لفتت صحيفة (تليجراف) البريطانية الأنظار حول التحول غير المتوقع أو المسبوق في وضع جماعة الإخوان المسلمين، لتصبح بعد أن كانت ملقبة ب "المحظورة" في عهد الرئيس المخلوع مبارك إلى الهيئة التشريعية الأكبر في البلاد والمسئولة عن صياغة الدستور. وأشارت الصحيفة في تعليقها على النتيجة النهائية للانتخابات المصرية وسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على النصيب الأكبر من المقاعد في البرلمان, إلى أن حزب الحرية والعدالة, الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة مسبقا, وعد جميع المصريين بتأكيد صوته في البرلمان الجديد، وسيعمل على فرض سيطرة الاسلاميين على دستور جديد يُصاغ من قبل هيئة البرلمان المكونة من 100 شخصية من النخبة المصرية. وأكدت الصحيفة أن صعود جماعة الإخوان المسلمين للحكم بعد أن كانت الجماعة المحظورة, في عهد الرئيس المخلوع مبارك, يثير الخوف بين الليبراليين والحكومات الغربية التي كانت تربطهما علاقات وثيقة مع الرئيس المخلوع, وخصوصا في ظل الاحتمالات المتوقعة للتحالف بين القوى الإسلامية جميعا. وأضافت الصحيفة أن حزب الحرية والعدالة أعرب عن ثقته في أن "سعد الكتاتني", الممثل المستقل في البرلمان السابق والقيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين, سيحافظ على نفسه على مسافة متساوية بين كافة الاطياف السياسية وجميع الممثلين في البرلمان، سواء ممثلي حزب الحرية والعدالة أو الأحزاب الأخرى, والذي أكد أن التمسك بمبدأ الديمقراطية وترسيخ قواعد المشاركة السياسية هو الهدف الأساسي للحزب. ووصفت الصحيفة صعود الكتاتني ب"التحول الهائل" بعدما كان البرلمان محشوا بأعضاء الحزب الوطني الحاكم، ليصبح الآن مؤلفا من اغلبية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة رسميا في السابق, وهو ما ينبئ بوصول جيل جديد من السياسيين مع تفويض شعبي حقيقي يوحي بأن البرلمان سيسعى للتخفيف من سلطة المجلس العسكري الحاكم، الذي تعهد بالتنحي في نهاية يونيو. ونقلت الصحيفة عن وكالة رويترز أن "الكتاتني" أكد أن البرلمان الجديد سيكون "توافقي", مشيرا إلى أن الأولويات تتمثل في تلبية مطالب الثورة، بما في ذلك حقوق الجرحى والقتلى الذين سقطوا في الانتفاضة.