يلاحظ في الشتاء زيادة عدد المترددين من المرضى على المستشفيات والمستوصفات والعيادات الخاصة والعامة بسبب انتشار أمراض البرد الشائعة مثل السعال والزكام والأنفلونزا وغيرها من أمراض الجهاز التنفسى العلوى، وبالمثل فإن كثيراً من أمراض العظام والمفاصل تبدأ بالانتشار بسبب البرد وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة وانتشار الأمراض الفيروسية التى تسبب الآم المفاصل والعضلات. يقول الدكتور عبدالشافى أحمد حسيب أستاذ الروماتيزم والمفاصل بطب الأزهر: برودة الطقس تجعل بعض الأمراض تزداد حدة وخاصة أمراض الروماتيزم تزداد بشكل كبير فى فصل الشتاء لأن البرودة تؤدى إلى تقلص الأوعية الدموية، وبالتالى نقص كمية الدم المغذية للمفاصل المصابة سواء بالالتهابات أو المصابة بالخشونة، وهذا يؤدى إلى تجمع وتراكم المواد الالتهابية داخل المفصل وفى الأنسجة المحيطة به مما يزيد من الشعور بالألم وبفضل تقدم علم المناعة ووسائل التشخيص من تحاليل متقدمة ودقيقة وأشعات عادية ومغناطيسية أمكن التعرف على ما يزيد على مائة وثمانية أمراض من الأمراض الروماتيزمية تختلف فى حدتها وعلاجها ولكن جميعها تشتد فى فصل الشتاء والجو البارد عموماً وتيارات الهواء الباردة وترك المياه تجف على جسد الإنسان يزيد الشعور بالآلام بالإضافة إلى تأثير البرودة فى زيادة حدة الأعراض المرضية لهذه الأمراض ويمكن أن يؤدى التهاب الحلق واللوزتين بالبكتيريا السبحية إلى التهاب المفاصل وآلامها الحادة فى فصل الشتاء. ويضيف الدكتور عبدالشافى حسيب: يحدث تقلص حاد فى عضلات الرقبة والأكتاف والظهر عند التعرض لتيار بارد من الهواء لفترات طويلة أو جفاف المطر على الكتف والمفاصل والعضلات وقد يستيقظ المريض أثناء النوم على ألم شديد فى الرقبة وعدم القدرة على تحريكها بسبب هذا التقلص وقد يحدث هذا التقلص نفسه حول عضلات وأوتار وأربطة مفصل الكتف وينتج عنه الألم نفسه مع عدم القدرة على تحريك الكتف والطرف العلوى. ومن الأمراض التى تكثر فى الشتاء وتزداد أعراضها سوءاً مرض الروماتويد، حيث تحدث التهابات بمفاصل الأطراف خصوصاً اليدين والرسغين والركبتين والقدمين وتترك الإصابة بمرض الروماتويد ضموراً بالمفاصل والعضلات وتشوهات وتحدث تيبساً فى حركة المفاصل وتزداد الآلام فى الصباح. ويرى الدكتور عبدالشافى أحمد حسيب للتخلص أو الإقلال من آلام المفاصل فى الشتاء يجب عدم الإكثار من تناول الأدوية المسكنة للألم ومضادات الروماتيزم نظراً لآثارها السيئة على المعدة والأمعاء والكلى ومكونات الدم والاهتمام بالتغذية السليمة المتوازنة التى تحتوى على سعرات حرارية تمنح الجسم الحيوية وبناء الأنسجة التالفة وممارسة الرياضة بصفة منتظمة والاهتمام بالصحة العامة ويمكن علاج تقلص العضلات الحاد والناشئ عن التعرض للتيارات الهوائية الباردة باستخدام الأدوية المسكنة للألم ومضادات الالتهابات وقد تحتاج لجلسات علاج طبيعى ويظهر التحسن فى غضون أيام قليلة وتختفى الأعراض تماماً عند تجنب التعرض لتيارات برد الشتاء ويحتاج علاج الروماتويد إلى راحة المفصل والعضلات مع استخدام الأدوية المضادة للالتهابات والمضادة للروماتيزم والمسكنة للألم لفترة طويلة وفى بعض الحالات تستخدم الأدوية التى تعمل على جهاز المناعة والعلاج بهذه الأدوية يجب أن يكون تحت الإشراف الطبى المتخصص نظراً لخطورة هذه العقاقير لأنها تتعامل مع جهاز المناعة فى الإنسان وتستخدم الأشعة تحت الحمراء فى علاج بعض الأمراض الروماتيزمية البسيطة والتقلصات العضلية فى الأصحاء الذين يتأثرون ببرد الشتاء وكذلك مرضى الروماتيزمية المزمن حيث تعمل الحرارة على تقليل الإحساس بالألم فى المنطقة المعرضة للأشعة وتقليل التقلص العضلى الذى يحدث دائماً نتيجة التعرض للبرد وتنشيط الدورة الدموية الناتج عن الأشعة الحرارية يزيل بقاء الالتهابات ويطردها عن طريق الكليتين ويعد العلاج البيئى أحد أنواع العلاج الحديثة التى يتم اللجوء إليها من خلال الرجوع إلى ما تحتويه البيئة وتتضمنه بين جنباتها من مقومات وعناصر تصلح للاستخدام فى علاج الروماتيزم والمفاصل التى ظهرت وانتشرت فى الآونة الأخيرة دون استخدام أية أدوية أو كيماويات على الإطلاق وتتنوع أماكن العلاج البيئى ما بين العيون المعدنية والكبريتية والرمال الدافئة وتنتشر فى بعض المناطق بمصر مثل حلون والواحات والغردقة وسفاجا وسيناء.
