نعم قال مبارك إنه سيموت في تراب مصر.. ولكنه لم ينطق بكلمة واحدة للإجابة عن السؤال المطروح في كل بيت مصري حالياً: هل تموت ثروته معه في هذا التراب؟ أكثر من سبب يجعل البحث عن ثروة آل مبارك الآن أمراً ضروريا وواجبا وملحا. أول هذه الأسباب أن جهات إعلامية غربية عديدة، أثارت هذه القضية مؤخراً، وذكرت أرقاما فلكية عن ثروة رئيس مصر وأسرته، ولا يليق أن تظل هذه القضية المصرية الخالصة حكرا علي وسائل الإعلام الغربية فقط.. كما لا يليق أن يذكر الاعلام الغربي أن مبارك وأسرته حققوا ثروات تتراوح ما بين 40 مليار دولار و70 مليار دولار، وفي المقابل لا يبحث الاعلام المصري في مدي صدق هذه الأرقام الخيالية، ويقول لمبارك: قف .. من أين لك هذا؟! السبب الثاني هو أن الرئيس مبارك علي وشك أن يترك منصبه، سواء اليوم أو غدا، أو بعد شهر ، أو حتي بعد 7 شهور حينما تنقضي أيام ولايته في سبتمبر القادم.. وطبقا للقانون فإن »مبارك« يجب عليه قبل مغادرة منصبه، أن يقدم إخلاء طرف من وظيفته باعتباره موظفا عاما، وأهم ورقة في هذا الإخلاء هي الخاصة بحجم ثروته هو وأسرته عندما تولي رئاسة مصر عام 1981 وحجم ذات الثروة الآن. والسبب الثالث الذي يجعل السؤال عن ثروة مبارك الآن ضرورة فهو ان الرئيس مبارك كان يجب عليه بأمر القانون ان يقدم إقرار ذمة مالية لجهاز الكسب غير المشروع، في شهر أكتوبر الماضي، حيث ينص القانون رقم 62 لسنة 1975 في شأن الكسب غير المشروع أن يقدم رئيس الدولة إقرارا بذمته المالية كل 5 سنوات، ولأن آخر إقرار قدمه الرئيس لجهاز الكسب غير المشروع كان بتاريخ سبتمبر 2005، كان يجب عليه طبقا للقانون أن يقدم إقرارا بذمته المالية في أكتوبر الماضي ولكن »مبارك« وحسب مصدر بجهاز الكسب غير المشروع لم يقدم هذا الإقرار حتي الآن! والسبب الرابع الذي يجعل إعلان مبارك لثروته وأسرته الآن ضرورة هو أن ثورة المصريين الهادرة في كل محافظات مصر من حق ثوارها بل حق كل مصري أن يعرف هل تربح آل مبارك من تولي »مبارك« رئاسة مصر لمدة 30 عاما متواصلة، أم أن الرجل وأسرته صانوا الأمانة وحافظوا علي المال العام ولم يقربوه؟ الأغني في العالم الباحث عن حقيقة ثروة آل مبارك لابد وأن يصطدم بالكم الهائل من التقارير الإعلامية الغربية التي تتحدث عن ثروة الرئيس وأسرته. صحف ومحطات فضائية وإذاعات مختلفة اللغات واللهجات ، وتصدر في دول مختلفة ، ولكنها جميعا اتفقت علي أن ثروة آل مبارك تقدر بعشرات المليارات من الدولارات. قالت صحيفة الجارديان البريطانية، وهي صحيفة تتمتع بمصداقية عالمية كبيرة، إن ثروة مبارك وأسرته تتراوح ما بين 40 و70 مليار دولار. بينما أكدت صحيفة »ذاصن« الإنجليزية قبل أيام ان مبارك جمع ثروة تقدر بنحو 25 مليار جنيه إسترليني أي ما يعادل 40 مليار دولار في الفترة الممتدة منذ وصوله إلي قمة السلطة عام 1981 . كما ذكرت محطة »إيه بي سي نيوز« الأمريكية أرقاما قريبة من تلك الارقام فقالت في تقرير بثته قبل أيام أن ثروة عائلة مبارك تبلغ 40 مليار دولار وانها تشمل عقارات وأصولاً في بنوك ومؤسسات استثمارية أمريكية وبنوك سويسرية وبريطانية. وقالت المحطة إن ثروة جمال مبارك وحده تبلغ 17 مليار دولار موزعة علي عدة مؤسسات مصرفية في سويسرا وألمانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وأنه يملك حسابا جاريا سريا في بنك »يو بي إس« السويسري وحساباً ثانياً في بنك »أي س أم « السويسري أيضا. أما ثروة سوزان مبارك حسب ما ذكرته المحطة فيتراوح ما بين 3 و5 مليارات دولار، وقالت المحطة إن زوجة رئيس مصر جنت تلك الثروة من تدخلاتها الشخصية لصالح مستثمرين ورجال أعمال. أما علاء مبارك فقدرت المحطة الأمريكية قيمة ممتلكاته وأمواله الشخصية داخل مصر وخارجها بحوالي 8 مليارات دولار منها ممتلكات عقارية في لوس أنجلوس وواشنطن ونيويورك بالولاياتالمتحدة قيمتها حوالي 1.2 مليار دولار بالاضافة إلي امتلاكه طائرتين خاصتين ويختاً »ملكياً« تفوق قيمته 60 مليون يورو. نفس الأرقام ذكرتها محطة تليفزيون بلومبرج الألمانية التي أكدت ان آل مبارك يمتلكون ثروة تبلغ 40 مليار دولار وأن جمال مبارك يوزع ثروته عبر صناديق استثمارية عديدة في الولاياتالمتحدة منها مؤسسة بريستول آندويست العقارية البريطانية ومؤسسة فاينا نشال داتا سيرفس التي تدير صناديق الاستثمار المشترك، كما يوزع عدة مليارات علي عدد من المؤسسات المصرفية في سويسرا وألمانيا والولاياتالمتحدة وبريطانيا. وقالت المحطة الألمانية إن سوزان مبارك حسب تقرير سري تداولته جهات أجنبية عليا دخلت نادي المليارديرات منذ عام 2000 حين تجاوزت ثروتها الشخصية مليار دولار تحتفظ بأغلبها في بنوك أمريكية كما أنها تملك عقارات في عدة عواصم أوروبية مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس وفي إمارة دبي، وتتراوح ثروتها الآن مابين 3 و5 مليارات دولار.. وهي ذات الأرقام التي ذكرتها المحطة الأمريكية. ونتوقف للحظات عند ثروة حرم الرئيس وننتقل إلي حديث أجرته قبل نحو ثلاثة أعوام مع قناة العربية روت فيه جانبا كبيرا من حياتها وصفتها بأنها »مش سهلة جداً« وقالت : عشنا حياة زوجية يعني فترة صعبة في تاريخ مصر وتاريخ المنطقة من حرب للثانية للثالثه وكنت صغيرة برضه لسه في السن، وزوجي مش موجود دائما، ودائما فيه يا إما طوارئ يا إما بيبات في الأشلاق، يا إما في حرب، يا إما طاير، يا إما نازل .. صعب.. كانت حياة صعبة، وربيت الأولاد لوحدي بدون يعني .. ما ييجي زيارات كده يقضي معانا بعض الساعات .. يقضي يوم أو يومين«. وكشفت زوجة الرئيس أنها عملت كمدرسة في مدرسة ابتدائية وأن أول سيارة اشتراها الرئيس كانت فيات موديل 1963 وظلت معهم سنوات طويلة، وان عائلة مبارك كان تسكن شقة صغيرة حتي السبعينيات .. وقالت زوجة الرئيس إنها خلال سنوات الحرب كانت تلصق البلاستر الأزرق علي زجاج شبابيك تلك الشقة حتي لا يتطاير إذا حدثت غارة إسرائيلية فيؤذي الأولاد تقصد جمال وعلاء«. ولابد لمن استمع لهذا الكلام أن تتسع حدقه عينيه من الدهشة وأن يغرق في بحور التعجب حينما يسمع وسائل الإعلام الغربية تؤكد ان ذات الأسرة .. أسرة مبارك التي كانت تعيش حياتها كملايين الأسر من ابناء الطبقة المتوسطة في مصر صارت الآن واحدة من أغني أغنياء العالم. والمؤكد أن الرئيس مبارك وأيا من أفراد أسرته لم يعثروا علي خاتم سليمان أو مصباح علاء الدين.. والمؤكد أيضا أن الرئيس لم يرث عن والده عقارات أو أراضي أو أموالاً .. المؤكد للمرة الثالثة أنه لم يكن له مصدر رزق سوي راتبه كضابط في القوات المسلحة أو نائب لرئيس الجمهورية أو حتي عندما صار رئيسا للدولة عام 1981 وجميعها لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يجعل صاحبها مليارديرا ولا حتي مليوينرا. فما يتقاضاه رئيس الجمهورية حسب القانون رقم 47 لسنة 1978 يزيد قليلا علي 5 آلاف جنيه شهريا.. والدليل ماجاء في دراسة متخصصة أعدها عبدالفتاح الجبالي رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية بمركز الدراسات السياسية والاسترايتجية بالأهرام، تضمنت مفردات رواتب العاملين بالدرجات الوظيفية المختلفة في العام المالي 2008/2007 ، جاء فيها أن الأجر الأساسي لرئيس الجمهورية يبلغ ألف جنيه، يحصل فوقها علي 200٪ علاوة منضمة ليصل راتبه إلي 3 آلاف جنيه إلي جانب علاوات خاصة غير منظمة تبلغ 65٪ من الراتب الاساسي أي 650 جنيها فضلا عن علاوة أول مايو 2008 التي بلغت 30٪ من الاساسي أي 330 جنيها ليصل إجمالي العلاوات الخاصة غير المنضمة إلي 980 جنيها تضاف إليها حوافز ثابتة 750 جنيها و10 جنيهات علاوات اجتماعية ومثلها منحة عيد العمال ليصل إجمالي الأجر المتغير إلي 1750 جنيها، وبالاضافة إلي الأجر الثابت يصبح جملة ما يتقاضاه رئيس الجمهورية حسب القانون 4750 جنيها. كان هذا في عام 2008 أي أنه زاد بقيمة علاوتي مايو 2009 ومايو 2010 والبالغة 20٪ من الراتب الاساسي أي 200 جنيه والتالي فإن إجمالي ما يتقاضاه الرئيس يبلغ 4950 جنيها شهريا وهذا هو أعلي راتب تقاضاه الرئيس في حياته أما أقل راتب فهو بالطبع راتب شهر أكتوبر 1981 وهو الشهر الأول الذي يتولي فيه رئاسة مصر، ولم يكن وقتها يتجاوز 3 آلاف جنيه. إذن أعلي راتب شهري للرئيس حوالي 5 آلاف جنيه واقل 3 آلاف جنيه ، أي أن متوسط الراتب الشهري للرئيس حوالي 4 آلاف جنيه ، وبالتالي فإن إجمالي ما حصل عليه طوال 30 عاما حوالي مليون و440 ألف جنيه فقط لاغير ! والطبيعي أن يكون الرئيس مبارك قد أنفق جزءا غير قليل من هذا المبلغ لتلبية المتطلبات الحياتية له ولأسرته ولكن دعونا نفترض جدلا أن الرئيس مبارك كان ينفق علي أسرته من مخصصات رئاسة الجمهورية البالغة 168 مليون جنيه سنويا، وانه كان يدخر كل راتبه وصل في هذه الحالة فإن مدخرات الرئيس لن تتجاوز 2 مليون جنيه أما أن تصل إلي مليار جنيه فهذا أمر غير مفهوم والكارثة ان وسائل الاعلام العالمية تقدر ثروة أسرة الرئيس مبارك بما يتراوح بين 40 مليار دولار »240 مليار جنيه« و70 مليار دولار »420 مليار جنيه« وهي مبالغ لا يتخيل أحد أن يمتلكها آل مبارك إلا إذا كانوا قد عثروا علي كنز علي بابا أو مصباح علاء الدين أو خاتم سليمان! ورغم أن الارقام التي تعلنها وسائل الاعلام العالمية عن ثروة الرئيس مبارك ضخمة ومخيفة وتفوق الخيال، ورغم ان أثاره مثل هذه الأرقام الآن يزيد من غضب الشعب المصري الثائر ضد النظام وضد رأس النظام علي وجه التحديد الرئيس حسني مبارك كل ذلك إلتزمت رئاسة الجمهورية بالصمت وأيضا صمتت كل الأجهزة الرقابية والحكومية فهل سكوتها علامة رضا أو اقتناع بصحتها ؟.. ثم متي يتم فتح ملف ثروة آل مبارك؟ عضو البرلمان الشعبي سعد عبود وكان صاحب تجربة رائدة في اختراق ملف ثروة أسرة الرئيس .. ففي يونيو 2006 قدم عبود بياناً عاجلاً في مجلس الشعب وكان وقتها نائبا بالبرلمان طالبا إعلان تفاصيل الذمة المالية للرئيس مبارك، وذلك عقب إعلان رئاسة الجمهورية بأن الرئيس مبارك تبرع بأجهزة طبية ل 4 مستشفيات عامة قيمتها 20 مليون جنيه.. وقال عبود كيف يتبرع الرئيس بمثل هذا المبلغ رغم ان راتبه السنوي يبلغ حوالي 25 ألف جنيه فقط والتالي فإن كل ما حصل عليه خلال عمله آنذاك لا يتجاوز 600 ألف جنيه . ويروي »عبود« ماحدث معه في تلك الفترة قائلا: تعرضت لهجوم لا مثيل له من كل أعضاء مجلس الشعب وعلي رأسهم الدكتور فتحي سرور نفسه ، والذي رفض ان يعطيني الكلمة لعرض البيان، ولكني وبالقوة أخذت الكلمة وعرضت القضية فهاج نواب الوطني بالمجلس وقاطعوني وقال الدكتور سرور إن توجيه البيان للرئيس مبارك مباشرة يخالف الدستور وينبغي توجيه البيان لرئيس الوزراء. ويضيف »عبود« وهكذا تم إجهاض البيان رغم أن الحكومة تراجعت وقالت إن الرئيس لم يتبرع بالأجهزة الطبية وانما طلب توفيرها في المستشفيات. ويؤكد »عبود« ان الارقام التي نشرتها وسائل الاعلام الغربية لم تكن كلاما مرسلا ويقول »الارقام التي نشرتها وسائل الاعلام الغربية تستند إلي معلومات مؤكدة وربما أخرجوها الآن ككارت لإحراق مبارك نفسه امام شعبه، ولكن السلطات الممنوحة لمبارك وإطلاق يده وأسرته في الاقتصاد المصري وحصوله علي عمولة سلاح وبترول طوال 30 عاما تجعله قادرا علي تحقيق 420 مليار جنيه كما تقول الصحف الغربية. سألت الدكتور عبدالخالق فاروق الخبير الاقتصادي الاستراتيجي ومؤلف أكثر من كتاب يفضح الفساد في مصر هل من المعقول ان يحقق آل مبارك الثروات المليارية التي تتحدث عنها وسائل الاعلام العالمية . فقالت : نعم ، إنها 30 عاما علي قمة السلطة في مصر. * عدت أسأله : ومن أين لهم تحقيق كل هذه المليارات؟ ** فقال: كل شئ يمكن حسابه .. ولنبدأ بالمعونة العسكرية التي تحصل عليها مصر، وهذه المعونة بلغت حتي الآن حوالي 35 مليار دولار، وكما هو معروف فإن مبارك حصل علي عمولة تتراوح ما بين 5٪ و15٪ منها أي انه حصل علي عمولة من هذا البند وحده ما يعادل 3.5 مليار دولار إذا كان يحصل علي 10٪ وحتي لو كانت النسبة 5٪ فإنه يكون قد حصل علي 150 مليون دولار. وواصل د. عبدالخالق بالاضافة إلي ذلك هناك جرائم استغلال نفوذ وتربح مالي ووظيفي وأنشطة متعددة قام بها مبارك ونجلاه علاء وجمال ، فمبارك الأب نجح علي مدي 30 عاما في تكوين شبكة بعضها له صفة سرية لإدارة أنشطة مالية وتجارية محلية وإقليمية ودولية لصالح الرئيس مبارك نفسه . * كيف ؟ ** خذ مثلا رجل الأعمال حسين سالم ، فهذا الرجل ليس سوي واجهة علنية لانشطة مالية وتجارية للرئيس مبارك شخصيا، في مجال البترول والغاز والأنشطة السياحية في سيناء والغردقة، وبدا هذا الأمر جليا في قضية تصدير الغاز المصري لإسرائيل، حيث تم التصدير بأسعار أقل من 20٪ من أسعارها الدولية واستمر التصدير رغم معارضة ملايين المصريين ورغم صدور حكم قضائي بوقف عمليات التصدير. * هذا عن مبارك؟ ** لسه فيه .. حيث يحصل علي نسبة من مبيعات الأسلحة والذخيرة التي تنتجها وزارة الانتاج الحربي ، فهذه الوزارة تنتج في المتوسط حوالي مليار ونصف المليار دولار سنويا، ربعها انتاج مدني والباقي عسكري، وجزء من الانتاج العسكري يوزع علي وزارة الداخلية والجيش والباقي يتم تصديره ويحصل »مبارك« علي عمولة عن كل ما يتم تصديره. * معني ذلك أن مبارك يحصل علي مبالغ كبيرة كعمولات فمن أين حصل جمال وعلاء علي ثرواتيهما؟ ** آل مبارك جميعا كونوا تحالفا تجاريا وماليا مع عدد من رجال الاعمال العرب منهم الوليد بن طلال بالسعودية وآل زايد في الإمارات وآل مكتوم وفي الداخل حقق جمال وعلاء ثروات ضخمة من عمولات بيع القطاع العام. * عمولات بيع القطاع العام؟! ** نعم وخاصة في عهد عاطف عبيد، حيث كان يتم بيع شركات القطاع العام في شكل أسهم، وهذا الأمر حقق دخلا هائلا لنجلي الرئيس حيث كانا يشتريان أسهم الشركات بملاليم وبعد أسابيع يبيعونها بمبالغ كبيرة حدث هذا في شركات مصر لتصدير القطن والشوربجي للتريكو والأعمال الهندسية ، بخلاف الأراضي التي باعها محمد إبراهيم سليمان والبالغ مساحتها 400 مليون متر مربع ، وجميعها تم بيعها بأسعار زهيدة وكان »علاء« و»جمال« يحصلان علي عمولات ممن اشتروا هذه الأراضي، كما أن »جمال« تاجر في ديون مصر، فكان يشتري سندات الديون المصرية بما يعادل 35٪ من قيمتها ثم يحصل من الحكومة المصرية علي 100٪ من قيمتها وهكذا حقق ثروات خيالية، وفي مقابل هذا لم يترك »علاء مبارك« شركة في مصر إلا وكان يحصل علي نسبة من أرباحها. * مش معقول! ** هذا كان يحدث بالفعل وهو ما اعترف به رجل الاعمال الراحل وجيه أباظة الذي طلب منه علاء ان يحصل علي نسبة من أرباح شركاته فشكا إلي الرئيس مبارك فقال له اعط له ما طلب ماهو زي ابنك، فمات الرجل مقهوراً. * هذه الواقعة تقال علي سبيل النكته ** لا نكتة مين هذه واقعة حدثت بالفعل وقال وجيه أباظة لبعض المقربين منه قبل ان يموت مقهوراً. * بصفتك باحثاً جاداً في كل ما يخص الفساد بمصر هل تتفق مع ما ذكرته وسائل الاعلام العالمية حول ثروة آل مبارك مؤكدة انها تتراوح بين 40 مليار و70 مليار دولار . ** الرقم الحقيقي أقل من ذلك ويقترب من 30 مليار دولار بالمناسبة علاء مبارك هو أغني أفراد العائلة وتتراوح ثروته ما بين 10 مليارات دولار و12 ملياراً أما مبارك الأب فثروته 3 مليارات دولار، أما جمال فثروته ما بين مليار وملياري دولار وأعلي هذه الثروات في صورة أصول عقارية وسياحية بمصر وعقارات في بريطانيا وأمريكا ومنتجعات سياحية بشرم الشيخ والغردقة. * إذن آل مبارك كونوا ثروات بالمليارات؟ ** ياسيد لو انفتح ملف ثروة آل مبارك فستكتشف أن الخديو إسماعيل كان ملاكا مقارنة بمبارك وأسرته. هكذا اتفقت التقارير الاعلامية الغربية مع آراء خبراء مصريين علي أن آل مبارك حققوا ثروات طائلة تتجاوز بملايين المرات الراتب الذي حدده القانون للرئيس . المقارنة بين ما تركه الرئيس عبدالناصر لورثته وما تركه الرئيس السادات لأبنائه وبين ثروة مبارك تكشف ان ما فعله آل مبارك بمصر يفوق كل تصور فالرئيس عبدالناصر الذي حكم مصر لمدة 16 عاما كانت ثروته يوم وفاته في سبتمبر 1970 تبلع 3718 جنيها و273 قرشا في حسابه ببنك مصر اضافة إلي 200 سهم بشركة كيما و5 أسهم بشركة مصر للألبان وسند واحد بالبنك العقاري و600 جنيه شهادات استثمار و10 أسهم في بنك الاتحاد التجاري و100 سهم في الشركة القومية للأسمنت و30 سند تأمين وشهادات استثمار بمبلغ 600 جنيه في شركة الحديد والصلب اضافة إلي 5 وثائق تأمين علي الحياة قيمتها 8500 جنيه فضلا عن ثمانية أزواج أحذية وآلة سينما و10 بدل ومجموعة كرافتات. وكان قد استلف 3500 جنيه من رصيد معاشه لزيجات بناته ولم يكن له أي حسابات بنكية في الخارج. هذه هي تركة عبدالناصر بعد 16 عاما من الحكم . أما الرئيس السادات الذي حكم مصر 11 عاما فلم يترك سوي 126 ألف جنيه من عوائد بيع كتاب »البحث عن الذات« وحوالي 20 ألف جنيه قيمة استراحته وفدانين علي المشاع ولم يكن في حسابه ببنك مصر سوي ألف جنيه أما نجله جمال وزوجته جيهان السادات فلم يمتلكا سوي 7 أفدنة هذا ما تركه السادات بعد 11 عاما في الحكم.. أما آل مبارك فجمعوا ثروة بلغت 420 مليار جنيه يعني 420 ألف مليون جنيه وهو رقم يزيد علي ضعف حجم ديون مصر الخارجية! وهذا المبلغ يجعل مبارك أغني رئيس في العالم بل أغني من كل ملوك الأرض حاليا.. حسب مجلة فوربس الاقتصادية الأمريكية فإن أغني ملوك العالم هو ملك تايلاند وثروته 30 مليار دولار أما ثروة مبارك وأسرته فتتراوح بين 40 مليار و70 مليار دولار في حين ملك السعودية عبدالله بن عبدالعزيز فلا تتجاوز ثروته 18 مليار دولار أما خليفة بن زايد آل نهيان فثروته 15.6 مليار دولار وأمير قطر ثروته 2.4 مليار دولار والسلطان قابوس سلطان عمان ثروته 700 مليون دولار، أما الملكة إليزابيت ملكة بريطانيا فثروتها 450 مليون دولار أما ملكة هولندا فثروتها 200 مليون دولار، في حين أن أمير الكويت صباح الأحمد الجابر فثروته 35 مليون دولار فقط لاغير. هكذا صار مبارك أغني ملوك ورؤساء العالم بينما 40٪ من شعب مصر تحت خط الفقر وكان إذا طلب منه شخص هنا أو هناك بأن يرفع العلاوة الاجتماعية أو يقيم مشروعا خدميا ما .. كان يسرع بالرد » ها أجيب لكو منين« .. صحيح هيجيب منين ؟!