عواصم العالم- وكالات الانباء: اتسع امس نطاق المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بالتغيير والاصلاح في الدول العربية. أقدم امس 20 عاطلاً عن العمل ببلدية سيدي عمار بعنابة شمال شرق الجزائر،علي محاولة رمي أنفسهم من أعلي بناية مقر البلدية، احتجاجا علي رفض الجهات المسئولة منحهم عقود عمل. ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن شهود عيان أن العاطلين لجأوا في البداية إلي طعن أنفسهم بأدوات حادة، ما تسبب لهم في جروح مختلفة في أجسامهم. وأثار المشهد المأساوي استياء وتذمرا شديدين في صفوف السكان، الذين تضامنوا مع الشباب. وتدخلت مصالح الحماية المدنية وعناصر الأمن الوطني الجزائري لمنع تنفيذ هؤلاء الشباب لعملية الانتحار، وتم تعيين ممثلين عن المحتجين أمام البلدية، الذين تجاوز عددهم ال 100 لمقابلة رئيس الدائرة. وشهدت الجزائر عدة محاولات للانتحار احتجاجا علي عدم توفر السكن والبطالة عقب حادثة الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي فجر احتجاجات عارمة انتهت بالإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي .واجتاحت الجزائر قبل أيام احتجاجات عارمة بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، أسفرت عن مقتل 3 متظاهرين وإصابة أكثر من 800 معظمهم من عناصر الشرطة لكنها سرعان ما خمدت بعد إعلان الحكومة تخفيضات كبيرة في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية. السعودية ويقود مجموعة من الشباب السعوديين حملة علي موقع فيسبوك للدفع باتجاه تبني اصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية في المملكة، وهم يطالبون خصوصا باعتماد نظام الملكية الدستورية. ودشن الناشطون مجموعة علي موقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "الشعب يريد إصلاح النظام"، وهي تضم حتي الآن 200 عضو تقريبا.ويطالب الناشطون ب 12 مطلبا ابرزها اعتماد ملكية دستورية تفصل بين الملك والحكم.كما دعوا الي دستور مكتوب مقر من الشعب يقر فصل السلطات والي الشفافية ومحاسبة الفساد والي ان يكون هناك حكومة في خدمة الشعب. ودعا الناشطون ايضا الي انتخابات تشريعية والي حريات عامة واحترام حقوق الانسان مع مؤسسات مجتمع مدني فاعلة ومواطنة كاملة وإلغاء كافة اشكال التمييز.ويشدد الناشطون علي اهمية اقرار حقوق المرأة وعدم التمييز ضدها، مع العلم انه يحظر علي المرأة في السعودية الاختلاط مع الرجال بدون وجود محرم كما لا يسمح لها بقيادة السيارة وبالسفر من دون موافقة ولي الامر.ويطالب الناشطون بقضاء مستقل ونزيه وبتنمية متوازية وتوزيع عادل للثروة اضافة الي المعالجة الجادة لمشكلة البطالة.وطغي علي مداخلات اعضاء المجموعة شعارات ليبرالية. المغرب جذبت جماعة علي موقع فيسبوك مئات من المؤيدين لتنظيم احتجاج في المغرب في 20 فبراير الجاري يهدف إلي ما سمته استعادة كرامة الشعب المغربي والمطالبة بإصلاحات ديمقراطية ودستورية وحل البرلمان.ولم تعلق الحكومة في المغرب علي الحدث، واعلنت التزامها بالديمقراطية واوضحت أن جهود تقليل الفقر وتوفير وظائف أحرزت تقدما تحت حكم الملك محمد السادس.وقالت جماعة العدل والإحسان المعارضة بالمغرب إن حكم الفرد المطلق سيمحي إلا إذا طبقت الدولة إصلاحات ديمقراطية كبيرة، أو أن يأخذ الشعب المبادرة ويتحرك بشكل سلمي لإنهاء الاستبداد.وأضافت الجماعة -في بيان نشر علي موقعها علي الإنترنت- أن الاحتجاجات في مصر .واكد البيان أن الفجوة بين الحاكم والمحكوم اتسعت والثقة أصبحت منعدمة، واعتبر أن الحل في الإصلاح الديمقراطي الجذري والعاجل والذي ينهي حكم الفرد المطلق ويلبي حاجات ومطالب الشعب. ويعتقد أن جماعة العدل والإحسان تضم 200 ألف عضو معظمهم من الطلبة الجامعيين وتنشط في الأحياء الفقيرة ببعض المدن، وتهدف الجماعة المحظورة سياسيا لتحقيق انتقال سلمي إلي نظام سياسي تعددي منبعه الإسلام. تونس تظاهر مئات التونسيين أمام مقر البرلمان احتجاجا علي جلسة صوت خلالها النواب بالأغلبية علي قانون يمنح الرئيس المؤقت فؤاد المبزع صلاحيات إقرار القوانين عبر مراسيم في عدة مجالات أهمها القانون الانتخابي والإعلام والاتفاقيات الدولية والعفو العام والإرهاب، بموجب المادة 28 من الدستور. واستدعت تونس جنود احتياطي الجيش للخدمة وهددت أفراد الشرطة بالإقالة لتقاعسهم عن الخدمة في خطوة جديدة لإعادة النظام بعد3 أسابيع من اندلاع ثورة الياسمين .وقالت رشيدة النيفر، وهي أستاذة جامعية كانت بين المتظاهرين، إن البرلمان -الذي لا يزال نواب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا يسيطرون علي مقاعده- فقد مشروعيته بعد فرار بن علي . واكدت أن التونسيين يريدون برلمانا جديدا. وكان وزير الداخلية فرحات الراجحي قد وافق علي تجميد نشاط الحزب الحاكم في تونس سابقا في انتظار حله نهائيا. كما عزل الأسبوع الماضي قيادات الأمن الداخلي بالوزارة بعد اتهام مسئولين أمنيين من النظام السابق بمحاولة إثارة الفوضي لاستعادة السلطة.واندلعت مظاهرات احتجاجية ضد وزير الخارجية احمد ونيس وطالب موظفو وزارة الخارجية التونسية باستقالة ونيس بعد إسرافه في امتداح نظيرته الفرنسية ميشيل إليو ماري التي تواجه هي الأخري احتجاجات في بلادها بسبب قضائها عطلة في تونس أثناء الاحتجاجات وعرضها علي نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مساعدات أمنية. وتوقف حوالي 300 موظف بوزارة الخارجية التونسية عن العمل ونظموا احتجاجا أمام مقر عملهم وطالبوا بتنحي الوزير الذي تم تعيينه قبل أقل من شهر في إطار الحكومة الانتقالية التي شكلت عقب فرار بن علي من تونس.وقال الموظفون إن ونيس لا يستحق ثورة بلادهم ويتعين عليه الاستقالة، مشددين علي أنهم لا يقبلون العمل معه بعد الآن وسيواصلون الاحتجاج لحين رحيله.وأثار الوزير غضب الشعب التونسي في مقابلة تلفزيونية الأحد الماضي عندما رفض وصف تغيير السلطة في بلاده بالثورة، التي يعتبرها التونسيون محل فخر لهم ومصدرا للإلهام للعالم العربي. اليمن أعلنت مصادر يمنية ان وزير الاوقاف القاضي حمود الهتار اقال مدير مكتب الاوقاف بمحافظة الحديدة وعين مديرا جديدا بعد حملة قادتها مساجد المدينة ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح خلال الأيام الماضية. وكانت مساجد مدينة الحديدة غرب اليمن والتي تزيد علي 350 مسجدا شن خطبائها في صلاة الجمعة الماضية وفي محاضرات مسائية يومية حملة ضد السلطة وطالبت بإسقاط النظام بثورة شبابية تحاكي ميدان التحرير في مصر وثورة تونس. وألقي المحاضرات دعاة ينتمون للإخوان المسلمين واعتبروا ثورة مصر وتونس "يد الله" ضرب بها اعداء الاسلام وفرعون مصر وطالبوا الدعاة الي عدم مجاملة النظام والعمل علي اسقاطه.وقالت المصادر ان مدير الاوقاف المعين بالحديدة هو احد القيادات الإخوانية المتشددة في اليمن مما يجعل إقالة المدير الأول لا معني له وكان وزير الاوقاف قد دعا الاسبوع الجاري الي ابعاد المساجد عن المناكفات الحزبية وتحريض الشارع علي الفوضي. الكويت اعلنت مجموعة شبابية كويتية تطلق علي نفسها اسم "السور الخامس" تأجيل تظاهرة كانت دعت لتنظيمها امس امام مجلس الامة، واكدت استمرار حملتها المطالبة بإقالة الحكومة.وقالت المجموعة في بيان علي موقع تويتر" انها لا نزال كشباب مؤمنين بان رحيل هذه الحكومة ككل هو الاستجابة الوحيدة لمطالبهم ورغم هذا كله فإننا نؤجل ما كان مقررا اليوم من تجمع في مجلس الامة الي موعده الجديد في 8 مارس"،وهو تاريخ انعقاد الجلسة المقبلة لمجلس الامة.واكدت المجموعة ان تأجيل المظاهرة يأتي تجاوبا لخطوة قبول استقالة وزير الداخلية وبانتظار تحقيق مطلبهم بتعيين رئيس جديد للحكومة بحكومة جديدة، وبنهج جديد. واستنكر تجمع الكويتيين البدون بدعوي التظاهر السلمي يوم 19 فبراير التي اطلقها البعض علي الفيس بوك وعبر رسائل SMS معتبراً انها خرجت من شباب متحمس لا يدرك الفوارق بين الكويت والبلدان التي اندلعت فيها المظاهرات، مشدداً علي عدم السماح باستغلال قضية البدون في تعكير صفو الاحتفالات الوطنية. وأكد التجمع في بيان صحفي تقديره لكل المساعي والجهود التي من شأنها ان تساهم بحل قضية الكويتيين البدون، كما شدد علي ان حرية التعبير والرأي مكفولة للجميع عبر الوسائل السلمية التي لا تتعارض أبداً مع الدستور والقوانين الكويتية. وقال ان الدعوة التي تم تداولها للتظاهر يوم 19 فبراير اطلقها مجموعة من الشباب الذين طغي عليهم الحماس متأثرين بمجريات الأحداث الاخيرة بعدد من البلدان العربية،واوضح انهم غير مدركين للفوارق الكثيرة بين تلك البلدان والكويت سياسياً وثقافياً واجتماعيا.
