة والتقنيات العالمية في مجال الترميم وجاء كثمرة بروتوكول التعاون بين دار الوثائق القومية وبين الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ويضم المركز المعامل التي استحدثت لخدمة المقتنيات بدار الوثائق وتشمل حجرة التسجيل وهى مدعمة بأجهزة الحاسب الآلي لاستقبال الوثائق وتسجيلها وإثبات حالتها قبل وبعد الترميم وعمل قاعدة بيانات بذلك، معمل البيولوجي، معمل الكيمياء للمعالجات الكيمائية للوثائق، معمل ترميم ومعالجة الورق لترميم الوثائق المدونة على الورق، ومعمل حشو الثقوب. وذلك بالإضافة إلى معامل الترميم اليدوي، الخرائط واللوحات، ومعمل الترميم بطريقة التصفيح، ومعمل التجليد.