نشرت العديد من وسائل الإعلام أن وزير التعليم العالي قد قام في الأسبوع المنصرم بدعوة عدد من رؤساء أندية أعضاء هيئة التدريس الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وقلة آخري من غيرهم وتم عقد اللقاء بينه وبينهم وبمكتب معاليه..!.. الي هذا الحد ليس هناك ضرر ولا ضرار ولكن المثير للجدل أن الموضوع الرئيس لهذا اللقاء المعلن هو تشكيل لجنة منهم لوضع الصورة العامة لقانون تنظيم الجامعات الجديد...! وكأن أندية أعضاء هيئة التدريس صارت هي الهيئة البرلمانية التي ستشرع للجامعات...!!؟ وهنا يجدر الإشارة إلي أن جميع أندية أعضاء هيئة التدريس تعد رسميا ومن الناحية القانونية جمعيات أهلية تخضع للقانون 84 لسنة 2002 الخاص الجمعيات والمؤسسات الأهلية ولائحته التنفيذية رقم 178 لسنة 2002، وبالتالي تتبع وزارة الشئون الإجتماعية وليست تابعة لوزارة التعليم العالي بأى شكل من الأشكال...!! ومرة أخرى تذكر معاليه بأن القانون المشار اليه سلفا يحظر علي الجمعيات الأهلية ممارسة أي نشاط سياسي تقتصر ممارسته على الأحزاب السياسية وفقا لقانون الأحزاب أو أي نشاط نقابي تقتصر ممارسته على النقابات وفقا لقانون النقابات. ومن ثم فأنه ليس من حق أندية أعضاء هيئة التدريس المطالبة بحقوق أصحاب مهنة معينة (أعضاء هيئة التدريس علي سبيل المثال) ولذلك فأنه كان من المفروض علي معالي الوزير في حكومة الإنقاذ الوطني أن يسأل مستشاريه الذين يدفع لهم الكثير من أموال الشعب قبل أن يقدم علي هذا اللقاء حتي ألا يقحم الأندية في أنشطة تخرج عن النطاق الذى حدده لها القانون. وإذا كان معاليه يريد حقا وضع قانون جديد للجامعات، مع أن هذ لايدخل ضمن استراتيجية حكومة انقاذ وطني أو حكومة تسيير أعمال، فعلية أن يخاطب الجامعات والجامعات فقط بصفتها هيئات من الواجب علي الدولة وفقا لأحكام الدستور والإعلان الدستورى أن تدعم استقلالها وليس من المقبول أو من المفروض أن يعطي الوزير صلاحيات لجمعيات أهلية بأن تشرع للجامعات التي تمثل عقل المجتمع وإذا كان معاليه يرى أن أعضاء أندية أعضاء هيئة التدريس قد وصلوا لمناصبهم بالإنتخاب فأننا نرد علي هذا القول بأن أعضاء الأندية قد انتخبوا لتنفيذ رسالة ومهمة الأندية التي حددها القانون فقط لاغير ولا إجتهاد في وجود نص قانوني واضح، وأيضا نذكر معاليه بأن كل المناصب القيادية الموجودة الحالية في الجامعات قد وصلت لمقاعدها أيضا بالإنتخاب..! ومن ثم لامبرر للقفز فوقها أو الإلتفاف من حولها...! وأخيرا وليس آخرا أقول لمعاليه عفوا والف عفوا لأن أندية أعضاء هيئة التدريس ليس لها وصاية علي الجامعات كما أنها ليست نقابات ولا إتحادات ولا مجالس نيابية تنوب عن أعضاء هيئة التدريس....! --------- استاذ التوليد وأمراض النساء بكلية الطب جامعة طنطا