اتحاد كرة اليد يعلن برنامج مباريات الفراعنة الودية استعدادا لأولمبياد باريس    المشدد 5 سنوات لعامل هدد فتاة وابتزها بنشر صور مخلة لها في شبرا الخيمة    مراسل القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تواصل قصف مدينة رفح ومخيم النصيرات    معيط: نستهدف بناء اقتصاد أقوى يعتمد على الإنتاج المحلي والتصدير    تعاطف دولى مع فلسطين رغم فداحة الثمن    هالاند يقود هجوم منتخب النرويج فى مواجهة الدنمارك وديا    «المصريين»: العلاقات بين مصر وأذربيجان شهدت طفرة بعهد الرئيس السيسي    تقارير: باريس سان جيرمان يتفاوض لضم أوسيمين    تقارير: حارس درجة ثانية ينضم لمران منتخب ألمانيا    على فرج يتأهل إلى نهائى بريطانيا المفتوحة للاسكواش    معلومات حول أضخم مشروع للتنمية الزراعية بشمال ووسط سيناء.. تعرف عليها    حُكم لصالح الدولة ب12 مليون جنيه من شركة دمرت الشعاب المرجانية بالغردقة    رئيس الشؤون الدينية بالحرمين: نستهدف توزيع مليون مصحف مترجم خلال موسم الحج    كلية الزراعة بجامعة القاهرة تحصل على شهادة الأيزو    اعتزال شيرين رضا .. حملة إعلانية    انطلاق فعاليات حفل توقيع ومناقشة «أنا وعمي والإيموبيليا» للروائي ناصر عراق    وزيرة الثقافة تُشارك في حلقة نقاشية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان حول    دعاء النبي في العشر الأوائل من ذي الحجة.. أدعية مستجابة لمحو جميع الذنوب (الكوامل الجوامع)    الصحة: استحداث خدمات طبية جديدة بمستشفى العلمين النموذجي خلال 2024    دروس من سيرة ملك القلوب    10 أسماء.. قائمة الراحلين عن الأهلي بنهاية الموسم    كيف تحصل على تعويض من التأمينات حال إنهاء الخدمة قبل سداد الاشتراك؟    يوسف أيوب يكتب: الحكومة الجديدة أمام مهمة صعبة    وزير العمل يشدد على التدخل العاجل لحماية حقوق العمال ضحايا الإحتلال في فلسطين    مصر تدين بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    #الامارات_تقتل_السودانيين يتصدر "لتواصل" بعد مجزرة "ود النورة"    المعاهد النموذجية تحصد المراكز الأولى في الابتدائية الأزهرية بالإسماعيلية    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية الأزهرية بشمال سيناء    آخر تحديث لإيرادات فيلم السرب بالسينمات المصرية    سناء منصور تحتفي بنجيب الريحاني في ذكرى وفاته: «كوميديان نمبر وان»    قائمة أفلام عيد الأضحى 2024.. 4 أعمال تنافس في شباك التذاكر    محافظ الشرقية يشارك في اجتماع المعهد التكنولوجي بالعاشر    «الإفتاء» توضح حكم صيام عرفة للحاج    ما حكم طواف الإفاضة قبل رمي جمرة العقبة؟.. «الإفتاء» تجيب    وزير التعليم يتسلم نتيجة مسابقة شغل 11 ألفا و114 وظيفة معلم مساعد فصل    "اهدى علينا".. رسالة من تركي آل الشيخ إلى رضا عبد العال    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية دمشاو هاشم لمدة يومين    لماذا يحتاج الجسم لبكتريا البروبيوتيك؟، اعرف التفاصيل    أنباء عن هجوم بمسيرة أوكرانية في عمق جمهورية روسية    العثور على 5 جثث في منطقة جبلية بأسوان    في خدمتك | تعرف على الطريقة الصحيحة لتوزيع الأضحية حسب الشريعة    فتاة بدلا من التورتة.. تفاصيل احتفال سفاح التجمع بعيد ميلاده الأخير    المشدد 5 سنوات لمتهم في قضية حرق «كنيسة كفر حكيم»    انطلاق مهرجان نجوم الجامعات    وزير الأوقاف: لا خوف على الدين ومصر حارسة له بعلمائها وأزهرها    وليد الركراكي يُعلق على غضب حكيم زياش ويوسف النصيري أمام زامبيا    هيئة الدواء في شهر: ضبط 21 مؤسسة غير مرخصة ومضبوطات بأكثر من 30 مليون جنيه    وزيرة التخطيط تبحث سبل التعاون مع وزير التنمية الاقتصادية الروسي    أخبار الأهلي : مفاجأة ..ميسي قد يرافق الأهلي في كأس العالم للأندية 2025    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    محافظ المنيا: توريد 373 ألف طن قمح حتى الآن    راديو جيش الاحتلال: تنفيذ غارات شمال رفح الفلسطينية مع التركيز على محور فيلادلفيا    كاتب صحفي: حجم التبادل التجاري بين مصر وأذربيجان بلغ 26 مليار دولار    إصابة 6 أشخاص فى انقلاب ميكروباص على زراعى البحيرة    رئيس جامعة المنوفية: فتح باب التقديم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    النائب علي مهران: ثورة 30 يونيو بمثابة فجر جديد    جولة مفاجئة.. إحالة 7 أطباء في أسيوط للتحقيق- صور    تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يتصدر المباحثات المصرية الأذربيجية بالقاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النظام الجديد ل«الثانوية».. رصاصة الرحمة على التعليم
تحولت إلى حقل تجارب لخيالات الوزراء
نشر في الوفد يوم 03 - 06 - 2017

المسئولون رفعوا الراية البيضاء .. والطلاب وأسرهم حائرون فى «عنق الزجاجة»
نظام السنوات الثلاث كارثى ويزيد من معاناة أولياء الأمور ويرهقهم مادياً مع الدروس الخصوصية
الثانوية العامة «بعبع» الأسر المصرية على مر العصور.. ليس فقط كونها نقطة فارقة فى حياة ومستقبل الطالب بل انها تحتاج لتدبير وتخطيط لفترات طويلة لتجهيز أموال الدروس الخصوصية وتخطيط حالة الطوارئ للأسرة كاملة.
الثانوية العامة قهرت كل الحكومات المصرية ورفع أمامها وزراء التربية و التعليم على مر العصور «الراية البيضاء».. هزيمة واستسلاما والسبب ببساطة عدم وجود منهج علمى مدروس للعملية التعليمية ككل والاعتماد على الحشو والحفظ ما خرج بمصر بعيدا عن التصنيف العالمى.. وبات خريجو الجامعات المصرية دون المستوى.
ولأن الثانوية العامة تعد عنق الزجاجة وبداية تحديد المسار لطالب العلم فقط خضعت للعديد من التجارب المقتبسة والممنهجة والنتيجة مزيد من الانحدار التعليمى واللعب بأعز ما تملك الأمة.. مستقبل أبنائها.
الغريب فى الأمر أننا نعيد نفس التجارب دون الاستفادة من أخطاء الماضى أو عناء محاولة النظر إلى الخلف لتزداد المأساة وتتراكم جبال التجارب غير المدروسة على الطلاب وأولياء أمورهم حيث يكتوى الجميع بنار الدروس الخصوصية وبدلا من أن تكون المعاناة لسنة واحدة ستصبح ثلاثا.
معظمنا عاش تجربة الثانوية القديمة نظام العام الواحد ثم جربنا الثانوية التراكمية - نظام التحسين - عامان ألهبا صدور وجيوب الأسر المصرية وزاد معهما الضغط نظرا لزيادة الدروس الخصوصية، وتم إلغاء النظام لعدم جدواه، والآن تتجه وزارة التربية لأن تعتمد الثانوية العامة على النظام التراكمى لمدة 3 سنوات!
الحقيقة أن المأساة الجديدة سيكون عمرها 4 سنوات إذا أضفنا إليها امتحان إتمام الشهادة الإعدادية.. باختصار الطالب المصرى سيكون ملزما بالمرور من عنق الزجاجة بعد معاناة منذ بداية الصف الثالث الإعدادى حتى الحصول على الثانوية العامة.. أما أولياء الأمور فإنهم يحتاجون إلى تدخل العناية الإلهية لتدبير الأموال اللازمة للدروس الخصوصية والتحكم والسيطرة على أولادهم خوفا من الانهيار أو الانتحار!!
بعد 200 عام من تطبيق هذا النظام فى مصر، فجأة وبلا مقدمات، سيتحول عام الرهبة والخوف إلى 4 أعوام طحنا للطالب والأسرة معا، بدءا من الإعدادية حتى الثانوية، المستقبل مبهم، ودخول الجامعة من رابع المستحيلات، ورغبات الطلاب فى التراب بعد إلغاء الأدبى والعلمى.
تصريح الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، عن نظام الثانوية العامة الجديد، هز أركان البيوت المصرية، وتلاعب بأعصاب جيل كامل، خاصة بعد أن أعلن أن النظام سيعتمد على نظام تراكمى مثل الجامعات. وأنه سيكون متاحاً أمام الطالب أن يحصل على مجموع تراكمى فى الثانوية العامة بسنواتها الثلاث، ولم تكن هناك سنة واحدة تحكم مستقبل الطالب، ولن يكون هناك شىء اسمه علمى وأدبى.
وأوضح الوزير، أنه سيتم احتساب النجاح فى الثانوية على ما يتحصله الطالب فى الصفوف الأول والثانى والثالث، ليكون أمامه فرصة لتحسين مستواه إذا أخفق فى أى سنة، على أن تكون مدة صلاحية شهادة الثانوية العامة 5 سنوات، يستطيع الطالب خلالها أن يتقدم إلى الجامعة فى أى وقت.
وأشار الوزير إلى أنه سيكون أمام الطالب أن يعمل أو يبحث أو يقوم بأى شيء خلال الخمس سنوات ثم يتقدم إلى الجامعة، على أن يتم تغيير نظام التنسيق تماماً من خلال اختبارات قدرات وبنوك أسئلة مؤهلة لدخول الجامعة.
وقال وزير التعليم: هذا لا يعنى أن أبناء الكبار فى الدولة هم فقط من سينجحون فى هذه الاختبارات، كما يردد البعض من خلال الواسطة والمحسوبية، هذا لن يحدث، وللأسف الجميع يخشى ذلك، وهذا لن يحدث، كل شيء معمول حسابه كويس.
ولمزيد من التوضيح والشرح المفصل قدم مشروع تطوير النظام الجديد للثانوية العامة فى 17 نقطة تم تداوله من خلال مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» و«الواتس آب».
الثانوية العامة شهادة منتهية ولا علاقة لمجموعها بالقبول بالجامعات.
يمكن لخريج الثانوية العامة العمل بشهادته فى بعض الوظائف التى لا تتطلب شهادة جامعية.
يمكن لخريج الثانوية العامة التقدم للخدمة بالقوات المسلحة قبل الدخول فى الجامعة.
يدخل فى تقدير الثانوية العامة الثلاث سنوات مجتمعة.
الدور الرئيسى فى عملية التعلم هو الطالب وليس المعلم.
لن يكون هناك كتب مدرسية ولن يكون هناك منهج محدد، وبالتالى لن يكون هناك أى حاجة لدى الطالب أو الأسرة لتلقى الدروس الخصوصية.
ستكون عملية التعلم كما يلى: سيطلب المعلم من بعض الطلبة عمل بحث فى موضوع معا: مثلا الرابطة الأيونية، وسيتوجه الطلبة لموقع بنك المعرفة للبحث عن الرابطة الأيونية، هناك عشرات الفيديوهات على هذا الموقع بها شرح لمعلمين أجانب ومدبلجة وتعتمد أيضا على التعليم الافتراضى بالرسوم المتحركة وسيقوم الطالب بعملية الشرح للفصل بأكمله، وسيكون دور المعلم هو التوجيه والتصحيح إذا فهم الطالب المعلومة بطريقة مغلوطة.
ستكون هناك درجات على الحضور والإلقاء فى الفصل وامتحانات الشفوى.
من سيختبر الطلبة فى امتحانات الشفوى معلمون من مدارس ومحافظات أخرى.
سيكون لكل طالب ملف لحظة دخوله الصف الأول الثانوى سيدون فيه كل معلم ملاحظاته عن الطالب، مثلا سيكتب المعلم أنه يلاحظ ان للطالب مهارة أدبية فى صياغة العبارات أو ان لديه مهارة عقلية فى الرياضيات، او انه متفوق فى الكيمياء، وسيدون أيضا سلوك الطالب فى هذا الملف من كل من المعلم والإخصائى الاجتماعى والإخصائى النفسى ومدير المدرسة، سيكون لهذا الملف دور هام فى القبول بكليات الفنون الجميلة والتربية الرياضية والكليات الأدبية إذا نال الطالب مثلا جائزة فى مجال الشعر أو مسابقة رياضية، وستنظر جميع الكليات إلى سلوك الطالب.
لن يكون هناك علمى أو أدبى، وسيكون هناك أصلا تداخل فى العلوم، فمثلا سيكون هناك موضوع كبير عن الماء، سيتحدث الطالب عن كيمياء الماء والخواص الفيزيائية للماء وجيولوجيا المياه، والبيئات المائية وهكذا.
سيكون المحتوى العلمى أقل مما هو الآن والدور الأكبر للأنشطة، وسيوضع فى الملف أنشطة الطالب الفنية والأدبية والرياضية والاجتماعية.
سيكون تقدير نظام الثانوية العامة بممتاز أو جيد جدا أو جيد أو مقبول.
ستعلن كل كلية على حدة عن حاجتها الى عدد محدد من الطلبة، فمثلا كلية صيدلة إسكندرية ستعلن عن حاجتها إلى 500 طالب فقط، وأى طالب يرغب فى التقدم لها يتقدم بملفه إلى الكلية ويدخل فى منافسة على امتحانات القبول، ستعلن كلية الصيدلة أن امتحانات القبول ستكون فى الرياضيات والكيمياء والفيزياء والبيولوجى، وستكون جميع الامتحانات مرقمة على الحاسب الآلى وغير خاضعة للعنصر البشرى نهائى.
يجوز للطالب مثلا الراغب فى كلية الصيدلة ان يقدم فى جميع كليات الصيدلة بالجمهورية واذا لم ينجح فى الاختبارات فى المرة الاولى يجوز له ان يعد نفسه من جديد بشرط الا يمر 5 سنوات على نيل شهادة اتمام الثانوية العامة.
سيبدأ تطبيق الثانوية العامة فى صورتها الجديدة على الطلبة التى ستلتحق بالصف الأول الثانوى فى سبتمبر القادم.
سيتم الإعلان عن التفاصيل الكاملة فى يوليو القادم، وسيتم إطلاق منصة المناهج الجديدة ببنك المعرفة فى سبتمبر القادم.
مفاجأة «برعى»
مفاجأة لم أتوقعها من رد النائب عبد الرحمن برعى عضو لجنة التعليم بالبرلمان، عندما سألته عن رأيه ودور البرلمان فى نظام الثانوية العامة الجديد؟ قال وبكل تأكيد وعزم حتى الآن لا يسمى نظام، ده كله كلام نظرى مقترح ليس له قواعد ولا شكل ولا نظام ولا يؤخذ به علي محمل أنه كلام نهائى، فهذا الكلام ليس أكثر من تصورات لم تخرج لمرحلة النور.
وأكمل: ما قاله وزير التعليم مجرد كلام لم يصل لمرحلة الإجراءات ولا نظام قبول بكليات، ولم يتم الربط ولا التنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى، ولا حتى وزارة التربية والتعليم تعلم عنه شيئا.
كررت سؤالى على النائب بطريقة مختلفة وقلت: الدكتور طارق شوقى صرح فى أكثر من لقاء ومداخلة تليفونية عن النظام الجديد للثانوية العامة والمزمع بدؤه فى سبتمبر القادم.
فأجاب مؤكدا: أنه كلام بعيد عن أرض الواقع ولا يوجد مقترح يسمى نظام الثانوية العامة الجديد ولم يعرض على الوزارة أى كلام فى هذا الشأن وهذا الكلام ليس الا كلاما يتخيله الوزير.
ورغم إصرار النائب وتأكيده على عدم وجود نظام جديد للثانوية العامة، فرضت عليه سؤالى الأخير، ماذا لو طبق هذا النظام أو قدم للمناقشة؟
قال وهو بنفس الإصرار: اذا كان النظام يحمل مثقال ذرة عدم ضمان وتدخل دور المجاملات على اعتبار اننا شعب مجامل لن يتم هذا النظام الجديد.
وتساءل النائب: كيف أضمن لابن الفلاح ان يقبل فى الكلية التى يريدها ؟!! فإذا كان الموضوع سيتم على خلفية القبول فى كليات الشرطة واختبارات النيابة الإدارية، فمن المنتظر القضاء على كل حاجة حلوة فى البلد.
شاهد عيان
اتصلت بالدكتورة زينات طلابة استاذ بمعهد التخطيط القومى وشاهد عيان على تصريحات وزير التربية والتعليم أثناء مؤتمر «مستقبل التعليم .. حلول ابداع» سألتها عن عيوب ومميزات نظام الثانوية العامة الجديد فأجابت بكل ثقة لا استطيع الرد على تساؤلك إلا عندما يكون هناك قرار رسمى صدر فى هذا الشأن.. فلماذا نستبق الأحداث، طالما كل ما قيل مجرد كلام ودراسة ليس إلا.
وأضافت: عندما ذكر وزير التعليم مشروع تطوير نظام الثانوية العامة الجديد أثناء المؤتمر كنت حاضرة الكلام وكان عبارة عن مناقشة عادية ومجرد تصورات.. وفوجئت بعدها بمانشيتات على جميع المواقع الالكترونية والصحف الورقية بنظام الثانوية الجديد والحقيقة انني استغربت واندهشت لأنها لم تخرج عن كونها مناقشة ودراسة وليس قرارا.
وأشارت د. زينات إلي أنه سوف يعقد خلال الأيام القادمة مؤتمر بالمركز التربوى بحضور ممثلين عن منظمة اليونسكو ووزير التربية والتعليم وننتظر إذا كان هناك جديد فى نظام الثانوية العامة.
سألتها: وما رأيك اذا صدر قرار بالنظام الجديد؟
قالت: أكبر خطأ أن نعالج او نتناول موضوع التعليم جزئيا، لابد من معالجة ودراسة الموضوع فى إطار منظومة التعليم ككل لكل المراحل بدءا من المتابعة المستمرة للطالب من البداية.. وصولا بالاتفاق بين وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالى ووزير التخطيط.
200 سنة ثانوية
الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية لخص النظام الجديد فى عدة نقاط:
أولا: حتى الآن لم أر من النظام الجديد للثانوية العامة المعلن عنه إلا ملامحه العامة ولم تتضح إجراءاته ولا طريقته، ولا كيف سيتم هذا النظام. ولا ذكر من هم المدرسون الذين سيتمكنون من تطبيقه، خاصة أن المدرسين مصابون بالإحباط وعلى حافة التسول، وفى انتظار أى فرصة لمضاعفة الدروس الخصوصية نظرا لتدنى حالهم.
ثانيا: لم يسبق ان طبق هذا النظام فى اى مكان فى العالم، الثانوية العامة أو الثانوية التجهيزية طبقت فى مصر منذ عام 1825 أى منذ حوالى 200 سنة، لا يصلح إطلاقا أن يتم تغييرها بجرة قلم، وفجأة دون استعداد لها.
وأضاف د. مغيث: لم يستفد أحد من تجربة الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق عندما قرر أن تكون الثانوية العامة سنتين بدلا من سنة واحدة وسمى هذا النظام بنظام التحسين، وكان الغرض منه توزيع الجهد على سنتين بدلا من سنة واحدة، وبالفعل طبق النظام وكانت النتيجة صادمة ومخيبة للآمال لأن التغيير كان فى احتساب المجموع فى العامين فقط دون تغيير فى الامتحان وطرق التدريس، وبدل ما كانت الأسرة 10 آلاف جنيه دروسا خصوصية فى سنة واحدة دفعت 20 ألفا فى سنتين!! وبعد مرور 7 سنوات قرر د. بهاء الدين إلغاء نظام التحسين.
وعن إلغاء نظام التنسيق أكد د. مغيث أنه لا يوجد نظام تعليم فى الدنيا بإمكانه إلغاء الخبرة السابقة قبل دخول الجامعة، ولكن ممكن ان يكون للثانوية العامة نسبة فى دخول الجامعة. وتساءل د. مغيث: ما علاقة وزير التربية والتعليم بالجامعة أليس ذلك من اختصاص وزير التعليم العالى، ما يخص التنسيق مسئولية وزير التعليم العالى أو تشكيل لجنة برئاسة أحدهما أو برئاسة رئيس مجلس الوزراء.
أما عن الخطر والمخاوف من تطبيق هذا النظام فحدده الخبير التربوى فى سؤالين: من سيضمن أن تتصف الامتحانات بالثبات والبعد عن الفساد والتحالفات الشخصية؟ كيف نضمن ان تتيح الجامعة فرصا لدخول الطلاب دون عراقيل، وألا تجد الأسر أمامها إلا التعليم الخاص، وهذا سيكون اتجاها خطيرا فى خصخصة التعليم فى مصر.
فاشل
وفى ذات الوقت شنت صفحة "تمرد على المناهج التعليمية" والتى تضم ما يزيد على 264 ألف عضو على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» هجوما حادا على النظام الجديد ووصفته بالفاشل، وسطرت التعليقات معاناة وعذاب الأسر من دروس خصوصية للواسطة والمحسوبية، لتوتر الأعصاب، علقت رانيا قائلة: فى مصلحة المعلم اولا واخيرا تترك للمعلم تقييم الطالب فى ملفه يبقى أنت عملت إيه بقى، برده بالفلوس تعدى واديك تقييم زى الفل!! المطلوب من كل طالب يبقى عنده «لاب توب» أو كمبيوتر شخصى للمذاكرة، مطلوب من الأهل يوطوا ويطاطوا للمدرسين بدل ما تشيل سكينة الدروس من على رقبتهم، من سيختبر الطلاب شفوى معلمون من محافظات أخرى؟ طبعا رهبة نفسية ما بعدها رهبة.
تعلن الكليات عن ما تريده كل عام من عدد طلاب لا والله والباقى يعملوا إيه!!
ممكن تقدم لابنك فى كلية مثلا الصيدلة على مستوى المحافظات كلها لف بيه بقى يا باشا وامتحنه فى كل محافظة امتحان قدرات وما أدراك ما امتحان القدرات فى بلد الفساد ركن أساسى مترسخ فيها.
ادفع علشان تعدى أو هات واسطة ومحسوبية علشان تعدى.
وأضافت: إحنا مش معترضين على النظام.. جميل، وبلاد كتير مطبقاه. بلاد عندها امكانيات وظروف يناسبها هذا النظام، لما تقضى على الفساد والروتين والناس تبقى كلها من الأغنياء والتعليم يصبح رفاهية طبقة طبقة، من أولى ابتدائى مش تنط بالباراشوت على أبنائنا بقالهم 9 سنوات يتعلموا فى نظام تعليمك العقيم وتييجى فى سنوات مستقبلهم تطالبهم يمسحوا نظامك العقيم (الداتا)، وتحطلهم نظام ميمشيش مع الامكانيات المتاحة، زى الكمبيوتر، النسخة هتقع وهيهنج.
ووجهت رسالة لوزير التعليم قائلة: عذراً سيادة الوزير، أبناؤنا ليسوا فئران تجارب.. عذراً الإصلاح يبدأ من قاعدة الهرم وليس رأسه. نحن فقط من حقنا إبداء رأينا والتمسك به بقوة دفاعاً عن مستقبل أبنائنا.
الإطاحة برغبات الطلاب
وتساءلت رشا شعبان: إلغاء العلمى والأدبى.. إللى معندوش ميول علمية يدرس إزاى المواد العلمية؟!!
4 سنوات فى عنق الزجاجة
ووصفت عبير الزهور النظام الجديد بالعقيم ودخول فى معاناة الدروس وضغط الأعصاب والتوتر 4 سنوات بدل من سنة واحدة.
وكتبت منى بشير فى لهجة ساخرة: لما تقولى مفيش واسطة ولا المحسوبية حصدقك.. عايز تفهمنى ان ابن الزبال يدخل الطب وابن الدكتور لأ!!
كارثة
وبعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعى سألنا الأمهات والآباء فى النظام الجديد للثانوية العامة فجاءت الإجابات متفقة شكلا ومضمونا مع ما ذكره أعضاء تمرد على المناهج التعليمية.
حنان رفيق اعتبرت الامتحانات الشفوية كارثة كبرى، لأن أولاد المدرسين الواسطة والرشاقة ستكون الكاسح الأعظم فى تفوق الطلاب.
ورأت لمياء محمد أن المدرسين غير مؤهلين للتغيير المفاجئ حتى الطلاب وأولياء الأمور غير مستعدين للتطوير المفاجئ، والمفترض أن يطبق هذا النظام من سن الحضانة لإنشاء جيل مختلف تماما عن سابقه، جيل مستعد ومدرب منذ الصغر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.