أنهت «رضوى» يومها الدراسى.. وخرجت تلهو وتلعب مع أصحابها، وفوجئت بزوجة عمها تطلب منها الذهاب معها إلى بيتها وبكل براءة توجهت معها.. لم تكن تعلم الطفلة البريئة أن هذه الشيطانة تدبر لها مكيدة دون أى ذنب اقترفته.. ولكن زوجة عمها قد تملكتها رغبة الانتقام، وتجردت من كل مشاعر الإنسانية، وقررت التخلص منها لكى تنتقم وتحرق قلب والدتها عليها بسبب الغيرة والحقد الذى طغى على قلبها، وبالفعل استدرجتها إلى مكان مهجور، حتى انفردت بها ونفذت فيها حكم الإعدام غدراً بخنقها بسلك الدش، وألقت بجثتها فى مياه الترعة.. وإلى تفاصيل الجريمة. منطقة القوصية بمحافظة أسيوط هو المكان الذى شهد أحداث الواقعة، اعتادت الطفلة «رضوى» صاحبة ال 8 أعوام الذهاب إلى مدرستها الابتدائية، وبعد عودتها من المدرسة كانت تلهو وتلعب مع جيرانها وأقاربها، وفى أحد الأيام اختفت «رضوى» ظن أهلها طوال اليوم الأول من تغيبها أنها ذهبت تلعب مع أحد أصحابها داخل منزلهم حتى ازدادت ساعات تأخرها على غير عادتها، حالة من القلق والفزع سيطرت على أفراد أسرتها، وراحوا يبحثون عنها لدى أصحابها وأقاربها، ولكن دون جدوى. أخطروا الشرطة بتغيب طفلتهم، انقلبت الدنيا رأساً على عقب، وانطلق الجميع يبحثون عنها فى كل مكان وبالقرى المجاورة، وجابت سيارات بمكبرات الصوت ينادون على نجلتهم المتغيبة، ولكن باتت كل محاولات البحث بالفشل وكأن الطفلة فص ملح وداب. انقطع الأهل عن أعمالهم وتفرغوا لمصيبتهم، وبعد مرور 12 يوماً فى رحلة البحث المضنية من جانب الأهل والشرطة، وبمحض الصدفة عثر أهالى القرية على جثة طافية فوق سطح مياه الترعة الإبراهيمية بمنطقة العيون بناحية ديروط، وعلى الفور أخطروا الشرطة، وتمكنت قوات الإنقاذ النهرى من انتشال الجثة، طفلة مجهولة الملامح بسبب تواجدها فترة طويلة غارقة فى المياه، وهنا جاءت الطامة الكبرى بعدما تبين أن صاحبة الجثة هى «رضوى» تعرف عليها أسرتها عن طريق ملابسها. «حسبى الله ونعم الوكيل بنتى ماتت.. أنا مش مصدقة إنى مش هشوفها تانى.. راحت ضحية الغيرة وانعدام الضمير»، هكذا ظلت أم الضحية تبكى وتصرخ موجهة نظرات الوداع إلى فلذة كبدها، وشيع الآلاف جثمانها، ويملأهم الحزن والنحيب وآخرون يضربون كفاً على كف لا يصدقون ما حدث، ففى ليلة وضحاها اختفت «رضوى» التى كانت تملأ الحياة فرحاً وبهجة مع أختيها «مروة» و«خلود». انتقلت «رضوى» إلى خالقها، وكثفت الأجهزة الأمنية جهودها للتوصل إلى مرتكب الجريمة، استمعت إلى أقوال كافة أقاربها والشهود، وكانت أحد كاميرات المراقبة هى الخيط الأساسى لكشف تلك الجريمة البشعة، وتوصلت التحريات إلى أن وراء الواقعة زوجة عم الطفلة الضحية، وتم إلقاء القبض عليها، وأنكرت فى بداية الأمر، وبعد تطوير المناقشة وعرض شهادة الشهود وتسجيلات إحدى كاميرات المراقبة لإحدى المحلات التجارية والذى يظهرها فى مشهد التقطته الكاميرات وكانت برفقتها المجنى عليها، لم تجد المتهمة فرصة للإفلات بفعلتها، خاصة أن كل الأدلة كانت ضدها، واعترفت بجرمها أنها قامت بقتلها للانتقام من «سلفتها» أم الضحية. المتهمة اعترفت بقتل «رضوى» وسرقة قرطها وألقيت بها فى الترعة، جن جنون أهالى الضحية، متسائلين كيف أقدمت المتهمة على فعلتها؟.. أنه لا أحد كان يشك ولو للحظة فيها، خاصة أنها كانت حزينة على تغيب الطفلة، وكانت تبحث معهم عنها، ولكن الغيرة القاتلة هى السبب.. الحقد والمشاجرات والمشاحنات بين أهالى الأسرة الواحدة، وكيد النساء دفع بها إلى أن تتحول إلى قاتلة، وأن تفقد سلفتها طفلتها، ويتحول أفراد العائلة الواحدة إلى أعداء.