قال مسئولون أمريكيون إن البيت الأبيض تسلم في الصيف الماضي رسالة يفترض أنها من زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر يعبر فيها عن اهتمامه في إطلاق محادثات مع واشنطن ويطالبها بالإفراج عن سجناء تابعين للحركة. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مسؤولين حاليين وسابقين إن الرئيس باراك أوباما تسلم رسالة السنة الماضية، يفترض أنها من الملا عمر يعبر فيها عن رغبته في إجراء محادثات قد تؤدي إلى إنهاء الحرب في أفغانستان. كما شددت الرسالة التي أرسلت الصيف الماضي على حثّ أوباما على الإفراج عن سجناء لطالبان تعتقلهم الولاياتالمتحدة. غير أن المسؤولين أوضحوا أن الرسالة لم تكن تحمل توقيع الملا عمر ولم يتمكن المسؤولون الأمريكيون من تأكيد أصليتها ويشك بعضهم أن يكون قيادي آخر في طالبان أرسلها. ولكن مسئولاً أوضح أن البيت الأبيض أخذ الرسالة بجدية مهما كان مصدرها. ويأتي الكشف عن الرسالة في وقت أعلنت فيه حركة طالبان استعداها لفتح مكتب سياسي في قطر وإرسال إدارة أوباما لدبلوماسي رفيع المستوى إلى الشرق الأوسط لإعداد الأرضية مع الحلفاء لإطلاق محادثات أولية مع ممثلين عن الحركة. كما يأتي في ظلّ تصاعد الأصوات في الكونغرس الرافضة للإفراج عن مساجين من طالبان وتحول القضية إلى إحدى المسائل في الحملة الانتخابية الرئاسية مع تشديد المرشح الجمهوري ميت رومني على رفض التحاور مع الأعداء. ويعتقد مسئولون في الاستخبارات الأمريكية أن الملا عمر الذي اختفى عن الأنظار بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان يتخفى في كراتشي الباكستانية. وقال مسؤول إن الرسالة تضمنت تعبيراً عن نفاذ صبر الملا عمر من قضية تسليم السجناء، في وقت تناقش فيه إدارة أوباما احتمال الإفراج عن 5 سجناء رفيعي المستوى في طالبان من سجن غوانتانامو ونقلهم للإقامة الجبرية في قطر.