بتجسد السيد المسيح له المجد رد للطبيعة البشرية كرامتها بل وسكب عليها بهاءه ومجده، وفي نفس الوقت شاركنا الحياة اليومية كل تصرفاتنا فيه، يراه الأطفال طفلا بينهم يكرم الطفولة يراه الصبيان صبياً جاداً له رسالته يقول في شجاعة لماذا كنتما تطلباني؟! ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لا بي؟! «لو 2: 49» جاءت كلماته «ثورة» في النظرة إلي الطفولة مؤكداً أن لكل طفل رسالته ودوره وشخصيته. عمل السيد المسيح، فقدس عملنا الزمني شاركنا أكلنا وشربنا ونومنا ودخولنا في التجارب وآلامنا وموتنا ودفنا حتي في القبر.. فصرنا مغبوطين في كل شىء أن أكلنا أو شربنا نسمع كلمات الرسول «فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوه كل شىء لمجد الله» اكو 10: 31» وفي نومنا نحسب ذلك عطية لأحبائه «مز 12: 2» وفي دخولنا دائرة الآلام نحسب ذلك شرفاً أن نشارك مسيحنا صليبه وحتي في مواجهة الموت نستقبله بفرح مترقبين لقاءنا الأبدي مع ربنا يسوع وجها لوجه. المجد ليسوع الذي تجسد تكرم طبيعتي وقدس عملي وبارك حياتي ومجد عبادتي الكنسية والخاصة جدد نظرتي لكياني البشري الجديد فيه ولحياتي وسلوكي وعبادتي واشتياقات قلبي! بالتجسد فتح الرب سمواته لينزل إلينا ويسكن فينا فلا نشعر بعد بعزلة ما بل بوحدة معه ومع ملائكته وقدسيه. بتجسده نزل ملاك الرب يبشر الرعاة وجاء طغمة سمائية تهنئهم بحياة جديدة مفرحة فانفتحت السماوات وعلينا وانفتحت قلوبنا عليها. هذا هو الفرح السماوي وبهجة القلب وشبع روحي وشركة مع السمائيين. أيها الإنسان عش ملكا مكرماً الآن جاء ملك الملوك ورب الأرباب إليك وأقامك ملكاً وكاهنا «رؤ 1: 6» صاحب سلطان علي أفكارك ومشاعرك كيف تعرف تقدم ذبائح التسبيح والتهليل لله مخلصك.عش ملكا وتذكرانه رد لك كرامتك وسلطاتك. قدس أعضاء جسدك فلا تخجل منها ولا تسيء استخدامها وقدس فكرك وقلبك ومشاعرك فترفعك إلي سمواته. شاركك حياتك اليومية حتي أكلك وشربك ولتشاركه أمجاده الأبدية. حمل آلامك لتحمل معه صليبه وتختبر بهجة قيامته حطم الموت تحت قدميك وحوله إلي باب للعبور إليه. زل الشيطان وكل جنوده تحت قدميه صارت الخطية بلا سلطان عليك ولخص الناموس وتعاليم أنبياء العهد القديم الذين أتوا قبله في وصية واحدة «10: 97» المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام بالناس المسرة». الاكليريكي ---------- يونان مرقص القمص تاوضروس خادم كنيسة مار جرجس بمنشية الصدر وكاتب وباحث قبطي