كشفت القناة الإسرائيلية الثانية النقاب عن فضيحة فساد جديدة يعيشها جيش الاحتلال الإسرائيلى، وطبقًا لتقرير بثته القناة الثانية، دفعت الشركة الألمانية رشاوى ضخمة لضباط كبار بسلاح البحرية الإسرائيلية، تحت بند تطلق عليه «نفقات مفيدة» وهى رشاوى مقننة ربما الهدف منها هو تحقيق مصلحة خاصة لتلك المجموعة، التى تبين أن من بين حملة أسهمها شركة حكومية إيرانية، تمتلك نحو 5% من تلك الأسهم. وأشارت صحيفة «معاريف» العبرية إلى أن التحقيق الذى بثته القناة الثانية تحدث عن وثائق سرية مسربة، يبدو أن مصدرها وسائل إعلام ألمانية حصلت عليها بدورها من باحثين أوروبيين، تؤكد أن الشركة الألمانية التى تنتج غواصات «دولفين» لصالح البحرية الإسرائيلية، دفعت لضباط هذا السلاح رشاوى كبيرة للغاية. وتبين بعد تحقيقات داخلية قامت بها شركة محاسبة ألمانية شهيرة أن «سنكروب» اخترعت عام 2004 بندا للنفقات، على أساس أنها «نفقات مفيدة» عبارة عن رشاوى دفعتها لضباط إسرائيليين، وأن الرشاوى على صلة مباشرة بصفقات الغواصات «دولفين»، مضيفة أن الأمر تكرر مع دول مثل جنوب إفريقيا واليونان. وقدرت الشركة الألمانية هذه النفقات بنحو 20 مليون دولار فى إحدى المرات، وقالت إن المجموعة المصنعة للغواصات الإسرائيلية دفعت فى حالة ثانية قرابة 22 مليون يورو، وأن الأموال التى تدفعها المجموعة الألمانية ذهبت لضباط كبار أو لرئيس دولة أو لوزير دفاع، ومسئولين كثر دون أن تذكرهم. وأدلى اللواء احتياط دان هارئيل، المدير العام السابق بوزارة الدفاع الإسرائيلية بشهادته أمام الشرطة الإسرائيلية، فى قضية الغواصات التى ذكر فيها اسم «نتنياهو»، على خلفية تورط محاميه الشخصى دافيد شيمرون فى قضية العمولات الضخمة، واعتبار «نتنياهو» جزءا من التحقيقات المرتبطة بالغواصات التى أطلق عليها إعلاميا اسم «ملف 3000». وأكدت مجموعة «سنكروب» الشهر الماضى أن شركة (IFIC) الإيرانية الحكومية كانت تملك 7% من أسهمها حتى العام 2013، لكن تلك النسبة تراجعت لتستقر عند 5% بعد ذلك، دون أن تفصح المجموعة الألمانية عن النسبة الدقيقة حاليا، مع أن بعض التسريبات تحدثت عن نسبة تصل إلى 4.5% تملكها الشركة الإيرانية، وتعد الأهم فى مجال استثمار أموال النظام الإيرانى فى العالم، وفى الغالب تقوم بذلك عن طريق شركات وسيطة. وزعمت وزارة الدفاع الإسرائيلية فى المقابل أنها لم تكن على علم بالحصة الإيرانية فى المجموعة الألمانية، لكنها عادت لتؤكد أن جهات مختصة على صلة بمسيرة المشتريات الخارجية بالوزارة كانت على علم بالحصة الإيرانية منذ العام 2004، وأنه تم التغلب على تلك النقطة ومعالجتها من النواحى القانونية. وتبين مؤخرا أن المحامى الشخصى لنتنياهو هو الممثل القانونى لوكيل المجموعة الألمانية فى إسرائيل، وأنه يحصل على ملايين الدولارات نظير كل صفقة، وأن «سنكروب» نفسها عارضت تعيينه فى البداية قبل أن تقتنع بوجهة نظر ضباط كبار بسلاح البحرية الإسرائيلية.