مقاطعة الغلاء تنتصر.. غرفة بورسعيد التجارية: أسعار الأسماك انخفضت من 50 إلى 70%    هالة السعيد: خطة التنمية الجديدة تحقق مستهدفات رؤية مصر 2030 المُحدّثة    الخميس ولا الجمعة؟.. الموعد المحدد لضبط التوقيت الصيفي على هاتفك    المندوب الفلسطيني لدى الجامعة العربية: إسرائيل ماضية بحربها وإبادتها رغم القرارات الدولية والمظاهرات العالمية    إدخال 215 شاحنة مساعدات من خلال معبري رفح البري وكرم أبو سالم لقطاع غزة    بدء أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية بشأن غزة على مستوى المندوبين الدائمين    الإسماعيلي يحل أزمة فخر الدين بن يوسف وينجح في إعادة فتح باب القيد للاعبين    لويس إنريكي: هدفنا الفوز بجميع البطولات الممكنة    بمناسبة العيد القومي لسيناء.. وزير الرياضة يشارك مع فتيات العريش مهرجان 100 بنت ألف حلم    السيطرة على حريق حظيرتي مواشي ببني سويف    مديريات تعليمية تعلن ضوابط تأمين امتحانات نهاية العام    وزير العدل يختتم مؤتمر الذكاء الاصطناعي التوليدي وأثره على حقوق الملكية الفكرية    غدا.. أمسية فلكية في متحف الطفل    الجمعة.. قصور الثقافة تقيم احتفالية فنية لأغاني عبد الحليم حافظ بمسرح السامر    رئيس شعبة المصورين بنقابة الصحفيين: منع التصوير داخل المقابر.. وإذن مسبق لتصوير العزاء    مصرف قطر المركزي يصدر تعليمات شركات التأمين الرقمي    روسيا تبحث إنشاء موانئ في مصر والجزائر ودول إفريقية أخرى    لاشين: الدولة دحرت الإرهاب من سيناء بفضل تضحيات رجال الجيش والشرطة    ضمن احتفالات العيد القومي...محافظ شمال سيناء يفتتح معرض منتجات مدارس التعليم الفني بالعريش(صور)    عضو بالشيوخ: مصر قدمت ملحمة وطنية كبيرة في سبيل استقلال الوطن    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    بكين ترفض الاتهامات الأمريكية بشأن تبادلاتها التجارية مع موسكو    الصين تعلن انضمام شركاء جدد لبناء وتشغيل محطة أبحاث القمر الدولية    تفاصيل مؤتمر بصيرة حول الأعراف الاجتماعية المؤثرة على التمكين الاقتصادي للمرأة (صور)    هنا الزاهد تروج لفيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" بردود أفعال الجمهور    نصيحة الفلك لمواليد 24 إبريل 2024 من برج الثور    الكشف على 117 مريضا ضمن قافلة مجانية في المنوفية    «الصحة»: فحص 1.4 مليون طالب ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فيروس سي    «الأطفال والحوامل وكبار السن الأكثر عرضة».. 3 نصائح لتجنب الإصابة بضربة شمس    «الرعاية الصحية في الإسماعيلية»: تدريب أطقم التمريض على مكافحة العدوى والطوارئ    المرصد الأورومتوسطي: اكتشاف مقابر جماعية داخل مستشفيين بغزة إحدى جرائم الحرب الإسرائيلية    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم العراقي مهدي عباس    5 كلمات.. دار الإفتاء: أكثروا من هذا الدعاء اليوم تدخل الجنة    حقيقة حديث "الجنة تحت أقدام الأمهات" في الإسلام    خبراء استراتيجيون: الدولة وضعت خططا استراتيجية لتنطلق بسيناء من التطهير إلى التعمير    11 يومًا مدفوعة الأجر.. مفاجأة سارة للموظفين والطلاب بشأن الإجازات في مايو    نقيب «أسنان القاهرة» : تقديم خدمات نوعية لأعضاء النقابة تيسيرا لهم    أيمن الشريعى: لم أحدد مبلغ بيع "اوفا".. وفريق أنبى بطل دورى 2003    جديد من الحكومة عن أسعار السلع.. تنخفض للنصف تقريبا    رئيس "التخطيط الاستراتيجي": الهيدروجين الأخضر عامل مسرع رئيسي للتحول بمجال الطاقة السنوات المقبلة    المستشار أحمد خليل: مصر تحرص على تعزيز التعاون الدولي لمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب    هل يجوز أداء صلاة الحاجة لقضاء أكثر من مصلحة؟ تعرف على الدعاء الصحيح    أسوشيتيد برس: احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين تستهدف وقف العلاقات المالية للكليات الأمريكية مع إسرائيل    دماء على «فرشة خضار».. طعنة في القلب تطيح بعشرة السنين في شبين القناطر    بعد أن وزّع دعوات فرحه.. وفاة شاب قبل زفافه بأيام في قنا    قبطان سفينة عملاقة يبلغ عن إنفجار بالقرب من موقعه في جنوب جيبوتي    فوز الدكتور محمد حساني بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    برشلونة يعيد التفكير في بيع دي يونج، اعرف الأسباب    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    عمرو الحلواني: مانويل جوزيه أكثر مدرب مؤثر في حياتي    اسكواش - فرج: اسألوا كريم درويش عن سر التأهل ل 10 نهائيات.. ومواجهة الشوربجي كابوس    ضبط 16965 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    أبومسلم: وسام أبو علي الأفضل لقيادة هجوم الأهلي أمام مازيمبي    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ علاء أبوالعزائم رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية ل«الوفد»: وزير الأوقاف سلفى!
نشر في الوفد يوم 14 - 06 - 2017


«مبارك» خصخص كل شىء فى مصر.. و«أممّ الدين»!
الفكر السلفى والإخوانى يقوم على فكرة «شعب الله المختار»
«القذافى» أفضل حاكم عربى خدم الإسلام!
السلفيون ضلوا ومساندتهم ل«داعش» قمة الضلال
مجتمع الصوفية عالم فريد يغلفه السحر، ويكتنفه الغموض، ويتميز بالانغلاق على أصحابه ومريديه، الذين ينتشرون فى ربوع مصر والعالم الإسلامى بين مئات الطرق الصوفية المعروفة والمجهولة.
الطريقة «العزمية» إحدى أهم الطرق فى مصر، يقودها الشيخ علاء أبوالعزائم، خريج قسم الجولوجيا، الذى اُنتخب مؤخرًا عضوًا فى المجلس الأعلى للطرق الصوفية، بالإضافة إلى رئاسته للاتحاد العالمى للطرق الصوفية، وللطريقة العزمية.
شيخ الطريقة العزمية المتهم من السلفيين بالانتماء لإيران، والسعى لنشر التشيع فى مصر، شن هجومًا حادًا فى حواره مع «الوفد» على السلفيين وجماعات الإخوان المسلمين.
مشيرًا إلى أن الصوفية تسعى إلى بناء الإنسان المسلم ليتصف بالخلق القويم، بينما السلفيون والإخوان وجمعية أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية يؤسسون للفكر اليهودى فى مصر تحت شعار «شعب الله المختار».
ومتهما السلفية بالضلال ومساندة وداعم تنظيم داعش. ووصف وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة بأنه سلفى، لذلك أبعد الصوفية عن المساجد التى يشرف عليها، فيما اعتبر القذافى أفضل حاكم عربى خدم الأمة الاسلامية، ومتهمًا الرئيس السابق «مبارك» بأنه أمم الدين فى مصر.
وإلى تفاصيل حواره ل«الوفد»:
ما هى أدبيات التصوف؟
أفضل ما قيل عن الصوفية إنها من الصفاء الروحى، وقيل إن الصوفية أخلاق، ومن زاد عليك فى الخلق زاد عليك فى التصوف، فالصوفية تتمثل فى الصفاء الروحى والأخلاق، لأنها تهدف إلى بناء الإنسان المسلم على الخلق الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
وكم عدد الطرق الصوفية وعدد أتباعها؟
عدد الطرق الصوفية نحو 109 طرق، منها 76 طريقة مسجلة، و24 طريقة غير مسجلة، أما عدد أتباع الطرق الصوفية فلا يزيد على 5 ملايين صوفى، لكنَّ عدد محبى الصوفية يصل إلى 50 مليونًا، وهؤلاء الذين يقدمون الخدمات فى المساجد مثل مسجد «الحسين» و«السيدة زينب» و«السيدة نفيسة»، ولكنهم غير تابعين لطرق معينة، بل هم من محبى آل البيت والطرق الصوفية.
وما هى كواليس الطرق الصوفية؟
الصوفية ليس لها كواليس نهائيًا وجميع طقوسها فى العلن.
هل للصوفية هيكل؟
نعم.. ويتمثل فى شيخ الطريقة، ونائب عام الطريقة، ونائب الطريقة فى المحافظات أو فى المراكز والقرى، ويوجد خليفة الخلفاء وخليفته.
وماذا يعنى لقب الخليفة؟
عندما يوجد مريد نشط فى الطريقة يحصل على لقب خليفة، ولو اتسعت دائرة نشاطه يصبح نائب مركز، ثم نائب محافظة، لكن نائب عام الطريقة يكون ابن شيخ الطريقة.
وما سلطات هذه المناصب؟
سلطات هذه المناصب هى سلطات روحية فقط لا غير.
لكن السلفية تكفر الصوفية، فى رأيك لماذا هذا التكفير؟
أولًا: السلفية تكفر المسلمين الذين لا يتبعونها، وبالطبع الصوفية من ضمن هؤلاء، ثم إنهم يطلقون علينا القبوريين؛ لأننا نصلى فى المساجد التى بها أضرحة، وهذا جهل منهم وتشدد، وفى سورة الكهف: «قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا» ولو كان الله رافضًا هذا الموقف لكان أعلنه، إذ من الجائز الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة.
وكيف تنظرون إلى أصحاب هذه الأضرحة؟
نحن ننظر إلى الصالحين من خلال قول النبى صلى الله عليه وسلم: القبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار».
فماذا نعتبر قبر سيدنا «الحسين»، وليقبل الدعاء يستحب أن يكون فى زمن معين ومكان معين، وكذلك الصالحون نحن ندعو بجوارهم، كما جاء فى القرآن الكريم «كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا، قال يا مريم أنى لك هذا، قالت هو من عند الله.... هنالك دعا زكريا ربه»، لأن «زكريا» وجد المكان مباركًا، وصحبة «مريم» مباركة، والدعاء مرغوبًا فيه، والصوفيون يذهبون إلى أضرحة أولياء الله الصالحين ويدعون الله سبحانه وتعالى، وهم واثقون بأن الأولياء لن يفعلوا لهم شيئًا، لكن الله هو الفاعل، فيدعى الوهابية والسلفية أننا نعبد أصحاب القبور، مع أننا نقول الله أكبر، فهل هؤلاء رأوا أو سمعوا أحدًا من الصوفية يقول الحسين أكبر، حاشا لله فنحن نعبد الله ونوحده ولا نشرك به أحدًا.
لكن الصوفية تقوم على الإطراء والغلو فى شأن أوليائهم وأصحاب القبور؟
نحن ننظر إلى أصحاب القبور باعتبارهم صالحين، وإذا لم يكونوا صالحين فلم يكن الله كرمهم والناس بنوا لهم مساجد.
ولكن البعض يقول إن لديهم كرامات؟
«الاستقامة خير من ألف كرامة».
هل رأيت كرامات على مر حياتك؟
لا توجد كرامات، لكن توجد كرامات استنتاجية أى استنتاجات ظهرت أنها حق بناء على الواقع مثل استنتاج سقوط جماعة الإخوان من حكم مصر، فالواقع كان يؤكد أنهم سيسقطون.
وكيف ينظر الصوفيون إلى الوهابية والسلفية؟
نحن نرى أن الوهابية والسلفية أناس ضلوا ويضلون، لأن التشجيع على قتل المسلم قمة الضلال، وهم يشجعون داعش على أفعالها، ولا يعرفون أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، إذن السلفى ضال. ونسأل الله لهم الهداية.
وكيف تنظرون إلى جماعة الإخوان؟
الفكر السلفى والإخوانى هو فكر يهودى، لأن أصحابه يرون أنفسهم شعب الله المختار، مثلًا: اسم أنصار السنة المحمدية، هم يقصدون أنهم ينصرون السنة والباقى ضد السنة، وكلمة الإخوان المسلمين تعنى أن غيرهم غير مسلمين، أو الجمعية الشرعية تعنى أن غيرهم غير شرعيين، وهؤلاء يمثلون شعب الله المختار فى جميع الأديان لأن المسميات بها إقصاء للآخر، والمفكر الإسلامى «عباس محمود العقاد» رحمه الله قال عنهم «الخوان المسلمين»، ثم إن السلفية والإخوان المسلمين لا وطن ولا دين لهم.
وكيف ترى خلط الدين بالسياسة؟
المشكلة الحقيقية أن السياسة لو دخلت الدين تفسده، وهذا ما تقوم به حركات الإسلام السياسى، لكن لو الدين دخل السياسة يصلحها بأن يكون السياسى لديه خلق، وهذا ما تفعله الصوفية، فلديها نظرة مستقبلية لإصلاح السياسة والمجتمع بالكامل من خلال الدين، ولكن من يفعل ذلك من الصوفية يقصى وتطارده الشائعات بأنه شيعى أو داعشى.
وماذا عن الأزهر وهل يمثل لكم مرجعية؟
بالطبع الأزهر مرجعية، وأنا قابلت الشيخ الطيب فور توليه مشيخة الأزهر، وقلت له: يا مولانا نحن نقدرك لأنك إمام المسلمين فى العالم أجمع حتى الشيعة أنت إمامهم، لذلك للأزهر مكانته، وإن كنت اعتقد أنه أصدق عبر عقود طويلة من السلفيين والإخوان، وأدرك أن شيخ الأزهر يسعى لإقصائهم لكنها ليست مسألة سهلة، خاصة أن علاقة السلفيين الآن بحهاز الأمن الوطنى قوية فيتم التساهل معهم، لأن السلفية بعد أن كانت تتماشى وتساير أمن الدولة أصبحت تتماشى وتساير الأمن الوطنى.
وما دليلك على هذا؟
أذكر فى السابق أن السلفيين استولوا على مسجد للصوفية فى مرسى مطروح، وعندما بنينا مسجدًا آخر عينوا له إمامًا سلفيًا ليخطب فيه، وعندما اشتكينا أمن الدولة، قيل لنا سيظل هذا الرجل فى مكانه ولا تتكلموا عنه مرة أخرى.
من هم أقطاب الصوفية فى مصر؟
أقطاب الصوفية كثيرون منهم «السيد البدوى» السيد «أبوالحسن الشاذلى»، السيد «عبدالرحيم القنائى»، السيد «إبراهيم الدسوقى» وهؤلاء هم البارزون، وأيضًا السيد «محمد ماضى أبوالعزائم»، ولكن حاليًا لا يوجد أحد من المعاصرين أعرفه أنا.
كيف ترى قرار وزارة الأوقاف بمنع حلقات الذكر للصوفية فى المساجد؟
أولًا المساجد ليست مساجد وزارة الأوقاف لكن «مبارك» خصخص كل شىء وأمم الدين بقراره بتحويل جميع المساجد إلى تبعية وزارة الأوقاف، ثم إن «محمد مختار جمعة» وزير الأوقاف سلفى يتبع الجمعية الشرعية، وقد أقصى جميع خطباء الطرق الصوفية من المساجد، ومعظم الذين يخطبون فى المساجد من السلفيين، وبعد أن طالب الرئيس «السيسى» بتجديد الخطاب الدينى، تفتق ذهن وزير الأوقاف عن الخطبة المكتوبة، وهذا تقليد لدول الخليج، ويقرؤها الإمام دون إبداع، هذا لأنه رجل سلفى فقام بتقليدهم.
هل المتصوف ينكر الدنيا وزينتها؟
لا.. وأنا أجلس أمامك فى مكتب محترم ولدى كمبيوتر وجميع الأجهزة الحديثة، ولا ألبس جلبابًا مقطعًا، فلا يوجد ما يمنع التصوف من أن يعيش حياة محترمة وجيدة.
.. وكيف ترى بعض أصحاب الحال من الدراويش أمام المساجد والإسلام أمرنا بالزينة عند ارتياد المساجد؟
أولًا الحال هو أن يؤثر فى الإنسان بمجرد النظر للمتصوف، ولكن هؤلاء يشمئز منهم كل من يراهم، وهذا نصب واحتيال وتسول لأنهم لا يريدون العمل ويتكسبون من التسول، وهم بعيدون عن التصوف.
إذن يوجد فرق بين الصوفية والدراويش؟
لا يوجد دراويش فى التصوف، وكلمة درويش كلمة تركية معناها «عتبة الباب»، أى أن الناس كلها تدوس عليها، والدرويش لابد أن يكون متواضعًا مترفعًا عن الأذى حتى لو أذاه الناس.
كيف ينظر المتصوف للمرأة؟
ننظر إلى المرأة بأن وظيفتها الأساسية هى تربية أبنائها، وإذا نجحت فى هذا فقد أدت رسالتها، وإذا فشلت فإنها لم تؤد رسالتها، ونحترم ما تنتجه للأمة، ولا مانع من أن تعمل المرأة فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية، والمرأة مكرمة فى الدين الإسلامى عن أية ديانة فى العالم. ولكننا نتعامل مع المرأة فى المجتمعات العربية على اعتبار أننا نعيش فى مجتمع مغلق فنتعالى على المرأة، لكن المجتمع المصرى مجتمع مفتوح بعض الشيء عن المجتمعات العربية الأخرى.
أوامر الشيخ فى الصوفية أليست سمعًا وطاعة كالتى يعانيها المجتمع المصرى فى أدبيات الإخوان؟
لا.. لأن السمع والطاعة فى الصوفية فى حدود الشريعة، ومن يخالف الشريعة نرده إليها برفق ولين، وغير ذلك لا نرد ولا نتدخل، مثلا فى انتخابات الرئاسة كنا جميعا نؤيد الرئيس «السيسي» وعملنا مؤتمرات انتخابية ودعونا له، ولكن هل جميع أبناء الطريقة العزمية اختاروه، والله أعلم، فليس لدينا سمع وطاعة تجيز لنا التدخل فى الاختيارات إلى هذه الدرجة، ولكن فى تدخين السجائر نقول إنها حرام ولا يصح أن يدخن أبناء الطريقة، ومع ذلك يوجد بعضهم يدخن ولا نستطيع إجبارهم على ترك التدخين.
هل التجربة الصوفية ذاتية ولهذا لا نرى دعوات للتصوف؟
لا.. ليست تجربة ذاتية بل الصوفية تجربة عامة، ويوجد دعوات للانضمام إلى الصوفية، فإذا أعجب إنسان بهذا الفكر نطلب منه الانضمام إلينا وإذا وافق انضم، ولكن إذا اعترض على بعض الأمور نتركه ليكون محبًا للصوفية ولا نؤثر فيه للانضمام إلينا.
لكن بعض تعبيرات الصوفية بها صعوبة فى الفهم؟
نعم.. أنا معك فى هذا الرأى، حتى الإمام «محمد ماضى أبوالعزائم» أصدر كتابًا بعنوان «اصطلاحات الصوفية» بحيث من يقرؤه يفهم ما يقصده الصوفيون وهذا الكتاب مثل الناموس.
هل نرى أن التعبيرات الصوفية أنصفت الحلاج أم قضت عليه؟
لا.. بل الناس هم من لم يفهم الحلاج عندما قال: ما فى الجب إلا الله، وما معبودكم إلا تحت قدمى، وكان يقصد معبودهم هو الذهب، وما بالجب إلا الله، يوجد حديث للرسول «صلى الله عليه وسلم» يقول ما تقرب إلىَّ عبدى بأحب إلى مما فرضته عليه، ومازال عبدى يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أحبه، وإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها أى يصبح عبدًا ربانيًا. و«الحلاج» كان يقصد هذا لأنه وصل إلى معانى التسامح حتى فى عباراته ولم يكن يقصد أية اساءة إلى الله.
.. وهل ينطبق هذا مع ما قاله ابن عربى كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبادة؟
نعم.. هذا صحيح وكان يقصد عندما يتحدث الصوفى مع مجموعة صغيرة من جماعة المفترض أن الكل يفهم وهنا يتحدث بالمعانى التى يريدها ولن يوجد خطأ فى الفهم، إنما الرؤية الواسعة أى أن يكون الحضور كثيرًا، فلابد هنا أن يتباسط المتحدث بقدر الإمكان وتكون العبادة ضيقة ومضغوطة.
هل هناك علاقة بين منهج وفكر الصوفية وبعض الفلسفات القديمة من الهند وإيران؟
لا.. لأن الهندى الذى ينام على المسامير ساحر يسحر العيون، والهندى الذى لا يأكل مدة أسابيع فهذا من الفقر وليس من التصوف، ويوجد قصص وحكايات من الهند عجيبة ولكنها ليس لها علاقة بالتصوف.
البعض يقول إن الصوفية شيء والمعتقد شيء آخر فالفقهاء والعلماء أصحاب الشريعة، أما الصوفية فأصحاب الحقيقة والباطن، هلا ألقيت الضوء على هذه العبارة؟
الحقيقة شيء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل ميسر لما خلق له». وهذه هى الحقيقة أى أن الإنسان يعبد ربه، فهذه شريعة، والحقيقة لو أن الله لم يوفق الإنسان إلى العبادة فلن يعبده، وحقيقة الأمر أن الإنسان يرجع كل شيء إلى الله تعالى.
أين أنتم من العمل السياسي؟
أنا أرى أن الحياة كلها سياسة مع جميع خلق الله، فالعلاقة بين الرجل وزوجته أو أبنائه وزملائه وجيرانه سياسة، لأن السياسة لم تخرج من حياتنا أصلًا، وإذا كان الفرد على أخلاق، كما تحاول أن تقوم الصوفية ببناء الإنسان الذى له خلق حينها سيكون لدينا مسئول صادق لأنه على خلق، وهذا سيظهر فى كل أفعاله، ولن يكون مرتشيًا، إذًا الصوفية توظف السياسة بأن تدخل عليها الدين لإصلاح السياسة ولا تدخل السياسة فى الدين فتفسده.
هل هذه السياسة تختلف عن سياسة حسن البنا الذى قال نريد أن نربى الفرد المسلم ثم الأسرة المسلمة فيصبح المجتمع مسلمًا؟
سياسة الصوفية تختلف عن سياسة حسن البنا التى تطبق نظرية شعب الله المختار؛ لأن الصوفية ليس بها شعب الله المختار، ثم إن الطرق الصوفية ليست طرقًا بل هى أبواب على طريق واحد، فمثلًا فى الصوفية نجد المريد الذى يدخل الصوفية من باب العلم وآخر يدخل من باب الأخلاق وغيرهما يدخل من باب الذكر، وهكذا فهى أبواب مفتوحة لجميع خلق الله، وليست مقصورة على جماعة بعينها مثل جماعة الإخوان.
هل المتصوفة لا تخرج على الحاكم سواء كان صالحًا أم طالحًا؟
لا.. هذا غير حقيقى.. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الجهاد كلمة حق تقال عند سلطان جائر، والصوفية لا تخشى إلا الله، وقد رفض الإمام محمد ماضى أبوالعزايم مقابلة الملك «فؤاد» وأنا رفضت مقابلة «مرسي» فقد كان يريد أن يستميل الصوفية.
ولكنكم كنتم تحت طوع «مبارك»؟
لا.. هذا الانطباع وجد بسبب أحد الصحفيين وكان يحدثنى عن الخلافة فى الإسلام، فقلت له الخلافة تكون بوصية، كما أوصى سيدنا «أبوبكر» لسيدنا «عمر» بالخلافة من بعده أو أن تكون بالانتخاب كما جاء سيدنا «عثمان»، وسيدنا «علي»، أو بالإجماع كما حدث مع سيدنا «أبوبكر» فقال: وهل «مبارك» أوصى لابنه بالحكم؟ فقلت: انت عاوز تودينا فى داهية ولا إيه؟ فهناك فرق بين سيدنا «أبوبكر» والرئيس «مبارك» لدرجة أننى قلت له نكتة عن «مبارك» وعن الحكم، فنشر أننى أؤيد التوريث لجمال مبارك، ولكن الطريقة العزمية كانت الطريقة الوحيدة الممثلة عن الصوفية فى ميدان التحرير ب18 خيمة ضد «مبارك» وتأييدًا لثورة 25 يناير.
ما علاقتكم ب«القذافي» وهل كان من المتصوفة؟
نعم.. «القذافي» كان فى أواخر أيامه صوفيًا وعلاقتنا به كانت جيدة لأنه كان أفضل حاكم عربى مسلم والوحيد الذى خدم الأمة الإسلامية.
بماذا خدمها؟
«القذافي» خدم الأمة الإسلامية فى انه أنشأ جمعية الدعوة الإسلامية العالمية فى كل عاصمة من عواصم العالم، كان لها مركز ومسجد خاص بها لتساعد المسلمين فى كل مكان وفى ليبيا كان يستقبل الافارقة والآسيويين ليتعلموا حرفة حتى لا يتسولوا وحقن دماء المسلمين من الأقليات الموجودة فى إفريقيا وآسيا، حيث كانوا يقتلون، فأقام علاقات مع الرؤساء الافارقة والآسيويين لمنع إراقة هذه الدماء، ثم قام بنشر كتب التراث كلها بطبعات فاخرة وكان يوزعها على المسلمين مجانًا و«القذافي» قد يكون فى بداياته غير ملتزم، ولكنه بدءًا من التسعينات اتجه إلى التصوف وإلى خدمة الأمة الإسلامية وسعى لإصلاحها ومساعدتها.
هل تحدث معك إبراهيم عيسى عن شخصية بطل فيلم مولانا؟
الشخصية جاءت مصادفة، ولم يحدثنى أحد، وأرى من الخطأ إيقاف برنامج إبراهيم عيسى، وأيضًا استقالة الحكومة بالكامل حينما يظهر وزير فاسد بها، حتى تتعظ الوزارة الأخرى وتنتقى أعضاءها جيدًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.