قال تعالى «إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا» «الإنسان: 5» وتفسير الآية أن أهل الطاعة والإخلاص الذين يؤدون حق الله يشربون يوم القيامة من كأس فيها خمر ممزوجة بأحسن أنواع الطيب وهو ماء الكافور، وقد عُلم ما فى الكافور من التبريد والرائحة الطيبة. وشجرة الكافور شجرة ضخمة دائمة الخضرة قد يصل ارتفاعها إلى خمسين متراً، وتعتبر من أسرع الأشجار نموّاً فى العالم؛ حيث إنّها من الممكن أن ترتفع إلى ما يقارب عشرة أمتار سنويّاً، وخشبها شديد البياض زكى الرائحة، والكافور يتواجد داخل العود والساق يتساقط إذا نُشرت الشجرة وهو شديد البياض رقيق. ولا تعدّ هذه الشجرة الوحيدة الّتى تنتج الكافور، فمن الممكن استخراجه من نباتاتٍ أخرى، ولكن بكميّاتٍ أقل بكثير من شجرة الكافور الأصليّة، والموطن الأصلى لشجرة الكافور الصين واليابان وتايوان وفيتنام، وقد انتقلت زراعته لبلدان أخرى، وفى الدول العربية يوجد منه كميات كبيرة فى مصر، وملوك الهند أوّل من عرفوا الكافور. والزيت العطرى للكافور يدخل فى الطب لعلاج أمراض البرد وطرد الغازات وعلاج السعال الديكي والربو الكحّة والتهاب الشُّعب الهوائيّة ومسكن للصرع والجنون، كما يفيد فى علاج الروماتيزم وآلام المفاصل وعلاج الإنفلونزا والزكام عند استعماله تدليكاً أو تبخيراً. ويستخدم الكافور فى معالجة هبوط ضغط الدم إمّا عن طريق الفم أو الاستنشاق. كما أن دهن المناطق المصابة فى الظّهر بمرهمٍ يحتوى على الكافور يخفّف من الآلام. وتستخدم مادة الكافور فى عمل مستحضرات للتّجميل مثل: منظّفات البشرة ومستحضرات علاج حروق الشّمس وعمل بعض أنواع الصابون وغسول الفم، وكذلك يستخدم ماء ورق الكافور بعد سلقه لإطالة الشّعر. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يضع الكافور مع غُسل الميّت؛ حيث بيّن عليه السلام أنّ الميّت يجب أن يكرّم ويوضع فى صورة نهائيّة سليمة وطاهرة؛ لأنّه يكون فى معيّة ربّه، لذا يقوم النّاس بتغسيل الأموات مستخدمين الكافور نظراً لرائحته الطّاهرة والقابضة، وبالتّالى تحفظ الميّت.