وصفت بأنها حزب الكنبة تارة، وأغلبية صامتة تارة أخرى، ولكن المحصلة أن خلع هذه الفئة من المصريين لنقاب الصمت الذى ارتدته لشهور طويلة منذ بدء الثورة قلب موازينا ومعادلات كثيرة، هم ممن لم يشاركوا فى الثورة بفاعلية ملموسة لكنهم كانوا يتابعون بدقة وحذر مجريات الأمور وتطوراتها، قلقين على مستقبل البلاد كما قالوا، فدائما فى عرف أى ثورة توجد قطاعات كبيرة من الشعب تخشى فكرة التغييرات الجذرية غير محمودة العواقب التى تحدثها زلازل الثورة. نعم للاستقرار وعلى الرغم من أنهم يعانون من نفس المعاناة التى يتجرعها جموع المصريين، وهنا نستطيع القول بأن تحركات ما يسمى الأغلبية الصامتة ظهرت وبقوة وقت الاستفاء الدستورى، مصوتين لما اعتبروه الاستقرار ودعم المجلس العسكرى لقيادة المرحلة الانتقالية حتى تسليم السلطة وفقا للجدول الزمنى الذى حدده، مشاركتهم الملحوظة عندما خرجوا إلى ميدان العباسية مؤيدين للمجلس العسكرى، ورافضين لمحاولات إسقاطه وإسقاط الدولة على حد تعبيرهم، حيث إن الثوار فى وجهة نظرهم ما هم إلا حفنة قليلة لا تعبر عن باقى الشعب الذين يمثلون هم أغلبيته، وبالتالى لابد أن يسمع صوتهم . تبع ذلك نزولهم بقوة فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة التى أسفرت عن فوز التيار الإسلامى بأجنحته ومسمياته المختلفة. بالتأكيد كل هذه الإرهاصات كانت رسالة مفادها أن فئة ما لديها أيضا قدرة على قلب الطاولة وتغيير أرقام المعادلة، لينقسم المشهد الثورى فى مصر إلى قسمين، يتفقون فى التطلعات، يختلفون فى الآليات . الأغلبية الغائبة ... حاضرة فى التحرير الأغلبية الصامتة أعلنت عن مشاركتها فى الاحتفال بذكرى الثورة، ولكن على طريقتهم الخاصة، حيث قالو إنهم سيرسلون وفدا من قيادتهم إلى ميدان التحرير للمشاركة فى الاحتفالات باعتبار أن ميدان التحرير كان الشرارة الأولى للثورة، كما أعلنت ما يسمى حركة "الأغلبية الصامتة.. صوت مصر" ، ومنددة فى الوقت ذاته بما وصفته الدعوات غير المسئولة التى تدعى إلى ثورة ثانية، معتبرة إياها مدعاة للفوضى "المدمرة والتفافًا على إرادة الملايين من الشعب المصري، الذين اختاروا من يمثلهم عن طريق صناديق الانتخاب، بالإضافة إلى دعاوى التحريض المستمرة نحو المؤسسة العسكرية، مما يجعل الخاسر من هذه الدعاوى هو الوطن" وهو ما جاء فى بيان الحركة. لهم التحرير.. ولنا العباسية !! وحسب ما أعلن ستبدأ الأغلبية الصامتة تحركاتها الرئيسية واحتفالاتها من أمام أكاديمية الشرطة بالعباسية بإقامة منصة، على أن تبدأ من الواحدة ظهراً حتى الخامسة مساءً، بالإضافة إلى احتفالية أخرى ليلية في ميدان العباسية. كل هذا يقود إلى أن هذه الأغلبية التى لم تعد صامتة، بدأت تدخل بقوة فى المشهد الثورى المصرى مما يتطلب استيعاب وجودها والتعامل معها، بحيث تكون هناك أرضية مشتركة بينها وبين القوى الثورية الأخرى لضمان تحقيق أهداف الثورة، التى قد تواجه مأزقا كبيرا فى ظل الاختلافات والاتهامات المتبادلة بين الأغلبية الصامتة والتيارات الثورية التى اعتبرت معرقلة لمسيرة الثورة . بقى أن نقول إن هناك من يدلو دلو هذه الجماعات، خاصة بعد أن عمد المجلس العسكرى بسياسته المتباطئة لحسم الكثير من الأمور، ما أدى إلى تفاقمها خاصة مسألة الانفلات الأمنى والبلطجة ، والتأليب الذى يمارسه إعلام الحكومة ضد الجماعات الثورية ووصفه بالبطلجية. وهو ما عضد من شوكة ما سمى بحزب الكنبة والأغلبية الصامتة فى مواجهة الثوار الين نعتوهم بالمخربين ...إنها أغلبية صامتة ....ولكن قلبت الموازين ...!!!