قال الله تعالي: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}، كان برنامج سيدنا محمد- صلي الله عليه وسلم- في هذا الشهر المبارك مليئاً بالطاعات وذلك لعلمه- صلي الله عليه وسلم- بما لهذه الأيام والليالي من خير وبركة خصها الله- عز وجل- بها وميزها عن سائر أيام العام، والنبي- صلي الله عليه وسلم- وإن كان قد غفر له ما تقدم من ذنبه، إلا انه أشد الأمة اجتهاداً في عبادة ربه- تبارك وتعالي- وقيامه بحقه. كان- صلي الله عليه وسلم- يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات والصدقة والإحسان وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف، وعن ابن عباس- رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله- صلي الله عليه وسلم- أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله- صلي الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة». وكان صلي الله عليه وسلم يشغل نفسه في رمضان بقراءة القرآن والصلاة والذكر والصدقة والصيام ولا يأكل إلا قليلاً وربما كان يواصل الصيام يومين وثلاثة، ويقول: «إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني»، حيث يضرب المثل في الصبر علي الجوع، ويعلم أمته ان رمضان ليس شهر أكل وشرب ولهو كما هو الحال في كثير من بيوت المسلمين، وإنما يعلمهم- صلي الله عليه وسلم- انه شهر عبادة وطاعة لله تعالي. كان رسول الله- صلي الله عليه وسلم- يعجل الفطر ويفطر علي رطبات يأكلهن وتراً فإن لم يجد فعلي تمرات فإن لم يجد فحسوات من الماء، وكان يقول- صلي الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون»، وأما السحور فكان يؤخره حتي ما يكون بين سحوره وبين صلاة الفجر إلا وقت يسير وكان من هديه تأخير السحور والمواظبة عليه وحث أمته علي ذلك وعدم تركه وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال النبي- صلي الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة». والجدير بالذكر، ان قيام الليل من السنن والطاعات التي تتأكد في رمضان، فقد قال- صلي الله عليه وسلم- (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).