أزمة الكتاب العربي بين النشر التوزيع والوسائط الحديثة، هذا هو العنوان الذي تناولته المائدة المستديرة الرابعة التي عقدت بسراي "الاستثمار 1" اليوم السبت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأدارتها الدكتورة سهير المصادفة. وفي بداية الندوة قال الكاتب سيد محمود : إن الهيئة المصرية العامة للكتاب هي المؤسسة الرسمية للنشر المنوط بها صناعة ثقافة وطنية، لكننا نفتقد غياب السياسات الثقافية، وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور منافسة غير متكافئة بين دور النشر الخاصة، لأننا حتى الآن لا نعرف احتياج السوق الثقافية المصرية وليس لدينا دراسات وثيقة الصلة بها . وأضاف سيد أن غياب مثل هذه الدراسات جعل أمر النشر في النهاية عشوائيا، والدليل على ذلك ما وصفه ب"حمى كتب الثورة" التي أصابت السوق، فهي تتحدث عن حدث عظيم إلا أنها تتوجه إلى قارئ لا تعرفه . وتابع سيد قائلاً : نحن نعاني من تداخل الأدوار فنجد أن ما ينشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة – مثلا – هو ما ينشر بالمركز القومي للترجمة، فهل توقفنا بعض الوقت وتساءلنا عن مبيعات هذه الفروع التي تتبع وزارة الثقافة؟ خاصة وأن الهيئة تمتلك أكثر من 16 سلسلة ومعظم ما تم نشره في الثلاث سنوات الأخيرة لم يحصل على أي جائزة، ورغم ذلك لم نتساءل : لماذا أعمال دور النشر الخاصة تحظى بالجوائز أو على أقل تقدير ترشح لها ؟. ودعا سيد إلى التوقف أمام عملية الدعم الثقافي الذي تمنحه الدولة وكيف نستفيد منه على الوجه الأكمل، والتساؤل هل المشكلة في اختيار الأعمال أم في التوزيع أم في الدعاية؟، كما طالب بالاتجاه إلى نشر كتب التراث والترجمة أما الإبداع فيجب أن يعرض على لجنة شفافة تدرك أهمية الدعم ومستحقه . وقال الدكتور زين عبد الهادي مدير هيئة دار الكتب والوثائق القومية إن مصر تطبع سنويا ما يقرب من 10 آلاف كتاب لا نراها كلها، ونولي الآن اهتماما بوضع أرقام الإيداع لأن ذلك ما يحمي الكتاب في الداخل والخارج. وأضاف د. زين أننا نمتلك جهات نشر حكومية وخاصة وشعبية، ووزارة الثقافة لا تنتج سوى عشر الإنتاج الكلي بمعنى إذا كنا ننتج 10 آلاف عنوان في العام الواحد الوزارة لا تنتج سوى ألف عنوان، أي بمعدل كتاب ونصف يوميا . وقال د. عبد الهادي إن العالم العربي ينتج نحو 40 ألف كتاب، أي أن مصر تنتج نحو 25 % من مجمل الإنتاج العربي، ومع ذلك فالعالم العربي كله لا ينتج سوى سدس ما ينتجه الغرب كله، فبعض الدول الأوروبية تنتج وحدها 40 ألف عنوان، لأن العالم العربي بأكمله لا يملك أي استراتيجية ثقافية ولابد في الفترة القادمة العمل على إنتاج هذه الاستراتيجية والاهتمام بالشراكة العربية. وأضاف محمد صالح المعالج - ضيف الشرف من دولة تونس- ، إن حالة توزيع الكتاب وإنتاجه في تونس تشبه الحالة المصرية فهناك هيئات تتبع الدولة تنافس نظيرتها الخاصة محدودة الإمكانيات. وأضاف المعالج أن سوق الكتاب ضيقة وتعاني من التوزيع بشكل عام لغياب القارئ العربي، بسبب ضعف دخله أو اعتباره القراءة مجرد رفاهية لا أكثر، خلافا للقارئ الغربي . ودعت الدكتورة فاطمة البودي -مدير دار عين للنشر- هيئة الكتاب إلى دعم توزيع كتب دور النشر الخاصة من خلال منافذ توزيعها في مصر، قائلة : إننا على المستوى الخارجي كناشرين نعاني من مسألة التوزيع، وهو ما يجعلنا نطالب اتحاد الناشرين المصريين والعربي بالعمل على إيجاد ميثاق موحد بين الدول العربية لتوزيع الكتب وتبادلها . وقال الدكتور أحمد محمد إبراهيم إن هناك سوءا في التوزيع يعاني منه الوطن العربي كله، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 100 عنوان تونسي لكتب مهمة ورغمك ذلك فهي غير موجودة بالجناح الرسمي لدولة تونس ضيف الشرف ،موضحاً أن المطلوب هو دفع الجهود للأمام من خلال سياسة تزويد عادلة للكتب داخليا وخارجيا، لأن دور النشر العربية الخاصة ليست مهيأة لدورها المنوط بها . ويري الدكتور أحمد علي حسن أن القانون لابد أن يفعل في حكم العلاقة بين المؤلف والناشر سواء كان النشر ورقيا أم إلكترونيا .