يعزف بأنامله الصغيرة على آلة الأورج ليخرج منها أجمل الأغاني والموسيقي، حين تنجذب أذنيه الطفولية لأي لحن جميل يحاول جاهدًا أن ينفذه على آلته الصغيرة دون مساعدة من أحد، فيلفت انتباهك له ولا يخطر ببالك أنه تعلم العزف بالفطرة والاجتهاد، ترعرع منذ مهده الأول بدار أيتام أهالينا بمنطقة الهرم أنه طارق خلاف التهامي، الطفل اليتيم. يستيقظ الطفل ذو 13 عامًا، كل صباح قاصدًا مدرسته، يتعلم ويدرس بها، وفي نفس الوقت يحاول تطوير موهبة عزفه بمساعدة أساتذته بالمشاركة في الأنشطة المدرسية المختلفة. هيامه للأورج والبيانو.. وبشغف وحب يسرد الصغير حكايته مع الآلات الموسيقية والاهتمام الذي يحذو به بالدار، ليقول إنه أثناء المرحلة الابتدائية لفت انتباهه آلة الأكورديون وطريقة عزف المدرس عليها ليطلب منه أن يعلمه أياها، وحين يعود لغرفته بالدار يلعب على لعبة الأورج الصغيرة. لينتقل للمرحلة الإعدادية ويزداد حبه وولعه لتطوير موهبته على آلة الأورج، فعشق طارق كل آلات المفاتيح التي يستخدم فيها أنامله "الاكورديون والاورج والبيانو". موهوب بالفطرة.. استطاع أن يعلم نفسه بنفسه فتعلم "سماعي" على يد أحد المدرسين الذين يقوموا بزيارته بالدار "شادي فرنسيس"، ويطبق ما يسمعه على لعبته بالدار، بجانب استخدام الإنترنت من موقع اليوتيوب ليشبع موهبته ويكتسب معلومات أكثر وطرق مختلفة للعزف. امتنانه للدار.. بمنتهى العرفان والشكر ارجع الطفل الصغير الفضل في تربيته للأمهات بالدار، معربًا عن عشقه لهم وعدم شعوره أنه منبوذ عن الأطفال الآخرين، وبدون أي مشاعر خجل أو ضيق قال: "هما اللي ربوني فطبيعي احبهم ومفيش فرق بيني وبين الأطفال اللي عندهم أم وأب، لأني محاط بحب الامهات بالدار وعندي اخواتي بيحبوني كبار وصغيرين ومش حاسس أني ناقصني حاجة". بعدد من الكلمات البسيطة أعرب "طارق" رفضه عن فكرة تبني أسرة لموهبته الفنية وخروجه من الدار دون تقديم مساعدة لأخوته، لأنه دائماً ما يشعر بعدم وجود فرق بينهم لمجرد تمتعه بموهبة فنية لا يحظى بها الآخرين، قائلاً: " مفيش فرق بيني وبين اخواتي في الدار مفيش حد مميز وده احسن علشان كلنا واحد". وبنبرة فرح لفت الطفل الموهوب، إلى أنه طلب من مديرة الدار حين جاء أحد الزائرين للدار لشراء احتياجات الأطفال أن يشتري له "أورج حقيقي" وليس لعبة، ليتمكن من العزف عليه بصورة اكثر احترافية. وبمنتهى التلقائية والعفوية رفض الصغير فكرة اختيار أسرة له للاحتفال معه بيوم اليتيم خارج الدار، قائلاً:" بحب أعيد مع اخواتي في كل مناسبة واحتفل معاهم هنا وأي حد عايز يساعدنى فى موهبتى يكون هنا وسط اخواتي". "هحاول انظم وقتي صح في كل المراحل التعليمية حتى الثانوية علشان اقدر انمي موهبتي ومش اتكاسل في حقها" هكذا رد طارق حين سؤاله عن كيفية التوافق بين دراسته واللعب على الأورج، مبينا انه يعزف لأي أخ له ما يريده ويقوم حاليا بتعليم زملائه في الدار ممن يرغبوا في ممارسة العزف حتى وإن كانت لمجرد التسلية. حلمه.. وعن مقابلته للموسيقار الكبير سليم سحاب، أعرب عن فرحته الشديدة بذهابه لدار الأوبرا المصرية وخوضه لتجربة أداء الصوت رغم عدم نجاحه فيها، لكنه نجح فى العزف بمقطع أغنية وطنية ولكن سريعا ما انكسرت تلك الفرحة لعدم تواصل أي من الفرقة معه، ولكنه لم ييأس ويصاب بالإحباط بسبب ذلك، مؤكدًا أنه سيستمر في المحاولة حتى ينجح. عشقه لكرة القدم.. هذا الولد الصغير الذى لا يتعدى ال14 عامًا من عمره يعشق كرة القدم بجنون ويشجع النادي الأهلي بكل جوارحه، فحين التحدث إليه فى الكرة ومعلوماته الرياضية تجده يعلم عنها الكثير ومتابع صارم لمواجهات الأهلى مع الأندية العالمية وكأنه شاب يتعدى العشرين عامًا. وفى محاولة لاستفزاز مشاعر "طارق" الكروية بطريقة ساخرة عن النادى المفضل لديه وأنه لا يتميز فى شيء عن كباقى الأندية فى مصر، رد قائلاً:"لو هو نادى عادى مكنوش سموه نادى القرن وبيلعب فيه الشياطين الحمر". وبسؤاله عن تعصبه للأهلى حال وجود ماتش يذاع بالتلفزيون على العلم أن زملاءه ممن يعيشون معه بدار الأيتام ذو ميول كروية منافسة له، أكد أنه ليس متعصبًا لهذا الحد فيأخذ كل الأمور بسلاسة ويفرح بشدة إذا احرز الأهلى أهداف فى شباك النادي الخصم. وبصوت كله ثقة وقوة قال طارق إنه يحلم أن يصبح موسيقارًا كبيرًا مثل الراحل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والرائع عمر خيرت و المايسترو سليم سحاب. شاهد الفيديو كاملا