الإسكندرية يرجع تأسيسها لعام 334 وظلت عاصمة لمصر 1000 عام نتج عن ذلك وجود 3 سكندريات، الأولى فى العصر البطلمى والثانية فى العصر الرومانى والثالثة الحالية فى العصر الإسلامى، ودائما ما تشهد الاسكندرية هبوطاً أرضياً فى أماكن متفرقة بمناطق محرم بك، والعطارين، وشارع شامبليون أمام كلية الطب وميدان الخرطوم بالشلالات، وعزبة الفلكى، وشارع الشافعى، ما جعل الاسكندرية بين يدى الاهمال والطمع فى الأراضى الاثرية، الأمر الذى وصل الى هدم المناطق الاثرية باللوادر أو أيدى لصوص الآثار الذين حولوا سراديب وأنفاق المدينة الأثرية الى مسرح لمزاولة نشاطهم الإجرامى فى نهب الآثار!! أوضح المهندس سامى البدرى، مدير عمليات بهيئة الآثار، أن الاسكندرية بها مناطق آثار عديدة ويوجد بها سراديب كثيرة وقد يحدث تسرب من مواسير المياه أو الصرف الصحى، ما يؤدى إلى نزول المواد الناعمة داخل السراديب، وأشار إلى أن الاسكندرية الحالية أسفلها مدينة أخرى وبها سراديب وكهوف عديدة وأن الأرض بها فراغات وفجوات. أضاف «البدرى»، أن مناطق كثيرة تم بناؤها على آثار فرعونية ورومانية وعلى كهوف وسراديب وأوضح أنه عند الإنشاء يتم إجراء دراسة لنتابع طبقات الأرض فى منطقة المبنى الإنشائى وربما يتطلب عمل أساسات خرسانية، ان الاسكندرية الحالية مبنية على الاسكندرية القديمة وما لها من آثار تحتها وهى تحتاج إلى بنية تحتية عالية التكاليف ومهندسين مهرة لحل مشكلة الهبوط، بالإضافة إلى حل مشكلة المياه الجوفية، وتقول خميسة سعيد - مديرة البحث العلمى بالآثار إن الاسكندرية مبنية على صهاريج ومعظم الأراضى منخفضة والمدينة أسفلها مدينة أخرى، وأضافت ان أسفل الأرض به أكثر من 700 صهريج مكون من دور إلى أربعة أدوار وطول الصهريج من 7 إلى 17 مترا غالباً ما يقع فى نطاق الشاطبى وحتى كوبرى التاريخ بالورديان بمساحة 2 و5 كيلومترات وهى حدود الاسكندرية القديمة. ويقول الدكتور على موسى استاذ التاريخ الرومانى بجامعة الاسكندرية إن المدينة لا تتمتع بمكانة ثقافية وتاريخية جعلتها محط أنظار العالم فحسب، بل باتت كذلك مقصدا لكثير من الطامعين فى كنوزها الثمينة من تجار التاريخ، وأضاف «موسى»، أن هناك عدة بعثات تعمل منذ عدة سنوات فى المدينة ومنها البعثة البولندية العاملة بمنطقة مارينا العلمين، وبعثة معهد الأبحاث الهيلينى لحضارة الإسكندرية سوف تستكمل أعمالها فى منطقة حدائق الشلالات بالإسكندرية، حيث ستقوم بالتوسع فى منطقة الحفائر لمساحة أكبر، بالإضافة إلى تأمين المنطقة عن طريق هدم الجدار الملاصق والبناء المجاور للموقع، وبعثة المعهد الأوروبى للآثار بالقاهرة والعاملة بخليج أبوقير فسوف تستكمل أعمال حفائرها فى ميناء الإسكندرية الشرقى وهيراكليون وكانوبيس والتى تتضمن ترميم وصيانة القطع الأثرية ناتج أعمال البعثة والموجودة بالمخازن، بالإضافة إلى تصوير مراحل العمل فيديو بغرض التوثيق. تعج سجلات شرطة الآثار بما يزيد على 500 محاولة تنقيب خلال ال 6 سنوات الأخيرة فى أعمال تسببت بانهيار منازل وتشريد مئات الأسر وتهريب مقتنيات أثرية باستغلال سوء التنسيق بين أجهزة الأمن وهيئة الآثار. ويضيف الدكتور محمد مصطفى مدير المنطقة الأثرية سابقا، أن المنطقة الأثرية أرسلت ما يزيد على 40 لجنة، لمعاينة مناطق تم الحفر فيها أسفل منازل، بالإضافة إلى لجان أخرى تحركت بناء على بلاغات مواطنين، ويقول إن النيابة لم ترد على أى من تقارير تلك اللجان ولم أكن أملك أمام تلك العقارات سوى تحرير محاضر وإرسالها للشرطة، وهنا ينتهى دورى. ويقول الدكتور عزت قادوس، أستاذ الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، تتمركز غالبية الحالات فى مناطق «كرموز» بغرب الإسكندرية بالإضافة إلى «كوم الدكة» بوسط المحافظة، وبعض الحالات فى «أبوقير» بشرق المدينة، حيث إن هذه المناطق كانت «النواة الأساسية» التى ارتكز عليها الإسكندر الأكبر فى بناء مدينته، وأن منطقة كرموز تمثل «الحى الوطنى اليونانى» الذى بناه الإسكندر، وهذه المنطقة مشبعة بالآثار المدفونة التى يمكن العثور على بعضها بالحفر على عمق 6 أمتار فقط، وفق دراسات أجراها مع بعثات استكشافية, حين أنشأ الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية عام 332 قبل الميلاد ردم جزءا من المياه الفاصلة بين جزيرة فاروس وقرية راقودة المحاطتين بقرى صغيرة للصيادين، وظلت المدينة عاصمة لمصر لما يقرب من الألف عام، حتى دخول عمرو بن العاص مصر عام 641 ميلادياً، ولأن الإسكندرية شهدت حضارات متعددة فهى تحفل بآثار من عصور وأزمنة مختلفة.