أثناء جولة ل«الوفد» فى مدينة «بلاط» التابعة لمحافظة الوادى الجديد ظهر على مرمى البصر منزل كبير لفنان تشكيلى يحيط به النخيل من كل مكان، فى البداية تجبرك روعة الرسومات على باب المنزل إلى الاتجاه نحوه، حيث يتكون من ضلفتين تحتوى كل منهما على لوحة فنية، وعند الاقتراب منه ترى اللوحات أكثر وضوحاً وجمالاً، فتحتوى الضلفة اليمنى على لوحة عبارة عن سيدة تصب مياهًا فى دلو، أما الأخرى فتحوى لوحة تمثل رجلًا يحمل صينية تحتوى مجموعة من الأكواب فى إشارة إلى وجود استراحة بالداخل. يفصل بين ضلفتى الباب مدخل يؤدى إلى ممر، ثم مكان واسع مكشوف عبارة عن استراحة أطلق عليها الفنان «كافيتريا الواحة» لكى يستضيف زائريه، وعند جلوسك لتناول كوب شاى «خمسينة» يصنعه لك بيده، لن تهدأ عيناك من شدة جمال المناظر من حولك، فعلى يمينك مجموعة من الغرف تحتوى على الكثير من القطع الجميلة التى لم تظهر كاملة من وراء الباب، وعلى يسارك باب آخر يخفى مزرعة الفنان التى تريح نظرك بمجرد النظر إليها. وعلى الرغم من روعة مذاق الشاى إلا أنك لن تستطيع أن تستغرق المزيد من الوقت فى تناوله لشدة ولعك بمشاهدة ما يخفيه باب الغرفة، فتسحبك قدماك خطوة خطوة إلى أن تصل وتفتح باب الغرفة لتجد نفسك قد وقعت داخل عصر من العصور القديمة بين الكثير من القطع التى تعود إلى قبائل البدو، فتجد فى أركان الغرفة كل مظاهر الحياة اليومية عند البدو، فتجد «فرن العيش» و«لمبة الجاز» وبعض المشغولات اليدوية التى تهتم نساء البدو بصنعها. تنتهى الغرفة الأولى لتبدأ الغرفة الثانية وتحوى المزيد من القطع التشكيلية التى تمثل بيوت النوبة القديمة، وما يميزها دقة وروعة تصنيعها، حيث اهتم بكل التفاصيل الصغيرة لينتج منزلًا واقعيًا مصغرًا، بالإضافة إلى بعض الرسوم الجدارية. تميز أسلوب الفنان بالدقة والروعة، خاصةً أنه اعتمد فى تشكيل هذه القطع على الرمل فقط، وبالرغم من صعوبة تشكيله إلا أنه تميز بإنتاجه الرائع، وأطلق على منزله «المعرض البيئى والتراث».