-(قبل أن تقرأ: منذ سقوط مبارك وأركان «دولة العواجيز» والمستفيدون منها يريدون من الشباب الثائرين أن يعودوا لبيوتهم!! لماذا لا يعودون هم إلى ثكناتهم؟). - دولة العواجيز- والتسمية للخال الأبنودى - تريد استقرار الدولة على وضعها منذ أن تنحى الساقط مبارك.. وكأن شيئا لم يحدث.. فقط «شالوا آلدو حطوا شاهين».. كانت هذه قناعة العسكر.. والذين يندر أن يأتى قادتهم على ذكر كلمة ثورة.. ولو أنصفوا لوقفوا الى جانب الشعب وثورته.. ولما اودوا بهما – وبنا جميعا - فى النهاية الى مستنقع الانقسام..فقد تسببوا – منذ التلويح بالاستفتاء - فى انقسام مصر الى فرق, بعضها على «الكنبة», وبعضهم باعها, وبعضهم تركها وجاء من «جنزور», وبعضهم غضب مع أهل «النوبة» الخ.. وبعضهم يدعون انفسهم أغلبية صامتة ويرون غيرهم قلة زاعقة.. وبعد ان كان الجيش والشعب إيد واحدة أصبح «البعض والكنبة رجل واحدة» والبعض الآخر كسر الرجل وباع الكنبة ونزل العباسية (...) كذلك الرجل الذى أعلن هناك أنه باع الكنبة!! -القصة التى يروجونها الآن هى أن العباسية مع المجلس العسكرى – فيما يعلن لاعق يد موافى –توفيق عكاشة سابقا- عن تقديسه لمبارك (...)- وأن التحرير الذى اسقطه يريد اسقاط المجلس العسكرى, وبين هؤلاء وأولئك جاء نفر من «جنزور بلد رئيس الوزراء» ربما لكى يساعدوه فى دخول مجلس الوزراء من بوابته الرسمية(!!) وكأن مقر المجلس ليس له العديد من الابواب التى بإمكان الجنزورى أن يدخل منها ليجتمع بوزرائه.؟!. وربما ليساعدوه ايضا فى تحقيق «الاستقرار» الذى يتباكون عليه مع اننا فى ثورة وغير معقول أن يكون كل الكلام عن استقرار الدولة حتى تتحقق الأهداف والتى لن تتحقق إذا كان «الاستقرار» بمعنى «الجمود»، وبقاء تروس وآليات النظام القديم -التى تحرك أو تعيق دولاب العمل فى مصر- فى أماكنها.. المشكلة أن بينكم وبين الثوار فارق توقيت, ذلك ان إيقاع دولة العواجيز يصلح لها, أما إيقاع الثورة فهو شىء آخر.. فهو لاينتظر 6شهور ليقدم رموزا فاسدة للعدالة.. والثورة قامت من أجل الملايين فى القرى والنجوع والمهمشين والعشوائيين, وليس من أجل القادرين الذين «ستفوا» امورهم منذ عصر الفاسد الاكبر وينعمون حتى الآن بكل الامتيازات.. (حتى بكارنيهات الاقامة المجانية فى فنادق ونوادى القوات المسلحة والشرطة!) ولا يخشون الا ثورة جياع.. هؤلاء هم القلة المستفيدة من النظام, أما الفقراء من اهالى «جنزور» «وطحانوب» و«ميت فارس» و«الغورى» و«صنافير» وقفار ملوى و.. و.. فهم الذين قامت الثورة لأجلهم.. (وليس فقط من يتظاهرون فى التحرير ومن يؤيدون فى العباسية).. و الذين نتمنى تغيير اوضاعهم الكارثية. -لو أن الثورة كانت حقيقة عند الجنرالات ال19 لكان جنرال الإعلام سمح لمصر الجديدة ان ترى نفسها وأن تعرى جروحها وتكشف من الريف والنجوع عن اوجاعها.. كان على التليفزيون المصرى أن يذهب الى التحرير «بصدق» فيقدم لنا صورة من داخل الميدان عن ثواره وأطفاله!!.. حتى عن داعريه وبلطجيته.. لم لا؟! لكى نفرز ونحاسب.. ونمنح ثقتنا ونمنع.. كان عليه أن يحدثنا فى تقارير مصورة عن حركة كفاية من جورج اسحاق الى عبد الحليم قنديل.. مرورا بكل رموزها كيف عاشوا وكيف عانوا.. كان على التليفزيون المصرى أن يقول لنا من هو وائل غنيم ولماذا ضحى بكل شىء من اجل مبدأ وكيف قاد بالهامه يوم الغضب الذى اشعل الثورة.. كان عليهم أن يذهبوا بنا الى الدقى ويحتفلون مع حركة 6 إبريل بسقوط حسنى مبارك ويقولون لنا لماذا انقسمت الحركة بين جبهتين.. كان على التليفزيون المصرى أن يقود الثورة الينايرية العظيمة الى البيوت.. بكل ايجابياتها وسلبياتها وشرح وجهة نظر الثوار فى قرارات المجلس العسكرى.. الذى استأمنته مصر على ادارة شئون البلاد لكنه أدارها بعقلية «القافلة تسير والثوار- يقصون و- ينبحون! - كان على العسكرى التبرؤ من لاعق يد موافى, لانه لايشرفه أن يكون هذا مؤيده, مثلما نتبرأ نحن من الثورى الاشتراكى «الجاهل» سامح نجيب الذى ألغى عقله وتفكيره ومضى يهرطق داعيا لإسقاط المؤسسة العسكرية وانهيارها.. وبوضوح أقول له إن هذا العمل هو مؤامرة مفضوحة و مرفوضة تماما.. وانه جاهل بعواقب هذا الانهيار, من احتلال مصر.. وانفصال أجزاء منها.. مثل هذه التهويمات تفرض علينا وضع استراتيجية إعلامية جديدة للتليفزيون وللعمل الاعلامى المصرى تعيد الثورة الحقيقية الى البيوت وتعيد الثوار الى طاولة الحوار, وتعيد الكنبة لمن باعوها من جنزور الى الاسكندرية, فيؤيدون الجيش والشعب والثورة وليكونوا جميعا كما كانوا اثناء الثورة «ايد واحدة». - بعد أن قرأت: ستجد نفسك مؤيدا – سواء اذا كنت فى التحرير أو العباسية أو على الكنبة – أو بعتها - مؤيدا للكاتب الكبير جمال الغيطانى الذى دعا المشير طنطاوى إلى إطلاق سراح آلاف من أبنائه المعتقلين على خلفية التظاهرات.. فتلك أول خطوة على طريق استعادة وحدة الأمة).